كل الوجوه يسخر منها الماء
إلا وجه نرسيس الجميل
يجف فيه حتى الغرق
يمنحه شكل المطر أحيانا
ويشيِّعه بصوت الرعد أحيانا
لأن الشموع تقود الفراشات
إلى شهوة الاحتراق
فيظل الخريف يُسقط البسمات
من الشجر
يفرغ الحدائق من كلام اللقاءات
ومن نسيم القبل
كلنا سنخرج من شيء ما
كالديدان أو كالنبات
كالزرع أو...
بعد أن بعثرتني
أدركت
أن الريح حين تنتحب
تغني...
بعد أن أحرقتني
أدركت
أن الشمس حين تسطع في السماء
تستحم بناري...
كيف لي
أن أسمع همس النجوم للقمر
في واضحة النهار
همسها الجميل كنظرتك لي
هنا، وهناك في ذاك اللقاء..؟
كيف لي
أن أصوغ خلاصي مني
وأنا من يعشق اقتراف الخطايا
كي أصلب لأجلك...؟
سَيِّجي بِما...
يحق لي
أنْ لا أَفْهمَك
يحق لك
أن لا تشرحي نِيَّتك
فكلما ساد بيننا سوء الفهم
نبض في لساني
السؤال ونطَّ الطلب
أزهر في فمك
الغضب
يحق لي
ما يحق لك
فهاكِ كُلي
وهاتِي بَعْضَك
البعضُ الذي بدونه
لا كُل لي
ولا كل لك
فالعدل كثيرٌ من العطاء
قليلٌ من الطلب
فهاك ندائي
شوقي
وعشقي
هاك ظلي حين أغيب
هاك الزهور...
إلى الذين ينطفئون كي تنير شموعنا
سعال في الدروب
ممتد في أثير الأوجاع
يُسقط المطر قطرانا
يَسكنُ ضلوع الرياح
في خبز الجياع
يُدغدغ موسيقى الأطفال
في الحلوى
في اللعب
يشنق تغاريد العصافير المهاجرة
على الحطب
النار أغنية
لهيب الضلوع صلاة..
هذا السعال المترامي في الصدى
نشيج الحقول الجافة
في بلاد من...
التمثال الذي وضعت أمام الباب
ترك ظله يتيما
وانتحر
لم تعجبه رائحة القهوة
ولا وشوشة النوافذ ليلا
لم تدفئه الأغنيات المبحوحة
في الصباح
كان تمثال حرية يبحث
في عتبة دارك
وفي الماعون
عن حريته
لم يكن مسلحا
بما يكفي من سلاح
ليخوض معركة طواحين الماء والهواء
يترك جلده فوق جلده
لم يجد غير أغلال على حبل...
لا يهمني ما ستفعلين بكلامي
هو لك
لشفتيك
للمدى
للنسيم
وللعاصفة
للوسادة التي تعشق الهمس
على سريرك
وتعشق الوشوشة
كلامي مستعد كمقاتل في المعركة
أن يشاكس نواياك
أن يأتيك بالفجر
في بضع كلمات
يُرقِّصُكِ بجمل الشرط
يُطْرِبُ انتظارَك بأدوات التمني
يُكثر في فنجانك
"يا ليتك..."
و"هيت لك..."
فتسكرين بي...
رسمتُكِ لوحة
لكنك كنت لي
أنتِ الإطار
فصرنا معا نبحث كالغجر
نبحث عن جدار
حين اشتد بنا التعب
أسندت ظهري على ظهرك
كتبنا بالعشق العشق
في الركن الأسفل
على يسار اليسار
وانتظرنا سقوط المطر
لتختلط ألواننا أقواس قزح
ويبتسم كالبدر في السماء
ثغركِ الوضاح
أيتها النجمة
التي أخجل أمامها
رغم أني في عينيك
كما...
الآن
وأنت تكتبين المحال بنظرتك
لا تنسي قطعة الضوء
التي تنتظر طلتك
فالشروق بدونك محض بياض
والسُّكَر كذبة الحلاوة
على الشفاه المشققة
بالنداء
الآن
وأنت توزعين النسيم بلمستك
لا تنسي عطر أزهاري
ونداء الباقات حين تراك
فالريح بعثرت يقيني
والشك شوك يدمي النبض
في شرايينك
الآن
وأنت غائبة كأغنية
في فم...
إليكِ أنتِ...
وإلى قصيدة بوشكين "أحببتكِ"
أنتِ
أحبكِ...
هذا الجنون جنوني
لا يُصاب قلبٌ إن مُسَّ عقله
وأنتِ فيه.
لكني جننتُ
أرى الشروقَ في الظلام
كما ترى الدراويش الفجر في الكلام
أرى يديك يغرسان الزهر
في القمر
أرى عينيك يُنيران خطو الفراشات
فوق الماء وتحت الشجر
فأريدك أن تريْنني
أمامك وفيك
رؤية...
سيكون ...
صيف طويل طويل
وشتاء قصير
نصف خريف
وربع ربيع
نظام جديد يكسر أبوابا من خشب
سيكون....
الشمس تسرع الخطى
إلى الرماد
والارض ترقص محمومة
من التعب
اليباب يشد يد السراب
يرفعان راية الغضب
كل ما سيبقى حطب
على حطب
فكن أغنية قبل فوات الأوان!
كن بسمة في وجهي
ووجه العدم!
فالريح لا تعشق جهة من الجهات...
في هذه "الشمس الخضراء"1
عاجز أن ألتقيك
لذا أصنع تمثالا لك
من فضة الكلام
أو من ذهب الصمت
أُعَقِّمُه
أعانقكِ عناقَ
الظل لظله
وأعيد العناق
كعائد من الحرب
أتعبه الانتظار ...
أزيل من فمي
الشفتين
أُمَلِّحُهُما
أطلب منك قُبلتين
واحدة في الصُّبح
والثانية قبل أن ينام الفرح
قبل ان تستيقظ في أوصالي...
شيء طبيعي أن تتواجَدَ
في هذه الدنيا
كما أنت
أو كما هو غيرك
يكفي فقط أن يلتقي ذكر بأنثى
أن يتفقا
أو أن لا يتفقا
فتحدث صرختك
شيء طبيعي أيضا
أن تموت
يكفي أن يَنْعاك مؤذن القبيلة
أو صحفي في جريدة
أو عاشق جنازات
لأنك تحمل موتك معك
فقط لا تعرف مكانها فيك
لذا تَمرض وتَصِحُّ
تنام وتستيقظ
شيء عادي أن...
هذا الزمن ذئب
أسمعه وأنا على سرير الانتظار
يعوي في غابة البشر
المصابين بالدهشة
زمن تشرق فيه الشمس
متعبة بظلمة الظلام
يتمدد فيه القمر
شاحبا من طول السهر
فأي ولادة تليق بالنجوم
كي تُزيِّن محياها ببسمة الضياء؟
أي صراط أسلكه كي أجد الخلاص في جبة الدعاء؟
كل الطرق شائكة
أو تسير في كل اتجاه
أشتهي ما لا...