عبدالعزيز فهمي

ماذا كنت ستقول يا صاحبي؟ لو أجبروك على سلخ جلدك وألزموك على كتابة نص نَعْيِك لو أجبروك أن تبوح جهرا بما تحلم به ماذا كنت ستفعل؟ لو ارغموك على أن تمنحهم مجانا أخماص قدميك أين ستذهب بحزنك؟ على أي خطوة ترسم وجودك؟ كيف تمشي إلى الصباح باسما كعطر وردة كيف تلوذ بالليل عاشقا كحيرة نجمة؟ بأي يد...
يا هيلين...! سورك بيننا عتيد وأنا لا أملكُ قوة آشيل، ولا دهاء إبيوس. هذه المرة طروادتك تنتصر عليَّ لذا أحتمي بالبحر، ذاك الذي لا مد، ولا جزر له. البحر الذي تضحك على زبده الرمال، والنوارس التي تطالب بكل الموج، وأنا الغريق على الشط، مهزوم لا يعرف طريقه في النهار، وفي الليل، أتوجع لصراخ الماء...
اِنتمت الكتب إلى حديقة الدم ما ازدوج اجتمع ما اجتمع لا يمكنه أن يتنصل لمفرده يتعدد ثم يتعدد العشق يكون بين إثنين فأكثر لأن عشق الواحد ديانة والظل ينسخ ما لا يُنسخ هويات طاوية كالزمن زمن لا يمت للزمن يسير على مقاس الأسئلة والسؤال ينبع من عين الفراغ كالذاكرة تنسى مرغمة كي تتذكر أكثر...
"رثاء شاعر ما قد أكونه لو أنني شاعر..!!." كم من سؤال عن وجود العدم طرحنا، وانتظرنا من يجيب... الحرب ترسم هياكلها وراء بسمة الريح الطلقة تتأهب بين الكلمات كي تصوغ بيان الغياب لأننا سمحنا لحروف النفي وأبحنا لأدوات الجزم أن تقود قصائدَك إلى المقبرة تغني مع الغربان وحفاري القبور مزامير الفناء...
تعلمت كل الأبجديات إلا أبجدية غيابك لذا أحضرك كما أشاء إلهة ترتدي البحر في أسطورة غيمة ترقص فوق شجرة عصافير تؤلف أغنية أحضرك صوت الفراشات حين تحترق شوقا ونايا يدغدغ مشية الجبال إلى السماء يشد أذن القمر كي لا يطل في النوافذ ليلا يقلم أظافر الرمال كي لا تخدش حلاوة التمر أحضرك كما أريد ستارة...
كلما غاب القمر رسمته على جدار غرفتي وانتظرتك... لكن يقع الذي وقع كل شيء تغير أزمنة الفعل وداعة الأسماء حرقة الأحرف لغة الألوان همسات الأنوار المستقبل ارتدى جبة الماضي والحاضر لا يتذكر أنت وذاك الآخر كل شيء تغير لكن وحدي لم أدرك ما الأمر بدوي كالشمس أطل رغم الغيم ... عزيز فهمي/كندا
يُكفِّننا النسيان فنتذكر نهاية وبداية... كل أعلامنا بيضاء في أياد حمراء آلة الغسيل معطلة... الديَكة في كتب الأطفال لا تعرف الصياح شهرزادنا بكماء... لا جمل جميلة إن كانت فعلية فعلها من عراجين العنف... ننتظر الفنيق أن يتبول على رمادنا كي نستفيق من وهمنا.. الرعشة بداية الحقيقة والرجفة...
الأشياء واضحة في هذا الغموض الكل صار ضدا له نبني لنهدم نحب لنكره نرفع الريات البيضاء سلاما نلونها مزهوين بالدماء ننتصر على هزائمنا بهزائم أكبر كذبت كل الخرائط فهنا... هناك هناك... هنا وأنا... أنت فهل أنت أنا...؟ حاربتك بكل أنواع الورود فانتصر الشوك عليَّ وعلى العطر يا قاتلي في هذا الضياع هل يموت...
آمنت بحقك في أن تغيبي فوجهت سؤالي للريح وبنيت عش انتظار على غصن حلم أرخيت وجعي استسلمت لرجة الحنين أعدت صياغة النبض أمام توجس الشوق نشرت ردتي علي وعلى يقيني رفعت راية الظن أظن كثيرا كثيرا أن الغد محض وهم... لذا لجأت لخرافة الريش كي أطير إليك الريح سيدة التيه الشمس عمياء في واضحة النهار اللعنة في...
نامي! لا تغسلي صمتي بالدموع للقصيدة أسئلة وتيه للغد أغنية من جديد تبدأ من بريق عينيك الأرصفة أصدق اللغات حين تنطق المسافات اغترابا فلا تعبثي بخطو أرجل متعبة بحيرة العناوين في كل محطة هناك زمن ينتظر وآخر يحتضر هناك حقائب مثقلة بالذكريات وأخرى أفرغتها الأزمنة الغياب ينعق كالغربان في السحر الحضور...
قسوة بُعدك في قربك... المعنى الذي كان في المعنى تعرى من معناه كل شيء صار بدون معنى حين في قربك مني تكونين بعيدة عني ظلا لظل آخر لا أراكِ حين أراكِ لا تسمعينني حين تغلقين عينيك وتصغين لآهات الغياب نظل في بُعد البعد قريبين وفي قُرب القرب بعيدين لذا سأكون بيني وبيني كي أجدك أَنَّى كنتِ...
فيك اجتمعت ولادة ورقصة الغجر فيك يرتدي الصباح حين يراك خجل السحر فيك البسمة عطر وصلاة على محراب الزهر كلما فتحت شفتيك يتغنى الندى على مسام الشجر ينتشى كدموع النجم في نجوى المطر فيك الظلال دمالج المدى وأشعة الشمس أساور في معصم القمر فيك شيء لا يدركه غير الله وقلبي فمنذ سكنت فيه لم يعد يشبه...
كوني لي أندلسا أحرق كل قواربي فإني أعشق النار التي تَشُبٌّ في أضلعي النار التي توقظها عيناك حين أراك... كوني لي غرناطة أًهُدُّ كلَّ القصور الحمراء لأكتشف الرجفة الجميلة على شفتيك وأعيد تشكيل المدن مدينة بعد مدينة لك لا سقوط بعد اليوم أسمح به لي إلا في باحات هواك... كوني لي طروادة أجهز عليك من...
أمخري كل البحور شيدي مراسِيَك من مرمر على القوافي الحزينة زغريدي للأفق كفرس جموح وبعثري الزبد على الرَّوِي الذي لا يؤمن بي نبيا لا تعاتبي جزرا كان يهيئ إيقاع الأسئلة في شرايين كلامي سأدلك على مكمن العشق في جيب استعارة تحت رموش ناعسة يدغدغها مرود كحل أدلك على شبهك فيك أشيد مئذنة من الرجاء فأنادي...
الآن والشمس نائمة وراء السحاب أغزل صوف الغمام أنسج لك معطفا من المطر فكوني شجرة لوز كي أرشك بما أملك من رقة الزهر ونشوة البنفسج حين يتوضأ كناسك ويتعطر... عزيز فهمي

هذا الملف

نصوص
243
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى