محمد أبو العزايم

في الشارعِ المُكْتظِّ بالعرَباتِ والماشينَ نحوَ السّاحةِ الغَرَّاءِ مشتاقينَ للعطرِ المُعتَّقِ -مِنْ قرونٍ- في الضَّريحْ جَلَسَ العجوزُ يبيعُ -في ركنٍ- طواقِيَهُ التي يقتاتُ منها، بينما كانتْ أناملُهُ تُداعبُ سِبْحةً خضراءَ، إذْ سمِعَ العجوزُ كأنّما أحدٌ ينوحْ بَصَّ العجوزُ أمامَهُ، ووراءَهُ...
إلى عبيد عباس في المُعتادِ -أقولُ في المعتاد- يكونُ الرجالُ السُّمرُ، ذوو القاماتِ الطويلةِ، والملامحِ الحادةِ، والأكُفِّ المفلطحةِ طيبينَ بالفطرة، ما الذي يَحمِلُني - إذن- على كراهيتِكَ بخلافِ الطفلِ المُتَفلِّتِ الذي يَسكُنُني؟ الطفلِ الذي يقفزُ -الآن- على الطاوِلةِ مُقِيمًا من نفسهِ...
-1- لم أتوقَّف مُصادفةً أمام تلك النقوش ربما لم تُلقِ المعرفةُ في حِجريَ الفلاحِ ما أستطيعُ به تفسيرَ وصاياك الوصايا التي تركتَها على جدارِ بُستانٍ فرعونيٍّ قديمٍ، أيها الزارعُ الأقدم. لكنَّ الشِّعرَ فعَل؛ ولِذا_وفاءً للربيعِ_ سآذنُ لِسَنةٍ في رَيعان إبريلِها أن تتفتَّحًَ...
حدَّثَني جَدٌّ لم يُدرِكهُ زماني، وعلى إحدى كَتفيه عصاهُ، وفوقَ الكَتِف الأخرى حطَّتْ أُمٌّ لتمُدَّ المِنقارَ وتُطعمَ أفراخَ يمامٍ خُضرًا بجَناحاتٍ لم يَنبُتْ ريشٌ_بَعدُ_ ليَكسُوَها، ومناقيرَ صغارْ. حدَّثني، وعصا...
(1) حدَّثَني جَدٌّ لم يُدرِكهُ زماني _وعلى إحدى كَتفيهِ عَصاهُ_ وفوقَ الكَتِف الأخرى حطَّتْ أُمٌّ لتمُدَّ المِنقارَ وتُطعمَ أفراخَ يمامٍ خُضرًا بجَناحاتٍ لم ينبُتْ ريشٌ_بَعدُ_ ليَكسُوَها، ومناقيرَ صغارْ. حدَّثني، وعصا...
◆ مصافَحَتُك، الإمساكُ بأنامل الحروفِ وهي_في زِيِّ راقصات الباليه_ تدورُ_بخفةٍ_ على أصابع أقدامها ليَصيرَ سجنُ المسافةِ بين لقائي بك ولقائي بك مسرحًا وثيرًا يتمدَّدُ على شاشة هاتفي كلوحةٍ للمفاتيح، وأن أُلوِّح للشمس _مُمتنًّا_ وهي تغادرُ الوقتَ مُلائمًا لينفرطَ_بين كفيك_ِمِزاجيَ النثريّ...
(إلى محمد المسلمي) تَكونُ المَحطَّاتُ سهرانةً، والمسافاتُ غافيةً، والمواعيدُ _هذي التي أجلَّتها الحياةُ_ مـُهيَّئةً للسُّرىٰ نحوَ أقدامنا المُتعَبة. يكونُ على مِعطفٍ أبيضٍ أن يَمُدَّ طريقًا إلى رِئتيهِ هواءُ الخِزانةِ حتى تجرِّبَ فيهِ الأغاني الحبيساتُ...
شاعرٌ مِن بَنِي مصرَ يعرِفُ أنَّ القصائدَ مزروعَةٌ في عيونِ اللواتي يَعُدْنَ مِن السُّوقِ يحمِلْنَ أكياسَ حَيْرَتِهِنَّ، خُطاهُنَّ صَبرٌ أليمٌ، وآلامُهنَّ خُطًى صابرة حينَ يسألن كيسَ النقودِ: أتكفي جنيهاتُك الآخِرة قوتَ يومٍ جديدٍ وأُجرَةَ حِصَّةِ تقوِيَةٍ للصَّغيرِ، وتغييرَ أُنبوبِ غازٍ...
مَدَدْتُ _مِرارًا_ لهُ كفَّ سِلْمٍ..ولم يَمدُدِ ولي في ضجيجِ الحياةِ عدوٌّ أُهادِنُهُ..يعتدي ويُنهي الحروبَ لكي يبتدي ! أكانَ على عُزلةٍ مثلِ هذي التي كنتُ آنسْتُ فيها السلامَ وطمأنْتُ روحي بما سوف يأتي غدًا أن تكابدَ تلكَ السياطَ على ظهر شُبَّاكِنا الموصدِ ؟ فتُفلِتَ _ فيما أصيحُ أنا ميِّتٌ يا...
ضُمَّ إلى بعضِك بعضَكَ ، واقفز فوق حصانِ تداعيكَ، وجَرجِرْ مِزوَلةَ الوقتِ وراءكَ مُنطلقًا عكسَ مسارِ الزمنِ وواصِل حتى ما قبلَ زمانِ الذاكرةِ الأولى، وامسح من دفترِ أحوالِ الميلادِ اسمَكَ، ضُمَّ إلى بعضِك بعضَكَ، واخرُج من برد كوافيلكَ، واترك ثديَ الأُمِّ،...
ونحنُ نعاني زمانًا كهذا : نُسميكَ ماذا؟ نُسَميكَ نَهْرًا وماذا يعيبُكَ -ما كنتَ نهرًا- إذا ما حُصيَّاتُ حِقدٍ رماها على صفحةِ النهرِ كفٌّ عَطيبُ ؟! نسميكَ شمسًا ويا كم تَودُّ الخفافيشُ لو كلُّ شمسٍ على عرش صبحٍ بهيِّ الضياءِ مَهيبٍ تغيبُ! نسميكَ أغنيةً من زمانٍ طروبٍ، وماذا يُضيرُ...
لُغةً عَرَّفَ الدُّمىٰ واصطِلاحا بِأُناسٍ تَيَبَّستْ أرواحا كَسَّر الرُّمحَ؛ فالرماحُ خطايا عندما أرسلوا الكلامَ رماحا واقتفىٰ الوقتَ كي يسيرَ أمامًا والسماواتِ.. كي يصيرَ براحا كُلَّما عُلِّموا السُّقوطَ كلامًا عَلَّمَ الصَّمتَ أن يَهيءَ جناحا والسَّماواتُ ليسَ تُوقِفُ طيرًا يأنفُ الحَبَّ لو...
كانت تنانيرُهنَّ الزُّرْقُ صاحيةً وفي الحقائبِ نامَ الوردُ والكتبُ وفي التنانيرِ صُبحٌ لا تبوحُ بهِ إلا ليُعلِنَ أنَّ الوعدَ يقتربُ وكنتُ في حُلم أحلاهُنَّ "شاطِرَها" وكان تحتي الحصانُ الحيُّ لا الخَشبُ تقولُ للعنب المعصورِ في دَمِها: لو يشربُ الليلَ بعضُ...
لحظةَ أنْ خفَّتْ من سموات النورِ فراشاتٌ لِتُعانقَ أُنمُلةً صيغتْ من نسماتِ الجنّةِ، وهي تلامسُ شاشةَ هاتفها.. لحظتَها ابتسَمَتْ عينايْ. لو كانت أُخرى ، أو كنتُ سوايْ : لكتبتُ عن الصورة مثلًا : عينُ محبتها التقطتْها ، أو قلتُ كلامًا آخرَ أبيضَ ،لكنَّ حلاوةَ...
إلى أمل دنقل يا صاحِبي.. _والموتُ مُرّْ _ أتيتَنا لِتلعنَ النصيبْ وتلعنَ القدَرْ ومِكبحًا أضاعَ من يديكَ فرصة النّجاةْ مِن عالمٍ أَمَرّْ إذْ كنتَ شاردًا تسيرُ في الشوارع المُضبَّبة في أوجُهِ الماشينَ تُرسلُ النَّظر في المركباتِ والبيوتِ والمَحالِ والشجرْ كأنهُ عتابك الأخيرْ...

هذا الملف

نصوص
26
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى