جبار الكواز - حياةٌ في رغيف..

كلما اخرجتْ رغيفا (مرت عليّ حقولٌ دفينة
ومناجلُ تخيف الافاق
وفلاحون رثة سنينهم
ويابسة عظامهم
و عرباتٌ تتداعى وسط حقول الوهم
عباءاتٌ تغطي عورة الغابات
واطفالٌ يتسولون اليتم في الشوارع
وصبايا تقطر انوثتهن في الزوايا
وطرقٌ تحملها اكتاف المياه
وباعةٌ متجولون
صرافون يسرقون الكحل من نقودمزيفة
وشرطةٌ يأسرون السنونو في الاعشاش
واسواقٌ يلفها الكذب والغش والخداع
عتالون مردة
ودلالون اسارى ظلالهم
وازقةٌ هرمة منذ عهدآدم
كتبٌ مجلدة لم يقرأها المراهقون خفية
ومجانين يأكلون العلف
ويشربون الشمس في غيبوبتهم
خيمٌ نزقة تصارع ريح السموم
ومطرٌ رعافه صدأٌ موغل بالخوف
نصوصٌ مسروقة من كتاب منحول
وانهار (بصرى)
دجلةُ في مخاضه الاخير
الفراتُ في دموع مقبرة وادي السلام
وطبولٌ
دفوفٍ
صنوجٌ
هوادجُ
جوقاتٍ تنشد امسها
ونسوةٌ حافيات الا من اقدامهن
وطريقٌ شائك يخنق الفرات فجرا
وعسسٌ يقظون
بنادقُ عثمانية
وسيوف انكشارية
و عيونٌ حُولٌ
والسنةٌ مبتورة
واذانٌ صم بلا دعاء( العديلة)
ومناراتٌ
وقبابٌ حمر
جِمالٌ مذبوحة
واصفادٌ موقودة
وكوانين مسجات
افقٌ تذبحه الغابات الوهمية
ولافتاتٌ سود يحملها فتية شهداء)
من تنورها


L’image contient peut-être : 1 personne, lunettes

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى