جلسنا على قارعة لقاء
كان الزمن خطيا يجري
وكنا من سلالة القمر
ندور حولنا
نغيب ونظهر
هنا وهناك؛
حيث تاريخ البدايات يعرض أحداثه
كبائع جائع للرغيف
كصانع أوهام.
جلسنا؛
لم نتفق على شيء
ما سنقوله،
ما سنفعله،
ما يحق لنا أن ننشره على حبل الكلام.
كيف سنصوغ غدنا
نرتب الماضي في صُررنا
نعرض حاضرنا في كفينا...
أغلقت باب بيتي من ورائي
عبر النافذة
رأيت ملابسي ترقص فرحة
بغيابي
السرير يكنس أحلامي
ورائحتي
مرآة الحمام
تسخر من أقنعتي
ومن شاربي الذي يشبه هلالا
في سماء غائمة
سكاكين المطبخ تتآمر مع التوابل
على اغتيالي
رأيت التلفاز يعلن وفاتي
ألغيت عقد الايجار من صاحب الدار
سكنت الكلمات و الظلال
فصرت عابر سبيل...
يتركُ بعضي المنشق عني
بعضي المشبث بي
كما تترك الضفادع نقيقها
في الماء
كما تترك الظلال أثرها
في الهواء
وكما يدَعُني بعضي عند غيري
فيا باب الرجاء المشرع على رقة الحمد
لاتدع ما يهجرني
يدخل حلكة الغياب!
سأعرج على دمعة النبض
في آيات القلب
لعلي أصطاد تغاريد فرح
على قارعة أملي
لعلي أملأ فراغي بي...
تجمعني بكِ لغة الغجر
طول الطريق
وُعورَةُ الغياب
في هذا العشق
وهذا السهر
دفء الروح في حضن السماء
نبضة قلب تبحث عن شريان
لتسقي أحلامها
وحين أتيه في السؤال
اقترفُ كمجنون باقة من الحسنات
أزرعُ زهرة على قارعة الشوق
وأجيئ بفراشة
أرسم على شاكلة ألوانها لك أفقا
بنحلة
أعلم كلامي كيف يصير
حين يحدثك عسلا...
نتحرر من رقصة الريح
في معصم القدر
نغرس جذورنا كشجرة اللوز
نُزهر فرحا
أذار عش العطر
لقاء الآلهة في حلاوة الفاكهة
في عودة الطيور إلى غربتها
نتحرر من رقصة الريح
في فساتين الغجر
للكتابة في عينيك أغنية
قالت رحلة الشتاء لرحلة الصيف
مُدّي يدك لنغتال الخضرة في جلابيب الشجر
في حلم التين وبسمة المطر
لنبني...
1
لم نعد لا نتأقلم
ولا نتكيَّف
صرنا "نَتَزأبق" ...
2
حتى الحلزون يخرج
من نقابه
حين يدب في شارع عمومي...
3
تأكد من حجمك
قبل أن ترقص في غربال
نصيحة النخالة....
4
الآن أدركت أننا كذبة..
فمن يُصدقني
ولو كذبا...؟؟
5
لم يبق فينا غير الأيادي
الرؤوس تقاعدت
صِرنا حيوانات مُصَفِّقة فقط
عن جاحظ لا...
كيف أشيخ في خبزك
أرتدي فرحة الزعتر في مذاق الحنين
هلالا من قمح الذكريات
هذه الدروب المنتحرة في خطوي
تُعيدني إلى نبع الرفض
فدليني على عطرك بين الزهور
كي أتبع ظلك في الظلام
وافتحي الممكن
دعي المحال لي
رشي باقات النور على الأرصفة
كي أكتبك بدمع أصابعي
وبالحناء
أكتبكِ بالشروق
بالغروب
وبالسحر
لكن حين...
إن ذهبتَ لتذهب
فاذهب!
لا تنظر وراءك إلى النخيل
لا تدعه يتجرَّدُ من سعفه
لا تدعه يُعلِّق بلحاً على رموشه
لِيغويك
لا تنظر للنحل
الذي يصْطَفُّ على صحن فطورك
ليهديك رقصة العسل
اسحبْ مَمْشاكَ من نَعْلَيْك
لا تترك أَثَراً لِخَطْوِكَ
لا تترك ظِلاَ لِظِلّكَ
و اغرس في المكان بسمةَ
كي يُشْبِهَك..
فإن...
كمجاز في معلقة
سأنتمي إلى قصيدة
"قفا نبكي'
كي أشيِّدَ طللا يليق بي
ذاكرتي رميم ريح
زغرودة فرح تئن
حوار البوم في حلكة الليل
رقصة الصدى من فراق الشفتين
حين تنطقين باسمي.
سأنتمي إلى قصيدة
"هل غادر الشعراء"
كل النبال في صدري أشواق
كل الدماء التي تفور من جسمي
آهات
وأنت الوغى
كم من معركة أخوضها...
تذهبين إلى صَمْتٍ فيك
إلى دروب شرودك
في متاهات العمر
تتركيني أعلِّقُ كلماتي
على حبل الغسيل
أرتِّبُ المعاني التي لا معنى لها
في جُملي
أَغْسِلُها من سوءِ فَهْمٍ لا لون له
أَرُشُّ عليها غنج الدلالة
في حُمْرِ الشفاه
لعلي أثير إشارة عالقة
في رمش عينيك
أو ابتسامة تنضج على شفتيك
تذهبين إلى حديقة...
سأقول:
لي نسيم أُغنّيه
ولي ريح أتبعها فأتيه
ألمُّ الذكريات في سلال الحنين
وأنتظر
لعل الحافلة التي أركبها في المساء
تحملني إليَّ وإليك
لعل القمر الذي يتزيّن ببريق عينيك
يحُلُّ في كفي ويضحك
كي تغرد الطيور على أغصان أحلامي
يرقص في الهديل سلامي
يعانق نورك البلوري نشوة ظلالي
سأقول:
ماجدوى الكلام
إن...
كيف نعيد الطلقة إلى فوهة البندقية؟
دَمُنا على التربة يرسم شارة سؤال
نرفع راية سلام حين نُهْزم
سيفا من خشب حين ننتصر
كيف نلقح الكلمة الخبيثة قبل أن تجتاز الشفتين؟
الصفعة تزهو في الأذنين
كعاهرة أغوت الشيطان
أن يصير إله الشهوة في نظرة العينين
كيف نعلم المطر السقوط على النبات
لا فوق الإسفلت والرفات؟...
لا أحد يدرك
أني هنا
لا أحد يشعر
أني لست هناك
لا أحد سواي ينتظر
أقول لي وأرد عليَّ
أنا الذي أظن أني الواحد المتعدد
أني إن غبتُ حضرت
وإن حضرت حضرت
سأصوغ ما يجعلني
النار والحجر
ما يجعلني الماء في مسام الشجر
أغني لما سيأتي في جلد الغيب
من عرق الأوجاع
من تمدد ظل حبل يشد الشطين
يعارك تشتث الحضور في...
على هذا الطريق
طريق
من أي قبيلة تبدأ هجرتك
لأي قبيلة تلجأ نيتك؟
حيرة حين تلفظنا ذواتنا
حين تتكلم نيابة عنا ظلالنا
هل كنا ندرك من نحن
في اختلاف المتاهات حولنا؟
هل صغنا كالحمام الزاجل مشوار ضياعنا؟
ألوذ كعابر سبيل بخابية مملوءة بالسراب
أبحث في فرار الماء
من خطوات المطر
عن أثار وجهتي
سأدرب مشيتي...