المدخل:
" بعد كل هذا العمر الطويل
لازال باب بيتي
يطالبني بمفتاحه
ليتأكد مني..."
النص:
عندما يكون الباب وراء الأبواب
تفتح النوافذ فساتينها للضياء
تمزح كالقطط في شهر كانون
فيقول مفتاح لمفتاح آخر
أصيبت أسناننا بالنسيان
علينا أن نتعلم دهاء الأحصنة
نجتاز صلابة الجدران
ونهدي إلى هيلين،
حين تنام...
عندما يكون الباب
باباً لباب آخر
تفتح النوافذ فساتينها
للعصافير
تمزح كالقطط في شهر كانون
فيقول مفتاح لمفتاح
أصيبت أسناننا بالصدإ والنسيان
علينا أن نتعلم
دهاء الأحصنة
نجتاز صلابة الجدران
ونهدي إلى هيلين
حين تنام طروادةُ
مهرا من الأسرار
وباقة من آلهة الأسطورة
تنقش على معصم الريح
أمنية
أن يظل البحر...
ليس عتابا كلامي
ولا لوما إلحاحي
هو يا حبيبتي شوق قلبي
صرخة أوصالي
خرير دمي في شراييني
يرتل تغاريدك كل صباح
ليست غضبا
ارتفاع نبرة صوتي
انتفاخ العروق في عنقي
ولا حنقا إحمرار عيوني
هو يا حبيبتي
ولادة الزهر في أحشائي
نغمات عطرك في باقات أحلامي
فتعالي
لتستيقظ الشمس يا شمسي في سمائي
تعود الخضرة...
كنتِ المرسى الأخير
لسفينتي المنهكة بالمسافات
حين رست
كانت تحمل في أحشائها
أسئلة الفينيقيين
ملح الدموع
صراخ المد
نحيب الجزر
عنوسة الرمال
كانت تحمل
خيبات آلهة الأسطورة
عجزهم أن يصبحوا كلابا وديعة
في مدينة عربية
وكانت تحمل
حيرة هيردوت في كتابة الزبد
على خارطة الأوديسيا
وكانت سفينة محملة بكل
التعب...
تلك الريح التي تظل هادئة
تحت نافذة
تنتظر كطفلة تحلم بفارس
يغرس الظلال
تحت الأشجار
ويعلق أغنية على معصم الزمن
تلك الريح تكتب ذكريات الجراح
على زجاج شفاف
لا تعبأ بما مضى
ولا بما هو آت
لأنها من نسل الفراغ
تمر وتمر
وحين تتعب
تلوذ بجناح الزمن
تخلد للصمت وللسؤال
فتقيس اليقين بأصابع الشك
كي تقبض على...
في المرآة اللامعة
لا وجه لي
أرى لي فقط
أذنين بينهما فراغ
وصراخ
تتدلى التجاعيد من كوة العمر
تُحْدِثُ شرخا في الجبين
دالية من ذكريات الرؤى
من ثمالة التعب
صباح لم يلبس لونه
لم يستحم بعطر الضياء
داكن كوجه الخريف
كفرخ عصفور لم يَنْبتْ ريشه
لم يتدرب بَعدُ على الغناء
صباح يشبهني هذا الصباح
فعلى المرآة...
أنا ...
جوهري كثيرا
بما يكفي
أن أقلص المسافة بين قارتين
كي لا أترك شطك الجميل
ينتظر موجي...
عَرضِيٌ قليلا
بما يكفي
أن أزعج غياب وجهك في مرآتي
وفي عطر أزهاري...
عربي جدا
بما يكفي
أن أكتبك بأجمل الاستعارات
وأغني...
أمازيغي جدا
بما يكفي
لأحملك إلى قمم الجبال
وأصلي..
وأنا...
إنساني جدا
بما يكفي...
ثابت كابتسامة الموناليزا
منذ دغدغة دافنتشي الأولى
لا تبكي
لا تضحك
ها أنا قدام بابك
مسمارا في جبين الريح
لا أشتكي
لا ألوم
لا أتحرك
فغيري لون خدودك
وكحل عينيك
وطلي كي تمطر السماء أمامي
أقواس قزح
فراشات ترفرف
وتفرح
شموعا يتمايل لهيبها
وزغاريد أفراح
وتعالي عطر نليلوفر
يرش الحدائق
بما يجعل الصباح...
يسقط عني القميص
التوبة والخطيئة
أجيئك حالما أرتدي فرحة سنبلة
لأرى في البلد وطنا
ونغم النشيد على الأرواح
أرى حقولا من غناء العصافير
وبكاء المطر تحت ظلال الشجر
يسقط مني الأمر والنهي
لا يبقى في شفاهي غير الطلب
أطلب قرصا واحدا من الشمس
ودمعة فرح
أطلب حزاما من قوس قزح
ونجمة مضيئة في نسمة الصباح
كي...
اللحظة أوسعُ من أبَدي
من دلَّك يا زمنُ على تيهي
فأسْكنني فراغ فراغي؟
فأنا كالريح
أطير بأجنحة من الشوق
أفرح بعودة ظلالي إليَّ في الظلام
لأنني في المكان مكان
في الزمان سراب الأماني
لا أنتظر من رحلتي غير الذهاب
إلى الأمام.
مغادرة ما تجمّع غاضبا ورائي
أسرعُ الخطى
كلما أدَرْتُ صفحة
من سِفْرِ تكويني...
وأنتِ غائبة
أقضي كل أسئلتي
في ضفر شعرك
سنابل لبداية الربيع
لآلئ لضحكة الأنهار
سفوحا شاردة تصلي لقمم الشوق
وأحزمة للرقص
ألُمُّ أسرار الغروب
كل مساء
وأنتظر
لعل بوح الفجر
يتدلى حبائل وصل
ألمُّ الطرقات التي تؤدي إليك
أفكها من أسر المسافات
فأترك لك أغنية وراء الباب
فوق حذائك الأسود
وقبلة على شالك...
قال لي
اكتب وجعك لترتاح!!
قلت وكنت أتملى في خارطة وطني
لم أصنع بعد سفينة نجاتي
ولم أُتمم لائحة الركاب
فأنا وحدي في بحر من الألم
وجراحي يُذر عليها في كل الأمكنة
الملح والملح
لا يؤمن بي
لا ظلي
لا قلبي
ولا مرآتي التي تضحك
على وجهي و تنبح
فإن كتبت وجعي
أغرقتني في حبر من الدمع
توجعت جبالي
في جريان...
إلى الذين ينطفئون كي تنير شموعنا
سعال في الدروب
ممتد في أثير الأوجاع
يُسقط المطر قطرانا
يَسكنُ ضلوع الرياح
في خبز الجياع
يُدغدغ موسيقى الأطفال
في الحلوى
في اللعب
يشنق تغاريد العصافير المهاجرة
على الحطب
النار أغنية
لهيب الضلوع صلاة..
هذا السعال المترامي في الصدى
نشيج الحقول الجافة
في بلاد من...
ألوذ بخيمة غرستُ أوتادها
في خاصرة الريح
أغازل ظل نورس على الموج
للزبد أقود سرب أسئلتي
للرمل أعترف بإيماني
أصلي للذكريات المحنطة في جمجمتي
ألون بالبياض صمتي
فلا مفر أمامي
لا رجعة يأذنُ لي بها فراغي
أُحصي أصابعي كي أقبض
على ما مر بينها من عمري
وأضحك
حين أتذكر دروس التاريخ
تحدثني عن غابر الأزمان
عن...
كأننا ذكريات عندما يحل الليل
في سرير الأسئلة
عيون مها لم يعتريها حَوَرٌ
في واحة النهار
كأننا نون نسوة في مقابر الزمن
تنتحب في ثياب الحداد
تصغي لما يقوله حفار وسيم الوجه للتراب
تكاثرت الغربان في الفجر
احتلت القطط ناصية الأمر
خُدشت عورة انكيدو
ذاك الذي بحث عن وهم البقاء
فبكى جلجامش كطفل فقد أمه
لا...