هذا الذي لا اراه ولا ترونه
اوحى لنا ما قاله الفلك الى الامطار
ما زال يحمل فوق ظهره اهات موتانا
ويبتكر الاحلام:
-فلكه المثقوب بالاغاني
- عصاه التي تغوي الافاعي
-جبه المملوء بالذئاب
- نونه الغريق في حقول اليقطين
-صليبه المعقوف فوق جدار فراغه
- قرابين الثرثرات السود في الحروب
هذا الذي لا اره ولا...
تعالَ
تعالَيْ
إبحثْ بينَ اصابعِكَ
تحتَ خطاكَ
في كتبِكَ
ابحثْ
في ارواحِ ما يحيطُكَ
كنْ ظلاً
او نهرا
كن ْنسمةً
او مطرا
كنْ عشباً
أو خمرا
فلن تستريح
أنا
وأنتَ
أو كلانا
في يومٍ ما
إبتسامةُ ذكرى
أو قبضُ ريح
(1)
ورقة ورقة تسقط فضة الروح في الفراغ
ويصير الكلام عسلاً والهواء ذباب
لا الصمت حصى
ولا الأسئلة حلق المنافي
هكذا قالت الشمس ثملة
والظلال إلى كأسها نائمات
لم يحن الوقت لإبرة الموت
فالمدي كشفت عريها موجة في الفرات .
(2)
لم أزل بائع التوابيت والطائرات الورقية
ولم تزل الطيور تباغتني في المنام...
لا سوادها الذي يقطر
و لا بياضها في مشكاته
اوهماني بالجنون
فما زلت بما تساقط من ظلي
افرك روحي بالنجوم
ولن اسجد الا لمحياها
فهي النساء
كيف ارسم بدرا في قبسها
فازداد اشتعالا بالهموم? !
وانا اهتف: يا اخطائي نامي في غفلتي
اين الفجر
اما زال واقفا في سوادها ؟
ويابياضها المارق في ظلمة احرفي
_ اقصد...
لا عيادات الاطباء
رممت فكه المكسور
-من يرفع دعوى على مغامر الماني حاول اغتياله-
لا الشرطة حمته من النفايات
- نقوده غير صالحة للتداول اليومي-
ولا الكمامات
- مستوردوها هاجروا في رقم مزيفة-
أنقذت أذنيه من ضجيج السوق
لا المتحف دجَنه في قارورة (فورمالين)
لا الشط ذكره بكأس دهاق
-الشط،ساقية نفايات-...
لعلّها لم تكنْ شجرةً
حين مسكتْ يديَ المرتجفةَ
وانا ارسمُها في دفتريَ السريَّ
فلم تكن فيه غابةٌ
ولا طيورٌ.
ولا حطابونَ
لكنها كانت خائفةً
حين سحبتُ يدي
وهي تحاولُ زحزحةَ روحِها
عن سطوري.
أهي التي اطفأتْ مصباحَ غرفتي
بطينِ جذورها؟!
أم إنّ مصباحيَ الطينيَّ
راودها
واثملها
بلذاذة غرينهِ
وملوحةِ قبلاته...
العطش غابة لا تراه اشجارُها
الصيفُ رداء الفقراء
وانتُ كلُّ الجمر
أيتها الخاتلةُ في كوى المياه
فمن يقود العطش الى جرار الظلال؟!
و الحلم
نائم في الأسى
إهو وهمُنا
النائم في الأسى؟!
ومن يسكبه
بسوى الماء والهواء والتراب والنار? !
الهواء
هو ماتبقى لنا من عناصر الرحيل
أتخنقهُ انفاسُ الميتين? !
العناصر...
هو الذي أقنعَ الكلماتُ بفصاحة أسمه
حين أوهمها بإنكسار الأفقُ في الرايات
ظلَّ على خلافُ عادتهِ
يعانُد ظلّهُ كي يمحوَهُ
وحين تساقطت حروفُه
تلاقفتْها العرباتُ نكايةً بالشظايا
فكيف تكون ثمرةَ فراغي في الطرقاتْ ؟
أنت مجنونٌ
وأنا أعمى
وحين خلقتني لترانيَ متوجساً بصدى أسمِك
فمن يقودُنا الى المنزل ؟...