البارحة..
كنت تحبو كالأبجدية
اليوم...
هرمت الكلماتُ في مسام لسانك
فانسحب الجهر في فوهة جملك
نص على نعش الحنين
تهودج
ونص متعب بفك طلسم كينونتك
"كن"
فهل كان ما تريد
وترغب...؟
لم يبق فيك ما كنته
عثرة تشد أخماص أخرى
الطريق رغم طوله
يتجمَّعُ تحت قدميك
ويقصُر
ستصل...
تلك أغنية الوقت
تعاويذ...
الآن أكملتُ فيك قصيدتي
الشمس تحترق كقلب مظلوم
يعشق المستحيل
القمر يخجل على وسادة
محملة بالأحلام
يخجل من مشيب الليل
في سلال أفكاري
الماء له طعم العطش
في شهر أيلول،
لون الغروب
في عين يتيم،
له رائحة التبن بعد هطول المطر،
الهواء يخاف من عاصفة الأشواق
فيخنق التنفس
في رئة الفجر
يتعطر بالفراغ...
في قصيدة البدء
ماتت الجملة
الكلمة في حالة حداد
بيضاء كالأبيض
لأن في الكلام لم يبق سوى فعل
لا يفعل شيئا
يظل يحلم.
حروف العلة تصطف كبيض الضفادع
في جمل الشرط
إِنْ..........فإنَّ........
السين وسوف يلوحان
كطفل يوم العيد بلباسه يفرح
قطيع الكلمات
يحاكي في السماء النجم
يتقارب فيفيد
يتباعد فيسأل...
الهلال المملوء بالدهشة
في سمائي
لم يُعْلِنُ العيد في ثيابي القديمة
لأن كل ألبستي أشرعة تسكنها الريح
تحتلها الأمكنة
حين ترسو الأحلام على ضفة التيه
تلتقي غربتي بغربة الأحبة
في أغنية الزبد
تنتشي أمواج شوقي
تتراقص
تتسابق
كي تصل إلى الشط
تُبَشِّرُ بولادة المستحيل
في هدوء الرؤيا
ترتاح كإله فوق غيمة...
لا يحق أن تصير "عدن" طللا
في هذه الجنةِ جحيمٌ
يا عدن...
يا كَفَن الريح الجامحة
مائدة الآلهة المتقاعدين عن اللعب
فيك صهيل الجياد
يخيف الرعد والمطر
فيك تصاغ الصاخات
يتلهى بمزامير الموت الأموات
فتخجل من جوعك السماوات
لا أرض لهذه الأرض
يا عدن...
يا سليلة الجمر
توأم القمر
لا تربة نغرس فيها...
أغلقتِ الباب كعادتك
غاضبة
فانهد الجدار
الجدار الذي علقتُ عليه صورتك
الملونة
كيف أسقط في حبك
أمام أحذيتي
قدام السرير
والمرآة
أمام النافذة
وأمام كل النساء الجميلات
ويسقط الجدار
وتنهد الدار
وتبقين وحدك
وحدك
الواقفة....؟
آه
هل عِشْقٌ هذا
أم دين دمار ...؟
هل عشق هذا
أم غنج إعصار...؟
أم أني ريشة...
قصر السوق!
أرى النسيم يستيقظ باكرا
في قراك
يفرِشُ سيقانه العارية تحت النخيل
ستأتي الظلال يوما
تحمله إلى مسام الخبز
في بسمة الجريد
قصر السوق!
أرى زيزا يتلوّى من العشق
عطشا
يعرِضُ أحجاره على طرقات الريح
ويسأل!
منْ يشتري أسرار من شربوا مائي
من غسلوا بدموعي
خطاياهم
وتعمّدوا في خريري
أسرار من...
ب. ب الملك..
B.B King
الأغنية تحتاج سبع ضحكات
ووتر حزين
شكرا...
شكرا...
اختلط الجمع
لم أعد أفرق بين الإيقاع والنبض
بين الأسود والأبيض في هذا الفجر
ما أجمل حين ترقص وأنت قاعد
تصعد كالدخان
تنتشر كالصوت
لا حاجة لك بالكرسي
إني أرى الغد في تلويحة يد
وإني أسبح كالقمر
لا يتعبني الدوران
تتعبني...
هذا الآن آنيٌّ
لحظة في سيرورة المُطلق
النقطة في زمنك تَسَعُني
الخط صراطي إليك...
أنا في حالة شك
أسأل عني قليلا
أسأل ما تبقى مني
عنك...
وإني أنا أنت
فإن اختلفت معك
دلني في هذا الآن
عليَّ
فإني منذ عرفتك
كنتك...
عزيز فهمي/كندا
أتغابى
كي لا يسقط القمر
الذي كان يوما يشبه القمر
تجف البئر حزنا
تعترف الذئاب بذنب
لم ترتكبه
أتغابى
أخفي وجهي في كفي
كي لا تراني قوافل الشتاء
لا تسمعني كلاب الوقت
أرحل كضوء الشموع في النهار
أنير الضياء الثملة بالضياء
أعانق الظلال الراقصة
كما يرقص تاريخ يتوجع بأحداثه
فأغرس في مبسم الغد
حكاية...
قسوة بُعدك
في قربك...
المعنى الذي كان في المعنى
تعرى من معناه
كل شيء صار بدون معنى
حين في قربك مني
تكونين بعيدة عني
ظلا لظل آخر
لا أراكِ حين أراكِ
لا تسمعينني حين تغلقين
عينيك
وتصغين لآهات الغياب
نظل في بُعد البعد
قريبين
وفي قُرب القرب
بعيدين
لذا سأكون بيني وبيني
كي أجدك أَنَّى كنتِ...
لا ألف في أبجدية الظل
ولا ياء
كيف إذن تفسرين
يا بلقيس
نواياك لنمل سليمان..؟
للهدهد لغة أخرى
لولا أن منقاره يرفض الكلام
فتظل سبأ عرضة للتأويل
حديقة للتخمين
عرضة لصياغة عدن جديدة
تليق بالحور المدربة
على غواية الشياطين
لذا نصوغ كما عودتنا الأيام خطبتنا
نستحم في جب المحال
نقول
"للبيت رب"...
شذرات خجولة....
١...إذا تُبْتَ عن غيك
فالزم توبتك
تسلمْ منك ومن غيرك...
٢...وحدها الرِّحِي عادلة
لا حبة من حبوب الذرة
بعد الطحن
تقول أنا من ذهب....
٣...عندما ترتدي جبة الزمن
الأزل بارحة
والأبد غد...
٤...إن سمعت صوت طائر في قفص
فلا تظن أنه يغرد
كبرياء لا يذرف من عينيه الدم...
٥...يكون...
لم تبدأ الحرب
لكني صرت أول الضحايا
جيوشي التي دربتها
على حماية حلمي
هزمتها عيناك
برمشة جوا
بدمعة بحرا
وببسمة برا
لم تصدح باسمي
أجراس الكنائس
لكني أُصلبُ في هواك
كل يوم
ألف مرة
لم تبدأ الحرب بعد
لكني أمامك
رفعت كل الرايات البيضاء
ومنحتك مفاتيحي
دون تعب
ولا دهاء حصان
من لحم
أو من خشب...