جبّار الكوّاز

هي التي رأيتها ولم ارها التي اختصرت النساء النائمة في احلامي من اوقد في عينيها شرارة السؤال؟ ومن علمها الحب؟ خائف انا عاشق انا احمل ظلي مطرا لاعشابها وقصائدي مظلة لها حين تمرّ امام اخطائي ولهى و ما زالت تبتكر الغياب وتترجل من لوحتها السماوية لتكلم الرياح والشجر وتضحك حين تراني واجما في شوارع...
وكم عِمْنا فيه؟ بعد أن تعلمَنا فنَّ العومِ... وكم طاردْنا الفواختَ والعصافيرَ والقبراتِ والارانبَ والدراجَ. والعقائقَ والهداهدَ والزيطَ والحمائمَ والشواهينَ والصقورَ ومردتَهُ من الضفادعِ والسلاحفِ و(ابو الجنيب)؟! .وكم تعلّقنا بأشجار الغارِ وهي تحتضنُه خلفَ مقبرة اليهودِ) بأكمامِ اورادِها في...
بصرخات أعدائه الخلّب وبراياتهم المنقوعة بالدم بحماماتهم الخرس وبأناشيدهم المسكونة في أقفاص الظنّ وبخطبهم المدمجة بالتصفيق وببقايا أكفان أوطانهم شيّد معناه فأوّلوه بالوصايا وشظّوه بألعابهم النارية وبأناشيدهم الوطنية وكراسيهم العرجاء وما ستروا عظامه التي حاكتها الحروب نياشينَ بكاء لأراملَ ميتات...
بين جدارين خربين اقف خائفا ابني في شمالي ممرا لاحلام نسجتها ارضة الكلام وفي يميني ممرا لخطاي العالقات بالجنون ولست وحيدا حين اكلم ظلالي لاستدل بها الى سواد خائن ما زال دخانه صاعدا في فضاء الروح بين الجدارين في السواد والدخان ثمة. عيون تتلصص باحثة عنَي عن ضحية ضحية معلقة في اول الاسئلة قربانا...
أفكر كثيرا حين أرى أوراقي تكتب ما آقترفته من ذكريات كيف أستدعي النسيان ليكون لائقا بضفتين من موت? ! وبجسر خشبيّ تئن أضلاعه كلما عبره العشاق لست أول العابرين ولا أخر العشاق ولكنني منذ أن استلقى النهر على قفاه وهو يشير لي ضاحكا. ايها الواقف في سرة الغياب لم. تكن يوما محض حضور ولم تكن نصوصك سوى...
سأفتح بابا لأحمّل نفسي ذاكرة وضعتْ فوق هموم الأمسِ نقابا وألامس ماكان بعيدا علّي أستبقي بعضا منّي صار سرابا وأقارع فيه خفايا يومي ذاك المتخفي في جلدي كدخان الفجر ملك للحزن أنا سادحرج كرة لتصير نهير دموع وأقامر هفواتي من رجس ضلالي وأقامر بالكفِّ لأربحَ كفّا وأصادف قطرة ماء فأراها بحرا فلكي تذكرة...
ليست مدينة على خارطة الرمال ولكنها مدينة على خارطة البحر لم تشأ ان تغتح عينيها على افق وليد وما كنت اراها الّا من وراء حجاب كان حجابها اقمارا وشموسا وكانت خطاها وطنا واناملها قصائد وبريق عينيها نشيدا وطنيا موؤدا رسائلي نعم رسائلي غالبا ما أمحوها نكاية ب(سنمار) بالكتب الصفر بالمداد الزائف بنصوص...
أدخل جنائنك هكذا بلا استئذان أبحث عن شجرة غادرتني في طفولة حيث انت لما تكوني هناك ولم اكن هناك ايضا وما كنا يوما معا ولكنني أمدّ بصري في بهاء سطوعك مخادعا نفسي لأقول :وداعا أ يكفيكِ هذا الوداع؟
يتطلب تصفح الشعر لمشارب المكان في مدينة الحلة، أن يستدعي الشاعر (جبار الكواز) في مجموعته (ورقة الحلة) أمكنة المدنية من جهات مختلفة، في الوقت الذي يسعى إلى جعل موجودية الأشخاص في المدينة بمستوى موجودية الأمكنة، وبذلك يكون الشعر موصولاً بالأمكنة والشخصيات، لاسيما تلك الشخصيات التي أستلبها الزمن...
لا في صحو ولا في نشوته خانته الاغاني فهي داره وخطاه وحين اسرج روحه بالوصايا ازدلفت الانهار وانخسف الافق واستفاق في زوايا غده الجنون (جنونه ذاكرة وبصمات اصابعه اشباح) قال اسرائيل وهو يعِضُهُ: (يدك مشلولة ان لم تمشط بها شعر الفجر وعينك عوراء ان لم تكحلها بالهم وساقك قنطرة لاتنفع غرقى ان لم ترسم...
انها الرابعة عصرا ألا دقائق من خطوة الغياب فتمهل أيها القادم من كسل الجبال تمهل.... ارجوك تمهل... فليس هذا أوان قطف البرتقال . أتعذلني روحي فيك؟! وهي تفتح لي أقصى الصمت دمعا. وأحار في عيوني كيف اغمضها كلما برقتْ بين جفنيّ سماك اين تكون؟! لا بل... أين اكون؟! وكل ما يحيطني يجرني إليك...
عازفُ النايِ الذي يجولُ في أزقةٍ تفضي الى أزقةٍ تفضي الى النشور فقؤوا عينيه بغتةً وقيدوا خطاهُ وهو جالسُ على مقعده المتحركِ كملاكٍ ضليل تتطايرُ من عيونِ نايِهِ أمواتٌ عشاقٌ مرضى أراملُ ايتامٌ صلواتٌ خائفةٌ أدعيةٌ فقراءٌ أيامى وأيائل مذبوحات كلما حرّك اصبعا مبتورا زاحمهْ اصبعُ مبتورٌ وبمزيد من...
وهكذا ....... تنام العاصفة في مروج العشب وتحضن الاشجار ظلالها خوفا من الرياح هكذا بلا شروط وبلا ويلات وبلا احلام تبقين بين اصابعي كلمات تهمس وصرخات تقول مالا تقوله الملائكة هكذا اراك حلما قلبا موجة ظلا من انت اذن؟ ! أ أنتِ كلّي وانا مفرد في زوايا النسيان؟ ما اقسى الوحدة! وما اشد الليل ! وانت معي...
هكذا أنت بعد أن انهكك البرابرة التفت رأيت السماء ثكلى والرياح جنونا والافاق ومضة في عيون اليتامى ولم يكن فوق نخيلك الا هواجسك وانت تفلسفين احلامك بالظمأ كيف اذن تثقبين السواحل باصابعك؟! فتنهار علينا الرؤيا سلالات زنوج وحقائب غرباء ومحطات ابل نافقة والسنة تخيط الفضاء بالاسئلة وكؤوس طلى لذة...
صغارا الى الجنائن المعلقة صعودا الى عين شمسنا لم تكن اصوات اسلافنا سوى أنين حجارات قبورهم الدارسة ولم تكن اشجارها ايامى ولا نارنجها كأس خمر ولا سواقيها عيون نساء نحن لم نتقن الخوف ولن ندع اسوارها حطبا في مواقد حرّاسها الوثنيين. وغرانيقُنا الغاطسون في جبّ الطين مسكوا سرّتها بغناء الفواخت وهجرة...

هذا الملف

نصوص
174
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى