جبّار الكوّاز

(1) ورقةً ورقةً تسقطُ فضةُ الروحِ في الفراغِ فيصيرُ الكلامُ وهماً والهواءُ حصاةٌ لا الصمتُ غادرَنا و الأسئلةُ منافٍ هكذا كانتِ الشمسُ ثملةً والظلالُ إلى كأسها نائماتٌ ولم يحنِ الوقتُ لإبرةِ الموتِ فهي التي كشفتْ عريَها موجةً في الفرات . (2) لم أزلْْ بائع َالتوابيتِ والطائراتِ الورقيةِ ولم تزلِ...
أين تمضي الطرقاتُ؟! فما زلتُ واقفا أراقبُها بخوفٍ.... لم يكنِ الشهدُ لابداً في ر خطاكِ، فلقد سرقوا جوازَ مرورهِ الى المستحيل و(دجلةُ) التي تمشي على خفرٍ راودتْها الصحراءُ وهي تقضمُ ضفافَها بشهيةِ مرابيّ الغفلةِ أقولُ لها: تعالَيْ آنهلي من ظلالِنا حاذري الشوكَ قرب آبارِ الرعاةِ نظرةً تشظّي...
وحيداً يعرفني النهر وحيداً لا تعرفني الضفاف وحيداً تعرفني هي .وحيداً لا أعرف نفسي وحيداً أعرفك وحيداً بلا قلم يوقفني في معارج الكلام وحيداً لا ورقة تختض بوهم فراغي وحيداً أسير يرافقني نهر دارس ونهر يئن تحت عجلات السيارات ونهر رسمه صديقي الرسام (شاكرالطائي) كنا نستحم به وما زال عبثنا وصراخنا...
تعبرني الغيومُ فلاأرضعُ من ثدييها وتمرُّ بي الانهارُ فلا أسقى من فراتِها وتمسُّني الآبار ُ تأكل عروقي حطبا للاملاح تأوي اليّ الطيورُ العصافيرُ الفواختُ الحمائمُ العقائقُ الهداهدّ الدورياتُ وأحيانا نَسرٌ شاختْ جناحاه فوزّع ريشاتٍه على دفاترِ الشعراءِ يهدّدُني الحطابُ كلَّ موسمِ قطافٍ رطبي حشفٌ...
صغارا الى جنائنها المعلقة صعودا الى عين شمسنا لم تكن اصوات اسلافنا سوى أنين حجارات قبورهم الدارسة ولم تكن اشجارها ايامى ولا نارنجها كأس خمر ولا سواقيها عيون نساء نحن لم نتقن الخوف ولن ندع اسوارها حطبا في مواقد حرّاسها الوثنيين وغرانيقنا الغاطسون في جبّ الطين مسكوا سرّتها بغناء الفواخت وهجرة...
ما كنتُ يوما الّا شجرةً لكنني صرتُ بشرا حين لصقتُم بي هفوةَ (آدمَ) وغوايةَ (حواء) وأمرتُم فؤوسَكم النائمةَ بقتلي. ولم تسمحوا لحبوبَ الطلعِ أن تنامَ في سريري. لم تدعوا الطيورَ تثملُني بالتغريد وتسكنني برسائل الريش ولم تدعوا أغصاني تغسلني بنثيثِ محبتِكم لأعلوَ بكم أنا لا اخشى الريحَ وللرياحِ كفي...
متى يكون اليومُ غدا؟! ومن يحثُّ الخطى وهي تتسارع للنيل من ساعاته؟!... والساعات في ديدنها القديم تدقّ كلّما حطّت عقاربُها في مكان ما.. ترابيا رمليا مائيا زجاجيا خشبيا أو جسدا له خوار الساعاتِ فالساعاتُ اجراسُها ارواحُ من مسكوا الزوالَ نكاية بالغد... أقلّبُ أوراقَ حياتي حين أرى واحدةً منها...
هكذا انت بعد ان انهكك البرابرة التفت رأيت السماء ثكلى والرياح جنونا والافاق ومضة في عيون اليتامى ولم يكن فوق نخيلك الا هواجسك وانت تفلسفين احلامك بالظمأ كيف اذن تثقبين السواحل باصابعك؟! فتنهار علينا الرؤيا سلالات زنوج وحقائب غرباء ومحطات ابل نافقة والسنة تخيط الفضاء بالاسئلة وكؤوس طلى لذة...
إلى الحاضر ابدا ابراهيم الخياط هكذا انت ايها الموت.. -نسمة ريح تدركنا. -حسوة فرات تكرعنا. -خطوة سفر ترافقنا إلى سفوح الغياب. ففكَّ وثاقي يا صمتُ انت وثاقي وقفصي وظلي وضياعي فمنذ عرفتُ الحزنَ كان الحزنُ ردائي وتلك الأيام التي كنا نتداولها بالخوف ظلتْ تجري عارية الّا من آمالها وهذي الايام...
ولأنّها ظلّتْ تسقي همساتِها بوميض عينين آستباهُما الخوفُ دائما كنتُ أسمّيها الزمانَ فخطاها أرضٌ وصمتُها دعاءُ وشميمُها آيائلُ ظمآى لم تكن ربوةُ(أكد)أبعدَ من همستينِ ليستيقظَ ملوكٌ وأميراتٌ وحراسٌ ومعابدٌ ونخيلٌ كانت تمسكُ الرياحَ فتحيلها ديمةً وتلقمُ الترابَ قبلةً فتطلعُ نخلةٌ من بين أصابعِها...
حينما آنحدرتُ الى ضفافِ الرؤيا... ((كانت مزاميرٌ الفراتِ صائمةً. ونوارسُه ذبيحةً، وشجرةٌ(طوبى) لما تزلْ تلمّ ظلالَهافي مشرقيّ الزوال، اعنابٌ سكرى.، طلحٌ منضودٌ في ثمالةِ كأسٍ من ياقوت. ونخيلٌ مسافرٌ في (رزنامة)الماء. لم يكنِ الملحُ عباءةً ولا عرجونُه منكسراً كهلالٍ يتيمٍ. خطايَ خدعتْني في...
بينولوبي في وحدتها تحوك النهر وهو يئنّ بين اصابعها كانت تهدهده بأغان بلبل ثمل ما عبر البحار يوما وما غرد فوق عاقولة بابل وهو يعيش عجاجاتها عبر العصور بينولوبي الغارقة في دهاء الحروب وهي ترى (اليانكي)يدوس شارع الموكب وروث دباباته يدنس حجر الالهة انهمكت في مغزلها المكسور كأنّ(عوليس) سيأتي غدا...
بابُها ليست (حطة) فالداخلُ منها تكلّمه الرياحُ وتكلّمه الطيرُ وتحرسُه الآلهة اشجارُها ليست (طوبى) وهي من ذهب الروح وفضة الماء وابنوس الفجرِ شناشيلُها بسمةٌ تتدثر بالخوفِ وتوزع مناشيرَها الحمرَ فوق الغيوم نوافذُها قصائد غزل نائمٍ في المروج فتيانُها أقمار مرايا الله لم تزل حائرةًفي الأعالي...
وهو ينثرُ مواعيدَه في الهواءِ قال: منذُ حزنٍ لم اطرقْ ابوابَ الدينونةِ كان منزلي النائمُ في الاعالي ونوافذي التي ادّخرتْ اوهامَ العشاقِ كتبي التي خانتْها الأرَضَةُ وخطاي الثقيلةُ ما شحّتْ بوجهها لياليَ العسرِ واطراسً مياهي في (رزنامة) القتلى ( كلُّ ذلك هواءٌ في شبكٍ) وقالَ: لم تقتنصْ نظاراتي...
1 عباءتها لم تكن باباً/فالموسوية /العانس/الحسناء/الشهلاء /النهداء/الغيداء/الغانجة/الفياضة/الزكية/ في الغبش المصلوب على نافذتها/وفي حسن أفل/تتلصص كعود ثقاب نائم في الاسفار/حين اهدت عباءتها لعليا وعصام/ومراتها لعنترة وعبلة/وخفها لفريد الاطرش وقنديلها لاحدب نوتردام وهم الان دخان يمسك الرياح في...

هذا الملف

نصوص
174
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى