لماذا لا يسألون...؟
شيء ما...
أخضر في الصباح،
أصفر في وسط النهار،
أحمر حين تغمض الشمس رموشها
بعد تعبٍ،
لا لون له في كل الأوقات
يُعِدُّ أنيابَه
ينهَشٌ الماءَ في الضباب
يحجُب البسمةَ التي تأتي بعد قُبلتك
الدمعة التي تُصاهِر فرحتي
الفكرة التي تركب كلمتك
هي قصيدتك
هي وجعي...
بين كل ناقص
وكل يبحث...
نص ١
ت.س إليوت..
يقول ميت لقاتل
سأموت...
فلتقصفني بما أردت
بالبسمات
بالنوايا
بالحمض النووي
بالبرتقال
بوميض العيون
براجمات الخطايا
بصلوات الغياب
بالغيوم
بالشمس
سأموت...
فلتجهز علي من كل الجهات
بجيوش الكلام
بالمشاة إلى القبور
بغازات الصمت
بالمتدرِّعات في الجرائد
بقرارات حسن الجوار
بالطائرات...
بنيت جدارا من الأوهام
كتبت عليه صمتي
لأني جئت من الغيب
وردة في أص
أينعتُ وذبلت
فمررت إلى غيب آخر
كشهاب شارد
ظهرتٌ واختفيتُ
لم أترك شيئا ورائي
سوى قلقي
تيهي
وفوضاي
وتركت أسئلتي
بين جذور الأشجار
على حياد الماء
في غضب النار
لأن الكل يتغيّر
وقد تغير
فقط
المجيء من ترابي
والعودة إليه
فقلتُ...
يجب إعادة كتابة "ممسوخ" كافكا
كل التوابل ملائمة في هذا الزمن
الصفحة جديدة
الأقلام خلاسية
كلُّ واحد منا يتجلى حسب الصورة
التي يرسمها له
الليل والنهار يتناوبان
لعبة الظلال
أبيض حين تشيب الأهداب
أسود حين تُكحِّل رموشَها الأحلام...
المرايا تقول ما لا تعكسه
لذا قد تكون اللوحة
تكعيبية على مزاج...
نص ١...
الجبة التي صلَبتِ الحلاج
وانشقت عن حيز ظله
صارت تمشي جنبي
تتسلق قميصي
تقده من أمام ومن خلف
أخاف أن ترتديني
فأجن كالبحر
لا أستقر على مد
لا أرتاح على جزر
لأن الملح بيضاء كالنور
لكنها لا تحسم لعبة اليقين في النهار
ولا الشك في الليل
كل شيء فقد ما فيه من سواد
ما فيه من بياض
فتيتم الخيط...
لا شيء في فم الريح
لا شيء في أذن المطر
آه يا قمر...
أحصيتُ في عينيك
النجوم
أحصيتَ في قلبي
الوجع
لم أجدني
لم أجدك
في بساتين الذكريات
سقيتُ بنفسج اللقاء
دغدغت فراشات الرؤيا
لكن لا شيء استقام بين أناملي
لا شيء غرد للأحلام
زمن هذا زمن
كلما نفخنا في الفراغ
انتفخ
وتكور...
الغصن يميل
يميل...
كم أحبك...!
وأنا في كل السماوات
أيتها الأرض
عشقك جذاب
جذاب كعيني امرأة
لم يلمس شفتيها أحد
أموت فيك
أكون لي
حين أكون لك
أيتها الأرض الجميلة
التي تطوف راقصة
فتحترق ولهًا جذائل الشمس
كي تقبلك...
أيتها المتعبة بطين الخلق
بتربة الرجوع إلى البدء
يا شبيهة الجنة
وسيدة الكون
أبكينا عليك الزيتون...
يا غائبة...
ماذا تقول "الزهراء" في كف السماء
يشحب القمر وحيدا
فأنسج للغياب جبة بيضاء
على مقامات الحنين
وإيقاع التمني
الجسد لم يعد تستهويه
رعشات الرقص الجميلة
فماذا يفعل الليل في كأس الوجود؟
أي ثمالة تعشقها الأيام
حين تلم الأضلع المتألمة رميمها؟
تخيفني دائما علامات المسافة
على جنبات الطرق
تقرب...
ستُشفى" لأن كل السينات حلم...
مِنْ مُستشفى إلى آخر...
ماذا تُخفي الدوائر؟
الليل يُشبه النهار
الغد يتوسد حضن أمس كئيب
فيحتار
يشتكي من وخز في الصدر
من ذبيب النمل في طحين العمر
في هذا المستشفى
اخذوا بعضا من دمي
ليفتشوا عن جينات مندسة
في حظيرة الوجود
أوجد
لن أوجد...
في ذاك المستشفى
جسوا...
في الهجرة جهة الغرب
لم أجد
أمريكا
ولا الهند
وجدتني
حين وجدت
ريش النسور على الرؤوس
نبالا تخترق القلوب على الشجر
أجسادا عارية ترقص
رقصة الخلود
رقصة المطر
وجدت
هنودا حمر
يتسلقون الغمام
يسألون الظلال عن أسرار الإنسان
حين تخرج الروح من الأبدان
فتسكن الحجر
وجدتهم يشدون الضحك
بيد البكاء
فيضحكون...
القلب في شُباط
والرأس في كانون
الكفان لا تصفقان
لحلول نيسان
كل الحدائق بدون الندى المطل من عينيك
تئد الزهور في آذار
تسجن العطر في تجاويف أيلول
فكل وجود قضية
وكل غياب صك نسيان
فمن سيدرب القصيدة اليتيمة
على إيقاع الذاكرة؟
من يحميها من مزاجية الليل
وحمق الضياء في النهار؟
سأعيد صياغة أمكنتي
أوزع...
كفنيقي مصلوب
على سبورة مهترئة في الصحراء
أتعبته أمواج التاريخ
تقلبات الأحداث على ضفاف الزمن...
أتاجر في الريح
أبيع للسفن الشراعية عواصف التمني
المجنونة بالجزر
حين أذهب
المهووسة بالمد
حين أعود...
أبيع لطواحين الهواء على سفوح الشك
هبّاتِ السؤال الغاضبة
أشواق الأرصفة الغاصة
بقلق اليقين...
أبيع...
إن وصلت في سقوطك
إلى القاع
لا تسقط أكثر
تشبث بأخماص قدميك
وانهض
فالمشي بعد العزم
أسهل
افضل
اجمل
تصغر الصعاب مهما صعُبت
وأنت تكبُر
فإن سقطت لا تسقط
الربيع يغيب
لكنه يحضر
ويحضر
فتشرق الزهور من الفل إلى الياسمين
لمبسمك تتزين
وتتعطر....
عزيز فهمي/كندا
أولد من غضب
تولدين من فرح
قلِّمي أظافرك وانسجي صباحا
لهذا الانتظار
فالشمس تعبت
وكل الشموع جفت مآقيها
لم يبق غيرك منبعا للضياء
تعالي
مهما تباطأت خطاك
وتعثرت
عنوة
سهوا
أو لوما
لابد يوما تصلين...
كالربيع حين يرتديه
الشجر
كالتراب حين يراقصه
المطر
لي من سلال الصبر
ما يكفي زادا لانتظارك..
لي عبث...