جبّار الكوّاز

لا عيادات الاطباء رممت فكه المكسور -من يرفع دعوى على مغامر الماني حاول اغتياله- لا الشرطة حمته من النفايات - نقوده غير صالحة للتداول اليومي- ولا الكمامات أنقذت حنجرته من ضجيج السوق -مستوردوها هاجروا في جوازات مزيفة- لا المتحف دجَنه في قارورة (فورمالين) -المتحف رحل الى خرائب الفراغ- لا الشط...
في دراستين سابقتين، بحثنا فيهما تجربة الشاعر جبار الكواز، وإبداعه المتفرد في تقديم نماذج لنصوص شعرية، مغايرة ومختلفة، تدخل ضمن فن صناعة القصيدة الشعرية النثرية ومدى قدرته في تحديث هذا النمط الشعري، وكان ذلك من خلال المجموعتين الشعرية (أراكِ حيث لن تكوني هناك/ بابل 2018) و(أحزان صانع الطين/ بغداد...
لم يكن نوحٌ معنا حين هدأ الطوفانُ. ولم تعدِ الحمامة ُ فقد سرقتْها ظلالُ شجرةِ الزيتون والجوديُّ ظلّ يربتُ على ظهر الحوت هامساً له:أيا أبتِ. أيا أخي وخلّي أيا صديقي إهدأْ. فالتيهورُ نَعَسَ. والنجومُ سطعتْ. والشمسُ تجري الى مستقرّ لها. والحمامةُ ماعتْ في عشّ الغراب وبعد حين وحين وحين...
كلما اخرجتْ رغيفا (مرت علي حقولٌ دفينة ومناجلُ تخيف الافاق وفلاحون رثة سنينهم ويابسة عظامهم و عرباتٌ تتداعى وسط حقول الوهم عباءاتٌ تغطي عورة الغابات واطفالٌ يتسولون اليتم في الشوارع وصبايا تقطر انوثتهن في الزوايا وطرقٌ تحملها اكتاف المياه وباعةٌ متجولون صرافون يسرقون الكحل من نقودمزيفة وشرطةٌ...
هكذا انت/بلا كنية او حقيبة او ظلال/انست الظلام/وغشيته/حتى اقتحم دارنا خادعا استارها/ ومروضا مفاتيحها بالسحر/ وصارخا بالغيمة :اهربي/ (سماؤك هزيمة /ارضك رهق/ابناؤك سكارى)/ ونحن مجانين/ ايامنا رماد ظنون/ يا ملحاح .../كيف نصبت نفسك الها؟/ ومن اوحى لك بالأسرار؟/ قبلك نحتنا الهة من تبر فسرقتها...
روحي لها باب ولي من ظلالها نجوى و كأس و اسى مغدورين فعباءة امي خيمتها كم رتّقت دموع ابي المثقّبة بالرصاص خطواتي عصاها؟! كلما توكّأتُ عليها مرّ سربُ صبايا على جسرها باكيا ولا اسمّيها بغداد فأختي التي،خُطبت كانت بلا ثديين بكت ليلتها فأومأتُ لها بالنهرين غنّت عرسها دموعا وفي الازقة...
هو الذي أقنع الكلمات بفصاحة أسمه حين أوهمها بإنكسار الأفق في الرايات ظلَّ على خلاف عادتهِ يعانُد ظلّهُ كي يمحوه وحين تساقطت حروفه تلاقفتها العرباتُ نكايةً بالشظايا فكيف تكون ثمرةَ فراغي في الطرقاتْ ؟ أنت مجنون وأنا أعمى وحين خلقتني لتراني متوجساً بصدى أسمك فمن يقودنا الى المنزل ؟! وكيف تراني فيك...
بعد موته التراجيدي غريبا في احدي مشافي الكويت وتشييعه الباهت تحت زخات مطر خفيف في اواخر كانون الاول الى بشارة اصدار الاعمال الكاملة له عن دار الرافدين بجمع الشاعر المميز( علي محمود خضير) بجهد استثنائي لائق به مازال سؤال السياب حاضرا في المشهد الابداعي العراقي والعربي والعالمي بوصفه ثيمة كبرى...
انا لا اقطع خيطا بين ابتسامتك وهالة القمر ولا انزع غصنا من تراب لهاثك كل ما في الامر انني في هذه الليلة: سادعو الملائكة لإقرار حدّ الجنون واولم الشياطين بعض احلامي واهاتف( دافنشي) ليهجر( موناليزا) من معركتي نكاية بالعقل اما(...
(قال الجاحظ. : بستان قريش وصف اطلقه العرب على عراق العرب وعراق العجم حين وزعه الخليفة الثالث على قادة جيوشه فصار اهله وارضه عبيدا وخولا لهم) لا اشجارها التي اثكلتها السيوف ولا ثمارها وهي تتقمص جماجم الفوضى ولا افقها الاسود المخضر يسطر برهانه في سجل الاعشاب كان يا ما كان خيول تدكّ...
إحملِ الرأسَ وخذْ هذي الوصايا فالوصايا ثاكلاتٌ حينَ القَتْ حفنةً من نور(بصرى)في الزوال. لم يعد في الرأسِ الا ورقة.ٌ ورواقٌ خلّبٌ جاءتْ و راحتْ ماعَ في اخدودها بئرُ الذئابْ أوما في جبّها كأسٌ مضاء؟! أغفا حرّاسُها موتا كأنّ الموتَ فيها ثلمةٌتحتَ السماءْ؟! فبسبحانِك أحكي وبحرفٍ ضاقَ فيه الفمُ في...
أين الشهد؟! أما زال واشما خليته في رضابك؟! أما آن له ان يركب جواز مروري الى مستحيلي؟! تعالي انهلي من مائي واسقي صحراء جسدك اوقدي العشب في مرافيء ظلامي اجمعيني انا اتشظى كمرآة في هواك الان وقبل الان اجلي مواقيت المطر وساعات الاستسقاء وايام جني الرطب من بساتين الملائكة امتحي مائي لظمأ العشاق لست...
وحينما... اصطفاهم الغيم كانت رؤوسُهم ملبدةً بالنشيد. وراياتُهم يبلّلُ عطرُها الثرى. وكلماتهم شلال ضوء يتوّجُ خطاهم منّاً وسلوى ووطناَ أشقُّ طريقي بساقين احترقتا تحاذران نيران صديدهم. مشاعلنا تسقي عثراتي بكفّ عبرت النهرَ دونما خوفٍ. وقاب قوسين او ادنى كنتُ اشمُّ الموتَ. وما شممتُه من قبل ولا من...
في.. لوم الخطى للظلام في تحديقي الخائف.. في بياض الورقة.. في نهر غارق بالأسى.. أبحث عن كلمة تتسع لاثنين تائهين لم يُدركا للآن أنهما من ماء ونار.. وأنتِ يا سيدتي الواقفة على قنطرة تعبى حين تمدِّين لي كفيك كزهرتي ياسمين. لم تعد المسافة ضيّقة كما تبدو فذاك الهواء الصاهل بين كفينا والعيون...
أرى اليها وهي مسجونة في مقلتيّ الفراغ عاريةً من أضلاعها وبحضورها حينٌ وحينٌ وقبل حين فالتراب حضنها وسقاها الفرات نهلةَ روحه والظلال سامرتها فحملتها الرياح الى الاحلام فسجد حطابون لها حينا وحينا وقبل حين ابتكروها قِبلة َغابةٍ من السواد فلاكتها الفؤوسُ سلبتها عذريتَها في الحروف ذوّبتها النارُ...

هذا الملف

نصوص
181
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى