جبّار الكوّاز

أدخل جنائنك هكذا بلا استئذان أبحث عن شجرة غادرتني في طفولة حيث انت لما تكوني هناك ولم اكن هناك ايضا وما كنا يوما معا ولكنني أمدّ بصري في بهاء سطوعك مخادعا نفسي لأقول :وداعا أ يكفيكِ هذا الوداع؟
يتطلب تصفح الشعر لمشارب المكان في مدينة الحلة، أن يستدعي الشاعر (جبار الكواز) في مجموعته (ورقة الحلة) أمكنة المدنية من جهات مختلفة، في الوقت الذي يسعى إلى جعل موجودية الأشخاص في المدينة بمستوى موجودية الأمكنة، وبذلك يكون الشعر موصولاً بالأمكنة والشخصيات، لاسيما تلك الشخصيات التي أستلبها الزمن...
لا في صحو ولا في نشوته خانته الاغاني فهي داره وخطاه وحين اسرج روحه بالوصايا ازدلفت الانهار وانخسف الافق واستفاق في زوايا غده الجنون (جنونه ذاكرة وبصمات اصابعه اشباح) قال اسرائيل وهو يعِضُهُ: (يدك مشلولة ان لم تمشط بها شعر الفجر وعينك عوراء ان لم تكحلها بالهم وساقك قنطرة لاتنفع غرقى ان لم ترسم...
انها الرابعة عصرا ألا دقائق من خطوة الغياب فتمهل أيها القادم من كسل الجبال تمهل.... ارجوك تمهل... فليس هذا أوان قطف البرتقال . أتعذلني روحي فيك؟! وهي تفتح لي أقصى الصمت دمعا. وأحار في عيوني كيف اغمضها كلما برقتْ بين جفنيّ سماك اين تكون؟! لا بل... أين اكون؟! وكل ما يحيطني يجرني إليك...
عازفُ النايِ الذي يجولُ في أزقةٍ تفضي الى أزقةٍ تفضي الى النشور فقؤوا عينيه بغتةً وقيدوا خطاهُ وهو جالسُ على مقعده المتحركِ كملاكٍ ضليل تتطايرُ من عيونِ نايِهِ أمواتٌ عشاقٌ مرضى أراملُ ايتامٌ صلواتٌ خائفةٌ أدعيةٌ فقراءٌ أيامى وأيائل مذبوحات كلما حرّك اصبعا مبتورا زاحمهْ اصبعُ مبتورٌ وبمزيد من...
وهكذا ....... تنام العاصفة في مروج العشب وتحضن الاشجار ظلالها خوفا من الرياح هكذا بلا شروط وبلا ويلات وبلا احلام تبقين بين اصابعي كلمات تهمس وصرخات تقول مالا تقوله الملائكة هكذا اراك حلما قلبا موجة ظلا من انت اذن؟ ! أ أنتِ كلّي وانا مفرد في زوايا النسيان؟ ما اقسى الوحدة! وما اشد الليل ! وانت معي...
هكذا أنت بعد أن انهكك البرابرة التفت رأيت السماء ثكلى والرياح جنونا والافاق ومضة في عيون اليتامى ولم يكن فوق نخيلك الا هواجسك وانت تفلسفين احلامك بالظمأ كيف اذن تثقبين السواحل باصابعك؟! فتنهار علينا الرؤيا سلالات زنوج وحقائب غرباء ومحطات ابل نافقة والسنة تخيط الفضاء بالاسئلة وكؤوس طلى لذة...
صغارا الى الجنائن المعلقة صعودا الى عين شمسنا لم تكن اصوات اسلافنا سوى أنين حجارات قبورهم الدارسة ولم تكن اشجارها ايامى ولا نارنجها كأس خمر ولا سواقيها عيون نساء نحن لم نتقن الخوف ولن ندع اسوارها حطبا في مواقد حرّاسها الوثنيين. وغرانيقُنا الغاطسون في جبّ الطين مسكوا سرّتها بغناء الفواخت وهجرة...
١/حمامة : من أسمال الشظايا صنعت جناحيها. ومن دموع الامهات تعلمت الهديل. ومن عري الصبية في البرك الآسنة بدأتْ تنقرُ عباءات الظلام من وجوه الأيامى. عقودٌ مرّت وهي ترفرف فوق حريق الأغاني. لا عشّها سافر مع السنونو. ولا فراخها استوطنوا ممالك الملح. ظلوا فوق غصن يتيمٍ يمسكون الريح صلاة. والنجوم...
لا ظلّ لها الا الحزن أركض خلف آلائها فتلهث ورائي قبور جماجم شظايا دخان سنين عجاف وتأتيني بحة حروفها كآية منحولة في انجيل السخط تُغلق افاقٌ يتعثر غيمٌ يسافر مطر في الابار تشرئب أرواح نخيل بعيون رمداء هي التي انثالت يوما فوق صدري وأغلقت زماني بإزميل برق وسندان ضباب وحرف معلول ولا ظلّ لي كيف أراهن...
كلما اخرجتْ رغيفا (مرت علي حقولٌ دفينة ومناجلُ تخيف الافاق وفلاحون رثة سنينهم ويابسة عظامهم و عرباتٌ تتداعى وسط حقول الوهم عباءاتٌ تغطي عورة الغابات واطفالٌ يتسولون اليتم في الشوارع وصبايا تقطر انوثتهن في الزوايا وطرقٌ تحملها اكتاف المياه وباعةٌ متجولون صرافون يسرقون الكحل من نقودمزيفة...
حينما آنحدرتُ الى ضفافِ الرؤيا... (كانت مزاميرٌ الفراتِ صائمةً. ونوارسُه ذبيحةً، وشجرةٌ(طوبى) لما تزلْ تلمّ ظلالَهافي مشرقيّ الزوال، اعنابٌ سكرى.، طلحٌ منضودٌ في ثمالةِ كأسٍ من ياقوت. ونخيلٌ مسافرٌ في (رزنامة)الماء. لم يكنِ الملحُ عباءةً ولا عرجونُه منكسراً كهلالٍ يتيمٍ. خطايَ خدعتْني في اجتيازِ...
في نومِ الخطى والكلام في تحديقي الخائفِ من بياضِ الورقةْ ابحثُ عن نفسي التائهةِ في الكلمات فمتى ادركُ إنني من ماءٍ ونار? ! وانّ التراب ما عاد مجديا حين تحمله الرياح ُ الى المحرقةْ خذي بيدي اليكِ سيدتي فالروحُ غابةُ لظى والطريقُ اعمى وعصاه مكسورةٌ في يدٍ من رماد وقنديلُ موتانا تشهقُ انفاسُه كلما...
أيتها الملائكة خذي مما شئت الا ظلالنا فالظلال هي ارواحنا التي تصلي فحينما اخبرني ظلي، انه يخاف الليل عرفت لماذا اعشق الشمس? ! وكلما حاولت ان احاور النجوم رماني بالجنون وحين ارسم لي دارا يهدمه بالظلام ............. في داري اشار الناس علي بالجنون فلا تكن بلا ظلّ يوما ياصديقي ظلّك لم يقترف ذنوب...
كنتُ كلمّا سمعتُ دويّا مبهما إلتفتُّ الى وراء: -في الحافلةِ التي اركبُها منذ ستةَ عقود. - في صرخةِ الإحساس الأول. -في حليبِ الأثداء اليابسة. -في حروف القراءة الراقصة بين دور اصابعنا الخائفة من مسطرة العقاب. -في السوق مختنقا بالشتائم وتعرقات البدو وخصام المشترين. -في النقوش المسمارية تحت حفائنا...

هذا الملف

نصوص
182
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى