إلى عبيد عباس
في المُعتادِ
-أقولُ في المعتاد-
يكونُ الرجالُ السُّمرُ،
ذوو القاماتِ الطويلةِ، والملامحِ الحادةِ،
والأكُفِّ المفلطحةِ طيبينَ بالفطرة،
ما الذي يَحمِلُني - إذن- على كراهيتِكَ
بخلافِ الطفلِ المُتَفلِّتِ الذي يَسكُنُني؟
الطفلِ الذي يقفزُ -الآن- على الطاوِلةِ
مُقِيمًا من نفسهِ...
-1-
لم أتوقَّف مُصادفةً أمام تلك النقوش
ربما لم تُلقِ المعرفةُ في حِجريَ الفلاحِ
ما أستطيعُ به تفسيرَ وصاياك
الوصايا التي تركتَها
على جدارِ بُستانٍ فرعونيٍّ قديمٍ،
أيها الزارعُ الأقدم.
لكنَّ الشِّعرَ فعَل؛
ولِذا_وفاءً للربيعِ_ سآذنُ لِسَنةٍ في رَيعان إبريلِها
أن تتفتَّحًَ...
(إلى محمد المسلمي)
تَكونُ المَحطَّاتُ سهرانةً،
والمسافاتُ غافيةً،
والمواعيدُ _هذي التي أجلَّتها الحياةُ_
مـُهيَّئةً للسُّرىٰ نحوَ أقدامنا المُتعَبة.
يكونُ على مِعطفٍ أبيضٍ
أن يَمُدَّ طريقًا إلى رِئتيهِ هواءُ الخِزانةِ
حتى تجرِّبَ فيهِ الأغاني الحبيساتُ...
مَدَدْتُ _مِرارًا_ لهُ كفَّ سِلْمٍ..ولم يَمدُدِ
ولي في ضجيجِ الحياةِ عدوٌّ أُهادِنُهُ..يعتدي
ويُنهي الحروبَ لكي يبتدي !
أكانَ على عُزلةٍ
مثلِ هذي التي كنتُ آنسْتُ فيها السلامَ
وطمأنْتُ روحي بما سوف يأتي غدًا
أن تكابدَ تلكَ السياطَ على ظهر شُبَّاكِنا الموصدِ ؟
فتُفلِتَ
_ فيما أصيحُ أنا ميِّتٌ يا...
كانت تنانيرُهنَّ الزُّرْقُ صاحيةً
وفي الحقائبِ نامَ الوردُ والكتبُ
وفي التنانيرِ صُبحٌ لا تبوحُ بهِ
إلا ليُعلِنَ أنَّ الوعدَ يقتربُ
وكنتُ في حُلم أحلاهُنَّ "شاطِرَها"
وكان تحتي الحصانُ الحيُّ لا الخَشبُ
تقولُ للعنب المعصورِ في دَمِها:
لو يشربُ الليلَ بعضُ...
لحظةَ أنْ خفَّتْ من سموات النورِ فراشاتٌ
لِتُعانقَ أُنمُلةً صيغتْ من نسماتِ الجنّةِ،
وهي تلامسُ شاشةَ هاتفها..
لحظتَها ابتسَمَتْ عينايْ.
لو كانت أُخرى ، أو كنتُ سوايْ :
لكتبتُ عن الصورة مثلًا : عينُ محبتها التقطتْها ،
أو قلتُ كلامًا آخرَ أبيضَ ،لكنَّ حلاوةَ...