قُبلتُكِ
الجرعة الوحيدة
التي أسكرتني....
نظرتُك
السهم الذي أربك الدورة الدموية
في شراييني...
لمستك
المفتاح الذي أغوى كل مسامي
فهبت العاصفة في أركاني
وصرت قيامتي
لكن حين أوقعتني لم أقم
تركت ظلي يتبعك
مخمورا
ولبست ظل شجرة صبار
كي أصحو من ثمالة السراب
من كلام الشفاه
حين لا تدرك ما تقوله نيابة
عن...
صار صمتك أغنية
وهروبك حجا
صرتُ قطرة ماء في ساقية
وقطعةَ ضوء باكية
صرتِ الشروق في عين حالمة
وصرتُ الغروب
في كف موجة غاضبة
فماذا يريد المجهول
في قصيدتي؟
ماذا تريد البتول
في كفك الممدودة للريح؟
النخلة أودعت ثمارها للراحلين إلى الحقيقة
ماذا ينتظر الغياب مني؟
هذا السكون محطة
على هامش مفازات حضورك...
كيف أنقذ عطشي
من فكرة الانتماء للماء؟
الصحراء التي تسكنني
لم تعلمني أن أكفر بالسراب
لم تهبني ظلا أُرقِّصَه كما أشاء
موسيقى الحريق صاخبة
في هذا المدى المتسكع في أمكنتي
سيقان الرؤيا قشرها التأويل
فانبعثت الغربان من الرماد..
لا مفر من شوك الصبر
إن أردت أن تخضر تحت قدميك الرمال
لا مخرج من هذا النفق...
للزمن ضفة واحدة
ضفة تتلاشى تحت قدميَّ
دون أن أدري
هو نهر يجري سرابا أمامي
لا اراه إلا في تموج التجاعيد
في مرآتي
لا أسمع خريره إلا في طقطقة العظام
حين أسرع الخطو إليَّ
هذا النهر لا مصب له
قد يكون الفناء وراء الفراغ
قد يكون العدم في هذا الامتلاء
لذا لا أنتظر على ضفة الوهم
من راح واستراح
أسبح...
هذا النص خرج عن طاعتي فكتب نفسه...
نص عاق...
ألقيتُ كلَّ ما أفرغني مني
على حافة مشاغلي
فامتلأت بالأغنيات
سيَّجْتُ القلب بنبرات هادئة
لا أريد زيارة طبيب ضغط
ولا إزعاج رجال الإسعاف
كلما حدثت هزة بسيطة على سلم العشق
في أزقة النبض
وهبت قدميَّ حرية الخطو
على العشب وعلى الرمل
أبَحْتُ لهما المشي
على...
في حوار نص جاك بريفر Jacques Prevert
.. ..."Pour faire le portrait d'un oiseau"
الوطن الذي ارسمه بريش الحمام
على جدران قلبي
وطني....
لن أطيل في الكلام " Paroles"
العصفورة التي نتفتَ ريشة منها
كي ترسم لوحة
تعلقها على حائط انزياحك السريالي
حرَّرتُها اليوم من قصيدتك
فتحررتُ
وتحرر الغناء في فم...
الكمنجات حزينة هذا المساء
البنادق فرحة
إيقاع الرقص تغتاله عناقيد العنب الجافة
لا نبيذ في خوابي الزمن يُعلِّم باخوس
تحريك الرأس طربا
إغماض العينين نشوة
لأن الغجر الذين قدموا من اللاشيء
تخلوا عن الموسيقى
في الفجر
كما يتخلى النمل على أجنحته في المدى
يتيه عن ثقبه فيعشق الضياع
الغجر الذين شنقوا...
يبكي فان غوغ
مرة أخرى
كامرأة مطلقة
في القرن التاسع عشر
يبكي
لأنهم سرقروا أذنه الثانية
يبكي
لأنه لم يعد يسمع صفرة عباد الشمس
تهلل في الليل
للضياء
"ما أجملك، ما أجملك...!"
عزيز فهمي/كندا
ملأتِ فراغك
بي...
أفرغتُ زمني
لك...
لا نصف يليق بي وبك
كأسي عامرة
بك
كأسك فارغة
مني...
هل أضحك أم أبكي
أم أُكَسِّر خطوط الطول والعرض
في قعر ندائي؟
أصفع القراءة المجنونة في فم الغيب
أتيه في الصدى
كالصوت المبحوح صراخا
أكون البياض في الأبيض
تكونين نقطة الضوء في الفجر
نلتقي
في ما افترق
واضحا...
الآن
في هذا السبت الذي يشبه الأربعاء
ماذا سأفعل يوم الخميس؟
الإثنين شروق وغروب
الثلاثاء تكرار
الأحد صراخ الوقت في أذن الزمن
في الجمعة أحصي صغار أيامي
كبار الليالي في أحلامي
أقودها إلى البياض
لعلي أغرس شيخوختي
في صرة الذكريات
فأقول
لا حنين أحن عليَّ
من جنون الزمان
فكل ما يمضي مني فيه
يزداد...
انتظار
مر النهار وجاء الليل
مر الليل ولم يأت الحلم
فقط ظلك الذي جاء يحمل عطرك
يخبرني بعذر قدميك
وخجل الثياب على الجسد
وأنا ها هنا في انتظارك
أحتاج بعض الوقت
الوقت الذي أطعم فيه العصافير
التي تزور نافذتي
تغرس الفجر في أُصصي
تحمل رسالة منك
وتغرد
أحتاج بعض الوقت
الوقت الذي أغسل فيه فمي
أمشط شعري...
أحتاج جرعة من حماسة الرمال
صهوة فرس
وبريق سيف
لأهزم وهني
وهذا الهوان المستشري
في جغرافية الإيمان
واهزم الصمت الذي يطرد من فمي
النغم...
أحتاج بعضا من فروسية الظلال
لأعتلي طقطقة الصدى في الكلمات
خلف النوافذ
أمام اليقين
أصيح في حصاري
هذا الوطن
قصيدتي
هذا النشوء
خلاصي
لا صوت ينوب عني
غير صوتي
ولا...
أحزن الظلال
ظِلُّ ظلٍ
في الظلام...!
وأجملها
ظل طائر يفرش جناحيه
في الهواء...!
وأهوسها
ظل فكرة شاردة
تبحث عن إضاءة في قلب حيران....!
وأسعدها
ظلي حين يُخاصر ظلك
فيرقصان...!
عزيز فهمي/كندا
أرشُّ لغةَ الطير
على الشجر
كي تُغَنّي فاكهةً في أذن الصباح
تغرد حلاوة في ثغر الرياح
أهب عينيها للقمر
رموشها للشمس
وأقدم فخذيها للماء
أحتلُّ جغرافية الهباء
كي أصوغ نصا يحبُل بهذا الكلام
كلنا لقطاء أو نكاد
فلا تَقُل أيها المتعب بالجحيم
في الجحيم
وجدت الحياة لنموت
وأنَّ الشروق خروج من الحلم...
أنا لم أقل قط إني ملاك
كيف أقولها
وأنا المصاب حتى القلب
بهواك
أغويتني
لم تكن لي رؤيا تحميني
من طير فوق رأسي
ومن عناقيد عنب في كأسي
لم أكن أعرف
تعداد النجوم في الحلم
ولا رؤية الشمس حين أراك
لم يكن قميصي مخضبا
بلعاب الذئاب
أنا لم أقل قط إني ملاك
حين قلتِ "هيت لك.."
وقبل أن تُطْبقي شفتيك...