أي سلام في غياب اليدين؟
هل صرنا عدوين إلى هذه الدرجة
كي نشيد بيننا كل هذه المسافة
نضيف أبوابا للأبواب
وأكماما للأفواه المغلقة؟
هل تكفي الأعين
كي نتخاطب في النهار
وفي الليل؟
تقولين لي برمشة عينك اليسرى
أُحبكَ
أعبر لك عن لوعتي وشوقي
أغمض عينيّ طويلا
وأحلم بضمتك
أنتصب واقفا
أجرك إليَّ
تتراجعين غنجا...
"هل صرت ما كنت تريده؟"
أم أنَّ أحذيتك مشت بك
في طريق لا تعرفه
فبكيت كثيرا
جُعت كثيرا
وتألمت أكثر
وتُهت كحبة غبار
في كتبان رمل
أو دمعة غيم
على صهوة يَم
قل لي بالجهر
هل بقيت كما كنت
تزرع الحلم في الحلم
تعلق العطر على مبسم الهم
كي لا تتعب فتُغم
قل لي بالهمس
هل لازال قلبك
يضخ الحب كل يوم
كما يضخ...
كان لا بد أن أقول لي
ما قلته مغرورا لكم
فالآن كلي مع كلي في سجال
تارة هو عقيم كهذه الحال التي نحن فيها
أفواهنا البيزنطية هي التي تتكلم
وتارة هو إيجابي
خصوصا حين ينتهي بطرح نفس الأسئلة التي بدأ بها
يؤجل الحسم إلى نقاش آخر تتوفر فيه الشروط الذاتية الموضوعية
أو حين ينتهي على سرد تشابيه لا قاعدة...
ما لهذه القصيدة
تئن كقنفذ فقد شوكه
وما لها تَعرِج كغراب
يخطو بحذاء غيره ؟
لم يعد لي فم يصلح للشعر
الكلمات التي علقتها على حبل المجاز
عشقت خريف الأغنيات
انتحرت في بركة الغموض
الحروف التي كانت تلعب في ثغر الصمت
لفظها المعنى خارج مبناه
لم يبق لي ماعون أُعِدُّ فيه
فطورا لصدر البيت المكتنز بالهم
ولا...
مر النهار وجاء الليل
مر الليل ولم يأت الحلم
فقط ظلك الذي جاء يحمل عطرك
يخبرني بعذر قدميك
وخجل الثياب على الجسد
وأنا ها هنا في انتظارك
أحتاج بعض الوقت
الوقت الذي أطعم فيه العصافير
التي تزور نافذتي
تغرس الفجر في أُصصي
تحمل رسالة منك
وتغرد
أحتاج بعض الوقت
الوقت الذي أغسل فيه فمي
أمشط شعري
أخفي...
اسيقظت كعادتي
لم أجد هديل اليمام في الحليب
ولا صباح الخير منك
على صحن العسل فوق مائدتي
فهل أشتكي للنحل
أم أعلن توبتي أمام باقات الزهر؟
أنصب سكون حركات الجر
في سفر البدء
أم أطلب من الليل
هذا الصباح
قهوتي السوداء
أحصي كل التكهنات
وأنتظر سُكَّرَ الذكريات؟
لم يقبلني حذائي البني
استغربت من بلادتي...
من أجل
بسمة منك
أبيع الشرق والغرب
وأبيع هذا الصمت...
من أجل
قبلة واحدة على خديك
أمنح النوارس
حقي من زبد البحر...
من أجل
أن نمشي معا
يدا في يد خارج البيت
أمنح المشردين حقي
في شوارع النصر...
ومن أجل
أن أقطف لك
باقة زهر هذا اليوم
أحتاج هدنة مع الحجر
تُوقف الحرب
إلى أن ينبلج من جديد الفجر
ولأني مثلك...
تذهبين إلى صَمْتٍ فيك
إلى دروب شرودك
في متاهات العمر
تتركينني أعلِّقُ كلماتي
على حبل الغسيل
أرتِّبُ المعاني التي لا معنى لها
في جُملي
أَغْسِلُها من سوءِ فَهْمٍ لا لون له
أَرُشُّ عليها غنج الدلالة
في حُمْرِ الشفاه
لعلي أثير إشارة عالقة
في رمش عينيك
أو ابتسامة تنضج على شفتيك
تذهبين إلى حديقة...
مستعد أن أحدثك
عن كل شيء
أن أشرح لك نظام الجاذبية
تلك التي جذبتني إليك
لن أحتاج أن أمددك على ظهرك
تحت شجرة تفاح
أطلب منك التمعن
في كيفية سقوط القبلة
من بسمتي العاشقة
فجاذبيتك عاصفة
وهدوء مجنون
يخرجني عن طوع نبضك
لذا خذي وقتا لترقصي
معي
وخذي وقتا طويلا لترسمي
الزهور على محيا الأحلام
بعدها
افتحي...
إسوة بالريح
أخلط الأزقة في خرائط السؤال
أوقظ العناوين من سباتها
أدغدغ الزهور كي تمارس نشوتها
اعلم الفساتين كيف تملأ المكان
بالرقص خارج الأجساد
على حبائل الغسيل فوق سطوح متعبة
أو تحت ظلال النخيل الحزينة
إسوة بشفاه الإبل
ألثم خد الزمن
أبعثر شعر الذكريات
وأختفي في حنين المطر العاري من هندامه
فأسأل...
"لا تخضعوا حبكم للحجر الصحي
فبالحب ننتصر دائما..."
ع.ف
أتدرين كيف أقضي
كل وقتي الطويل الطويل؟
أقضيه في البحث عنك
داخل بيتي
والبحث عني
خارج البيت
في الذكريات
وفي الصور
فأمطريني بما لديك
في الذاكرة
من جميل الكلام
وجميل الصور
صورك معي
في المقاهي
بين الزهور
وتحت الشجر
صورك وأنت تأتين
تتكلمين...
علَّقكَ على خشبة أحرقتها النيران
ثم انسحب في الدخان.
كنت مصلوب زمنك.
لم يترك لك غير حسرة وسؤال
خيبات تُمرر عليها أناملك
فتغمغمُ بما لا تسمعه شفاهك
لعل الأثير يصير حقل عطاء
والصدى درب الوصول إليك.
ملأ ماء البحر في قُمقمهِ
ثم هَشَّ بعصاه على دموع عينيك
فكبُرتِ الدهشةُ في فمك
تعرت الضفاف أمام غنج...
هل أخبرتك الريح
وفي مشيتك غنى الأثر؟
سأكتب خطاك على دربي
كما يكتب النحل
برحيق الزهر
العسل
لا يحق للظل أن ينشق عن وميض عينيك
فإن فعل
نامت الشمس في جفون
القمر
بكى لوعة شهاب عاشق
فاحترق
اندس في مسام الماء
وغرق
سأظل كالفينيق أحاور
شفاه القدر
حتى تلتقي نايات ليل
بأوتار الغجر
لتعزف شوقنا تحت الشجر...
جالس وحيدا
على أريكة الصمت
البرد في الخارج يحتل الهواء
يسكن الأزقة والأفواه
ولأني بدون أوراق دفء
بقيت أمام مدفأة
أقرأ ما تكتبه النار
في الحطب
أفكر في رماد العظام
ما يتبقى من رميم الكلام
أنظر إلى صمت الأركان
زوايا البيت
كوى الحنين
أسراب الأحزان
فعلى الجدران
هناك دائما نملة وحيدة
حقيقية أو من نسج...
أريد أن أقول لك
أن النوافذ تتغزل بي
ترسل لي مع النسيم عطرك
وبعض الكلمات المهموسة منك
فأبحث عنك
في الصدى الذي يرن في أذني
أبحث عنك في أعين السماء
لعلي ألمحك
ماذا أفعل؟
سريري يتضور حلما
هذه القصيدة لا تتوقف عن النداء
لذا أكتري فم الليل للزغاريد
شفاه الصباح لبكاء الفرح
أقول للقادمين وراء السؤال:
من...