- تأمّلتها... كسرات رقيقة على جانبي العينين... بعض التجاعيد الدقيقة بدأت تحاصر الفمّ... قناتان عميقتان أسفل الخدّين...
- مسحت على لمتها المنسدلة وهى تخاطبها: " تبًّا لكِ أيُّتها المرآة... وددت لو حطّمتك... أهذه أنا؟!!!
- لم يتبقَّ لي من جمال آسر إلا ذلك الّلون الخمريّ؟!
- كدّرت بشاشته تلك...
حينما قدم لي المعاون دفترا بأسماء النزلاء وقفت أمام هذا الاسم طويلا، غير مصدقة … ماجدة عزيز محمود!!!
أتكون هي ؟ تابعت بقية البيانات، مديرة مدرسة درية سعيد الثانوية، نعم هي ، مس كليوباترا ذات الشعر الأصفر الحريري والوجه البيضاوي بلونه الخمري اللطيف، صاحبة العبارات ذات القفلات المحكمة التي تجعلنا...
عتبة الولوج:
يتألف العنوان من حيث البنية النحوية من جملة اسمية حذف أحد طرفيها وأبقت الكاتبة على الطرف الثاني دالا على ما يتشكل في ذهنها لحظة الكتابة، ومختزلا في الوقت نفسه الطرف المحذوف، ولكنه يترك المتلقي يمارس البحث عن ماهية المحذوف، وسبب حذفه، وإذا كانت الجمل تتشكل لغويا في الواقع وفق تشكل...
دخلت مكتبنا يغشاها سحر الجمال وطلاوته ، طلتها آسرة ، نظرة عينيها الجميلتين ، رأيت حسنهما في أعين الرجال حولي ، وقفَتْ على الباب وألقت السلام ، تنافس إيهاب ورامي في الإسراع بالرد ، بصوت رخيم هامس قالت:
أنا الموظفة الجديدة ، وقد تم تكليفي أن أعمل بهذا القسم . وقف إيهاب وأشار إلى مكتب بجانبه خلا...
خالتي فريدة امرأة في الخمسين من عمرها، وصفها كاسمها، فهي بين نساء الحي فريدة، أكثر ما يميز خالتنا فريدة هو نصفها الأسفل المفرط في السمنة فردفاها وفخذاها شديدا الامتلاء، نصفها الأعلى كأنه لامرأة رشيقة جدا، لها خصر يدهشك حين تراه، وجهها دسم مستريح، ملامحها دقيقة، عيونها صغيرة سكنت فيهما الطيبة...
حالا يا سعيد بك، ثواني ويكون الشاي أمام حضرتك على المكتب يحب الشاي مضبوط سكر وشاي، قبله محسن بك كان يفضله خفيف تسكر خفيف شاي، وقبله كان محمدين بك يطلب مني الشاي بدون سكر تماما، فقد كان مريضا بالسكر، فلأحمله له فسعيد بك روحه في أنفه، لو تأخرت ثانية أخرى فربما دخل علي هنا في غرفة الشاي وطيرني...
في وسط هذا الليل الحالك, وأنا في طريقي الموحش إلى مكان لا أدري هل سأعود منه إلى حياتي السابقة؛ التي طالما تمردت عليها, هذه الوجوه من حولي، التي أخفتها عني تلك الكمامات, ترى ما شعورهم الآن تجاهي؟ أعرف أن الفزع يملؤهم, الحياة غالية لا شك, لكنه الواجب الذي يحتم عليهم التعامل معي, وتقديم المساعدة...
بحثت عنها في كل الغرف، صعدت السطح، لم أجدها، إلى أين ذهبت؟ ربما ذهبت لجدتي، سأذهب لها أسألها . تهلَّلت لمّا رأتني وقالت؛ حسن، تعال أضع لك إفطارا. أأمك بخير؟
عرفت أنها ليست عندها، لم أشأ أن أقلقها، تركتها مُسرعا إلى بيت خالتي ثم زوجة عمي. لم أجدها في أي بيت من بيوت أقاربنا، عادت رباب ورحاب...