عبدالنور الهنداوي

غيابنا الذي عاشره الطيران عانقته الرمال ، والجوارح ، وأزيز الرصاص تماوج الرعد في غسيلنا ليهزأ بالأصيل ، وآثار الجواهر المكشوفة قدّام خمرها غيابنا الذي تدرّج في شقائقهِ ، ولملم أمومته لاحتضان العماء تأمّل كلّ مآزق الكائنات لينتصبَ الياقوت ؛ كجرحٍ فتيٍّ تصدّعَت أصابعي فارتديت رغبة عامرة بالصفعات...
منذ أن أعادوا إلينا ثيابنا ووجهي يتفحّص جِراراً من الطيّب ، وآثاث الصدى مذعوراً كنت ، أهاجم الكسل الذي جرف حيضانه في الفراغ ، لأغطّي ما ظلّ منّي أمام الارتجاف، وأمام صهيل الخشب الجريح ، قالت البلاد للأثلام ، والعذارى التائهات ، وللّحم الصموت.. أنا البلاد .. أنا اليقين الذي تشقّق أمام الهاجرة...
ها هو الشجر الذي آخيته ينسج شروداً مسترخياً على الأكفّ يعانق حقولاً مطهّمة بالصواعق ، ومزامير باذخة تقودنا إلى أفواهها حجارتي تستعدّ للسهر أمام الجوارح ، واليباس المسيّج بالزعفران أمتدّ كي أحتشد بالسهوب لأعزل الليل عن شجاعتي ، وأتكسّر مثل يمامة من القرميد ؛ .. انا صدأ الخطوات وانتصافها...
كل ما كتبناه ، لا أستطيع حمايته من الوحوش . أزمان قاحلة ، تبحث عن أزمان أخرى . لذلك أحاول بكل قواي أن أبني حائطاً بيني، وبين الموت، لأنني افضّل أن اصنع غيبوبتي بنفسي ، لتكون الغيبوبة الأخرى والطويلة جداً .. يصنعها الآخرون . دائماً اتحيّن الفرصة المناسبة ، لأمارس البحث الجّاد عن الجثث الشقراء ،...
.. آن الأوان ، كي نقرأ النصوص ، كلّ النصوص بأظافرنا أو نمتثل للذي نصحنا ، بعدم النوم تحت الأزمنة. بعد الآن ، لا قيمة أبداً لمصطلح " الغزو الثقافي " الذي أصبح باهتاً وابتلعنا قطعة قطعة ، حيث لم يعد لدينا ما نقوله عن ثقافة الغرب ، وبُناة الثقافة لديهم مثل: هيغل ، وهايدغر ، وسارتر ، وبيكيت ،...
الوقت يجب أن ينام في مكان آخر . وقتنا يجب أن ينام كما ينام الهواء ، كي يظلّ بعيداً عن الأنظار. لقد انقضى وقت الأزمنة التي تدفعنا إلى داخلها ، ومن الأفضل لنا نحن العرب أن نظلّ وراء الهواء ، لأننا الكائنات الوحيدة التي تبدع في صناعة القبور ! الآن كلّ عربي يستهلك عِظامه حتى العظم ، وإن كان يتداول...
اي صوت أقدمه لهذه الصرخة .. ورائي تماماً ، نبتت آلاف الأزهار المتحركة . مَنْ يدافع عن وراءه والأصابع التي أنتجت الحرية ؟ هاجرت في الخيال، وصنعت عربة مدجّجة بأصوات مترهلة لا يدخل إليها الهواء ، ولا الشمس ، ولا حتى ضوء القمر ؛ مثل الوردة التي نامت داخل السكين !. ذات يوم ، باع أحد الشعراء وجهه...
..الصدفة ضرورية جداً لإنقاذ التاريخ . ضرورية لإعادة التوازن الذي يطاردنا، حتى غرفنا المغلقة / الممتلئة بالعِظام . ماذا يحدث لتاريخنا الآن ، ونحن نزحف على بطوننا ، أو واقفين أمام زمن القتل المفتوح ؟! ربما في هذه الأيام ، نستعيد ما ذكره الآباء والأجداد ؛ نحن من دون تاريخ إذن نحن من دون خطيئة ...
عباءة زجاجية للقلب /// عزلة رطبة // استقدمت أصابعها لافتضاض الغرائزِ و إنارة الأروقة أشكال قرع الطبول / أنهكها البقاء والجاذبية المحنّطة ثمّة يوم سحيق يتحاور عن طوفان اللحظة // وصدأ الضياع هكذا فاضت الثغور / لمجدها / رغبة بتناسخ السوادِ وصناعة أصابع من الكتّان للخيال عباءة زجاجية لمياهنا وأمكنة...
ما العمل ونحن نمشي وراء أهاتنا. في هذه الأيام // نأكل الثقافة التي تقودنا إلى جنون البقر إننا نزغرد للدم/// وهذه مهنة رائعة للخطيئة التي جلست أمامنا لنرتكبها. سأظل في غيبوبتي لأظل أكثر وعياً // وأكثر توهجاً بكثير من أولئك الذين يفرضون علينا طريقة استعمالنا لعيوننا. من هذه الثقافة التي أحملها //...
إلى عمران _ ما أجمل أن لا تفعل شيئاً ثم ترتاح قليلاً _ لقد أنجزتُ جسداً جديداً جديراً بالضياع وأكملتُ وصيتي بجدارة // كي لا يفلت وجهي من ضباب يتسوّل الهواء الملكيٍّ وكُتَل الملابس الغامضة الأصابع التي أمتلكها/// أشرفت على...
ليس في المرآة أحد //// كل الذين اعرفهم // انكسروا في الظلام حتى الآلهة /// جعلت من عينيها الرائعتين// ممّراً إجبارياً للأزل وحدي سآكل السراب كي لا أظلّ ضائعاً / / في حقلُ مرمر يجثو باكياً على الدوام انطلق كسهم احدث خللاً في الوراء لأشاهد كيف يتدلّى الدم من الكوميديا // وكيف امتلأَت الحقائب...
قلت لكم /// انا رطب كالسفوح وممتلئ بالزعفران//// اتسابق مع طيور ملطخة بالأطلال/// وأوراق الذهب أعقد قراني على كل شيء // لأعرف كيف أدخل في الحجارة التي تجعّدت/// وتحوّلت إلى ملح أبتهل لوجهي الساخن// وأتابع الزلزال في صورته الجاثمة/// أيام الفرح دقيقة صمت // لمخيلة لم تتذكّر سوى صمتها أعصف امامها...
أكثر من مرة // عثرت في دمي /// على كمية هائلة من الطين ربما هي نفسها الصرخة التي رأيتها ذات يوم وتحسّست اناملها// كي تكنّس فضيحتها// أمام حرية ترتدي ترابها العزيز الصباحات/// نقلت سلطتها من محكمة مسيّجة بالخيطان إلى زغرودة /// شنشلت صدرها بتفاح لا ينام /// جئت من ألف عام /// وذهبت إلى ألف عام...
( إنني لم آخذ حصتي من الخطيئة بعد) _ قابيل _ هياكل عظمية ضائعة وأفواه مثل ماء له سرعة خارقة أكثر ما يشبهها/// إيقاع يحرسها من الهواء لتجريد النوافذ من بلّورها// ما أضيق عودتي/// وانا أنتزع الوصايا // وبعض الجواهر/ رغبة في تخريب وجهي // لأتحوّل إلى قطعة ظلامٍ /// تسير في قافلة// لدي أرصفة...

هذا الملف

نصوص
20
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى