محمد أبو العزايم - ونحنُ نعاني زمانًا كهذا

ونحنُ نعاني زمانًا كهذا :
نُسميكَ ماذا؟
نُسَميكَ نَهْرًا
وماذا يعيبُكَ -ما كنتَ نهرًا-
إذا ما حُصيَّاتُ حِقدٍ رماها
على صفحةِ النهرِ كفٌّ عَطيبُ ؟!
نسميكَ شمسًا
ويا كم تَودُّ الخفافيشُ لو كلُّ شمسٍ
على عرش صبحٍ بهيِّ الضياءِ مَهيبٍ تغيبُ!
نسميكَ أغنيةً من زمانٍ طروبٍ،
وماذا يُضيرُ الأغاني العِذابَ إذا ما تَرَبَّتْ
على مُنكرِ الصوتِ أُذْنٌ ، وحارَ بأُذنٍ كهذي الطبيبُ ؟!
نسميكَ رمزًا لأنَّا نحبُّ الجمالَ،
وللقبحُ أهلٌ إذا ما تَبَدَّى جمالٌ تنادَوا : تعالَوا نَعِبْهُ
فأقبَلَ مِن كل فَجٍّ مَعيبُ
نُسميكَ فاكهةَ الذكرياتِ
على بالِ كلِّ الرجالِ الذين إلى صورةٍ
فوقَ جدرانهم علقوها _صغارًا_ يحِنُّونَ،
يا ما دعَتهُم من الشرفةِ الأمهاتُ قُبيلَ الغروب
وهم يلعبونَ : كفى يا بُنَيَّ ، أأنتَ " الخطيبُ " ؟!
فأمٌّ تنادي .. وطفلٌ يُجيبُ
وذكرى عن القلبِ ليستْ تغيبُ
هي _الآن_ من صورةٍ فوق حائطهِ
قد تُناديهِ _كهلًا_ غزا مَفرِقيهِ المَشيبُ
وثَمَّ يُلبي ، ويَتُبَعُ صوتَ الحنينِ
إلى حيثُ بيتٌ قديمٌ، وأمٍّ تنادي..وطفلٌ يُجيبُ
وصورتكَ المُشتراة بنصف الجُنيهِ الذي
كان مصروفَ أسبوعِهِ _ربما_
غيرَ أنَّ القلوبَ إذا ما أحبَّتْ..
فإنَّ الخواطرَ _أيضًا_ تطيبُ
فيُطرِقُ حينًا ، وتنطقُ عيناهُ :
يا أمُّ ، لو أنَّ هذا الزمانَ يئوبُ
نسميك رمزًا.. وما الرمزُ إلا الذي توجَتْهُ القلوبُ!
نسميك ، ماذا نسميك _قُل لي_
وأجملُ ما قيلَ فيكَ " الخطيبُ " !
-----------------------------
محمد أبوالعزايم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى