تناسيْ ما كان بيننا منذ سنين
امسحي من شفتيك
كل ما يدل عليَّ
بقايا بوح
ضعي كل نبضك المتوتر
في ثلاجة بيضاء اللون
تناسيْ لمسات يدي الراعشة
قبلاتي الراجفة
سهري أمام زمنك
ولوْمي الذي لا يتوقف
ليل نهار
ضعي باقات الزهر التي أهديتها إليك
الثالث عشر من كل شهر
ضعيها في الحديقة التي التقينا فيها
ذاك...
لماذا........؟
وأنتَ في حالة سؤال
حتما أنتَ في حالة انتظار...
الجواب....... :
إن تَيَقَّنْتَ
لا تشُك...
و"إنْ عزمت
لا تتردد..."
فالخريف يُعريك
والشتاء صلاتك
الربيع يُسكرك
والصيف خلاصك...
السؤال يُقلقك
والجواب عذابك...
فلا تسأل كي لا تنتظر
ولا تنتظر
قطارا يمر سريعا
أمامك
قطارا يتوقف على رصيف...
لو أستطيعُ
أفرشْتُ للقصيدة ما يَشُدُّني إلى عُرْيِ بسْمَتِها
إلى انْبلاجِ المسام في رقصها
لو أستطيع!
جئتُ إلى لُهاثِكِ بخيلِ فتوحاتي
وشيَّدْتُ لرجليكِ مملكةً
يا مولاتي
لو أستطيع!
جعلتُ ذكرياتِكِ تبدأُ من يدي
حينَ تُرَمِّمُ لعينيكِ القمر
ولآهاتِ الشوق فيكِ
براكيني
دُليني فقط عليكِ!
أجيئُكِ كما...
إنْ غبت
غب كما يجب للغياب
أن يكون
تهنأ أجراس الكنائس
من خبزك الأسود
يرتاح النبيذ من دمك
تتخلص الصلوات
من غمغمة الشفاه الحائرة
أمام كفر الأفئدة
إن غبت
لا تتكئ على ظل صليب
نخرته الأرضة
ارفع شارة حب للأشعة البنفسجية
وتوسد فكرة
نبتت في رأس نخلة
فالعراجين أدرى بألم الجُمَّار
وهو يهيئ حلاوة...
أجيء بكل الضجيج
بكل الهدوء
لا نغمة شوق في فؤادي
تتخلّف عن دعوتك
أقود القوافل من النداء
في جبة السراب
إلى معابر الكلام على ضفاف النشيد
فأغني
يا تربة الأجداد وصلصال الخلق
أريد بساطا أفرشه لقدميها
من غنج الحرير
من وداعة النسيم
فكل الحروف تصلي
كي يستقيم المعنى
على حبال الوصال
قصائد من...
باختصار طويل...
أنتِ
يا أنتِ
ما أجملك!
فالريح لي
والعطر لك
والشوك لي
والباقة لك...
والله لي
والله لك
يا أنا
ويا أنتِ!
كيف الوصول إليَّ
وأنا الأسير لديك؟
باختصار جميل
إني
بكلي
من مني إلى إليَّ
إني
لأني
إني أعشقك!!...
عزيز فهمي
منحتك ما أَسَرَّ الجُبُّ
في الهجير
للبدو
وما كانت تريده مني
في الأصيل
"هيت لك..."
منحتك السنبلة السابعة
في الرؤيا
والجرح الذي يبكي
في أنامل النسوة
نشوة
ولُذْتُ لأنجو من نفسي
بسجن الذكرى
فلا تركبي صهوة التأويل
لا أريد طيورا تقتات
من كواعب أفكاري
ولا عنبا يسكر في صمته
ندائي
وقد منحتك خطو...
لا تنتظر من غيم
لا سماء فوقه
مطرا...
ومن ليل لا سواد فيه
قمرا...
ومن نخل حزين في الصحراء
ظلا
وتمرا...
لا تنتظر من عنب في الصقيع
نبيذا
وخمرا...
أيها المتعب به فيه
سرا
وجهرا...
شُدَّ لجام الريح
لوِّن شفاه النسيم بفرحة الرفض
بنغمة الغضب
وارحل إلى خلاصك
فالأمر بدون حزم منك
ليس أمرا...!
عزيز فهمي
1
انتصر اللاشعور
على الوباء
الدليل
عانقتكِ في الحلم
هذا المساء....
2
ومن الرياح ما يتكلم
الريح التي كلما التقتك
سمعتك
فصارت عليَّ نسيما
معطرا بك.....
3
ألقيتُ صنارتي لأصطادك
علق شَصُّك بقلبي
فضحكت عليَّ سمكة القرش
في مَسمكك....
4
النجوم أسنان
لا تظهر
إلا حين تضحك السماء
أي معجون...
"ذاكرة موشومة"
خوفا على الحلم الجميل معك
أن يصبح كابوسا
فتحت عيني
أشعلتُ الضوء
حملقت في السقف
سقف الغرفة وسقف الشوق
خططت على ورقة
قصيدة عشقي لك
وشمتها في ذاكرتي
كي لا أنساك....
قد تكونين امرأة واحدة
في عدة صور
قد تكونين إلهة جميلة
في سجل الأساطير
تتقاتل حولك
جيوش الإنس والجان
وعسكر أثينا...
ما عدتُ طفلا
تُلهيني أناملي
أو تخيفني الظلال على ثيابي
لا أثق في بصماتي المحملة
بجنوني
صرت أدغدغ خدود شرودي
على تماس الغياب والحضور
أخط الذكريات
على مبسم انتظاري
شاربي الذي ابيّض في غفلة مني
ومن مرآتي
يهدي لشفتيك سلام الغسق
في محيا الأصيل
هناك
حيث البحر بيني وبينك
لا يُنضِبه جزر هارب
لا يهُدُّه...
لا إله شعر لي ولا صنم
ألوك وصاياه
وأعبد
لست مجنون ليلى
أو مجنون غانية
لكني أعشق كما يحلو لي
أن أعشق
أصوغ كلامي
على هَدْيِ الفراش الحزين
أحترق
أنى شئت
في الماء
أو أحترق
في هواك
لذا لن أومن بأحد
كي لا أضطر يوما
أن أرتدي تُقية من عذب الكلام
أو أضطر أن أعتذر لي
وأرتد
أصلب على عموده
أُجْلَدُ لأجله...
لا يليق بالحبر
أن يكتب على بياض توبتك
خطيئة
لا يليق بالفجر
أن يُخفي بسمة الغد المنتظر
لذا أسأل النخيل
هل الكلمات تنطق
بالحقيقة
أم أنَّ السراب استولى
على الآبار
واستولى الوهم على المعنى
في كل مكان
الكل يتحارب مع الكل
وحدي أرفع
امامك راية بيضاء
وحمامة
أُشهدُ شجرة الزيتون
الشجرة التي وشمت على جدعها...
لا انتماء لمن مات
غير موته
فلا تكفنوه بغير البياض
ليقول
لقد متُّ كالعصافير
أغرد لكم جميعا
كل صباح
ها أنا خبَّرتُ شريعة العناكب
أعلنت ردتي
أمام الخيوط المتناسلة
في الليل
فصغت ديني على مقاس
وحدتي
ومتُ وحدي...
عزيز فهمي/كندا