منذ أن أعادوا إلينا ثيابنا
ووجهي يتفحّص جِراراً من الطيّب ، وآثاث الصدى
مذعوراً كنت ،
أهاجم الكسل الذي جرف حيضانه في الفراغ ،
لأغطّي ما ظلّ منّي أمام الارتجاف، وأمام صهيل الخشب الجريح ،
قالت البلاد للأثلام ، والعذارى التائهات ، وللّحم الصموت..
أنا البلاد ..
أنا اليقين الذي تشقّق أمام الهاجرة...
ها هو الشجر الذي آخيته
ينسج شروداً مسترخياً على الأكفّ
يعانق حقولاً مطهّمة بالصواعق ،
ومزامير باذخة تقودنا إلى أفواهها
حجارتي تستعدّ للسهر أمام الجوارح ، واليباس المسيّج
بالزعفران
أمتدّ كي أحتشد بالسهوب
لأعزل الليل عن شجاعتي ،
وأتكسّر مثل يمامة من القرميد ؛ ..
انا صدأ الخطوات
وانتصافها...
كل ما كتبناه ، لا أستطيع حمايته من الوحوش .
أزمان قاحلة ، تبحث عن أزمان أخرى .
لذلك أحاول بكل قواي أن أبني حائطاً بيني، وبين الموت، لأنني افضّل أن اصنع غيبوبتي بنفسي ، لتكون الغيبوبة الأخرى والطويلة جداً .. يصنعها الآخرون .
دائماً اتحيّن الفرصة المناسبة ، لأمارس البحث الجّاد عن الجثث الشقراء ،...
.. آن الأوان ، كي نقرأ النصوص ، كلّ النصوص بأظافرنا
أو نمتثل للذي نصحنا ، بعدم النوم تحت الأزمنة.
بعد الآن ، لا قيمة أبداً لمصطلح " الغزو الثقافي " الذي
أصبح باهتاً وابتلعنا قطعة قطعة ، حيث لم يعد لدينا ما نقوله عن ثقافة الغرب ، وبُناة الثقافة لديهم مثل: هيغل ، وهايدغر ، وسارتر ، وبيكيت ،...
الوقت يجب أن ينام في مكان آخر .
وقتنا يجب أن ينام كما ينام الهواء ، كي يظلّ بعيداً عن الأنظار.
لقد انقضى وقت الأزمنة التي تدفعنا إلى داخلها ، ومن
الأفضل لنا نحن العرب أن نظلّ وراء الهواء ، لأننا الكائنات الوحيدة التي تبدع في صناعة القبور !
الآن كلّ عربي يستهلك عِظامه حتى العظم ، وإن كان يتداول...
اي صوت أقدمه لهذه الصرخة ..
ورائي تماماً ، نبتت آلاف الأزهار المتحركة . مَنْ يدافع
عن وراءه والأصابع التي أنتجت الحرية ؟ هاجرت
في الخيال، وصنعت عربة مدجّجة بأصوات مترهلة لا
يدخل إليها الهواء ، ولا الشمس ، ولا حتى ضوء القمر ؛
مثل الوردة التي نامت داخل السكين !.
ذات يوم ، باع أحد الشعراء وجهه...
..الصدفة ضرورية جداً لإنقاذ التاريخ .
ضرورية لإعادة التوازن الذي يطاردنا، حتى غرفنا المغلقة / الممتلئة بالعِظام .
ماذا يحدث لتاريخنا الآن ، ونحن نزحف على بطوننا ،
أو واقفين أمام زمن القتل المفتوح ؟!
ربما في هذه الأيام ، نستعيد ما ذكره الآباء والأجداد ؛
نحن من دون تاريخ إذن نحن من دون خطيئة ...
ما العمل ونحن نمشي وراء أهاتنا.
في هذه الأيام // نأكل الثقافة التي تقودنا إلى جنون البقر
إننا نزغرد للدم/// وهذه مهنة رائعة للخطيئة التي جلست أمامنا لنرتكبها.
سأظل في غيبوبتي لأظل أكثر وعياً // وأكثر توهجاً
بكثير من أولئك الذين يفرضون علينا طريقة استعمالنا
لعيوننا.
من هذه الثقافة التي أحملها //...
إلى عمران
_ ما أجمل أن لا تفعل شيئاً
ثم ترتاح قليلاً _
لقد أنجزتُ جسداً جديداً جديراً بالضياع
وأكملتُ وصيتي بجدارة //
كي لا يفلت وجهي من ضباب يتسوّل الهواء الملكيٍّ
وكُتَل الملابس الغامضة
الأصابع التي أمتلكها///
أشرفت على...
ليس في المرآة أحد ////
كل الذين اعرفهم // انكسروا في الظلام
حتى الآلهة ///
جعلت من عينيها الرائعتين// ممّراً إجبارياً للأزل
وحدي سآكل السراب
كي لا أظلّ ضائعاً / / في حقلُ مرمر يجثو باكياً على الدوام
انطلق كسهم احدث خللاً في الوراء
لأشاهد كيف يتدلّى الدم من الكوميديا //
وكيف امتلأَت الحقائب...
قلت لكم ///
انا رطب كالسفوح
وممتلئ بالزعفران////
اتسابق مع طيور ملطخة بالأطلال/// وأوراق الذهب
أعقد قراني على كل شيء //
لأعرف كيف أدخل في الحجارة التي تجعّدت/// وتحوّلت إلى ملح
أبتهل لوجهي الساخن//
وأتابع الزلزال في صورته الجاثمة/// أيام الفرح
دقيقة صمت // لمخيلة لم تتذكّر سوى صمتها
أعصف امامها...
أكثر من مرة //
عثرت في دمي /// على كمية هائلة من الطين
ربما هي نفسها الصرخة التي رأيتها ذات يوم
وتحسّست اناملها//
كي تكنّس فضيحتها// أمام حرية ترتدي ترابها العزيز
الصباحات///
نقلت سلطتها من محكمة مسيّجة بالخيطان
إلى زغرودة /// شنشلت صدرها
بتفاح لا ينام ///
جئت من ألف عام /// وذهبت إلى ألف عام...
( إنني لم آخذ حصتي من الخطيئة بعد)
_ قابيل _
هياكل عظمية ضائعة
وأفواه مثل ماء له سرعة خارقة
أكثر ما يشبهها///
إيقاع يحرسها من الهواء
لتجريد النوافذ من بلّورها//
ما أضيق عودتي/// وانا أنتزع الوصايا // وبعض الجواهر/
رغبة في تخريب وجهي //
لأتحوّل إلى قطعة ظلامٍ ///
تسير في قافلة//
لدي أرصفة...