جبار الكواز - أيُّها الترابيُّ.. شعر

حين ارى اوراقي
تكتبُ ما اقترفتُهُ
من ذكرياتٍ.
فكيف استدعي النسيانَ
ليكونَ لائقاً بضفتينِ من موت? !
وبجسرٍ خشبيٍّ تئنُّ اضلاعُه كلّما عبرَه العشاقُ
لستَ اولَّ العابرينَ
ولا آخرَ العائدينَ
ولكنّني منذُ أن استلقى النهرُ على قفاهُ
وهو يشيرُ لي غاضباً
ايّها الواقفُ في سرّةِ الغيابِ
لم تكنْ يوماً محضَ حضورٍ
ولم تكنْ نصوصُك سوى
طلاسمَ سحرةٍ
وعقابيلَ مجانين
فكنْ كما انتَ ترابياَ
لا تنفعُكَ ادعاءاتُك في السيرِ
وراءَ ظلالِ الزوالِ
اشترِ خاتماً من صرّةِ السوادِ
وضعْ تحتَ جناحيكَ غيمةً
فلم تعدِ الامطارُ تخفي لمعانَ لسانِكَ
ولا انينَ خطاكَ
ولا مواجعَ حروفِكَ
ايّها الترابيُّ
وانتَ تصرُّ على النسيانِ
وهو ذكرى من أصدافٍ نخرةٍ
وذهبٍ مغشوشٍ
ونصوصٍ منحولاتٍ.
لا انتَ ترتدي وسادةَ ايامٍ قادماتٍ
ولا انتَ
انتَ
فمن يبيعُك ينبوعاً صديئا
لتمحوَ بترابِك ما علقَ فيهِ
من امانٍ خربةٍ
وبياضٍ لم يكنْ الّا سواداً ماكثاً
في مروجٍ قلقِكَ واحزانٍكَ؟
فلا تدعْ تأويلَكَ يغلبُكَ
كما الماضي
لتغنيَّ السوادَ
قائلاً: كنْ بياضاً أيّها المتخفيّ بينَ أصابعي
واصمتْ
لستَ اولَّ كاذبٍ بخدعةِ الالوانِ
ولستَ آخرَ مكذوبٍ
عليهِ
بالنسيانِ
ايّها المستريبُ ممّا يأتي
ولن يأتيَ
تذكرْ جيداً
ايُّها الترابيّ.


L’image contient peut-être : 1 personne, plein air

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى