عبد النور الهنداوي - طيور ملطّخة بالأطلال: وأوراق الذهب

قلت لكم ///
انا رطب كالسفوح
وممتلئ بالزعفران////
اتسابق مع طيور ملطخة بالأطلال/// وأوراق الذهب
أعقد قراني على كل شيء //
لأعرف كيف أدخل في الحجارة التي تجعّدت/// وتحوّلت إلى ملح
أبتهل لوجهي الساخن//
وأتابع الزلزال في صورته الجاثمة/// أيام الفرح
دقيقة صمت // لمخيلة لم تتذكّر سوى صمتها
أعصف امامها كحصان خائب ////
وأنسلّ من وردة الدم // حفاظاً على عيون الأسطورة
حاولت جاهداً أن أقلّد الأحاسيس التي داخل الكهوف
وأتنفّس الصعداء// كطفل يلمع بالبنفسج
قد أحطّم فمي / لأقترب من زقاق يذوب في الضوضاء
قد ألطم الريح///
لترتفع قامة الوقت / والأدعية// وشلاّلات الذباب
ما من طائر يهجس بالحليب / والقلاع / والفواصل
إلاّ ونذر لأعماقه // فيلقاً من القش
وتدرّب على الإفراط بمقدرات الصرخة المترامية الأطراف
النزيف ///
في حضن تراب أكّد انه جاء من عصور بائدة
مشنقة لغيمة طاغية بفياضنها///
صدمة عميقة تثير شهيّة نومنا/
شهود على خلاص الوردة // من حوارها مع الذي ابتلع الشمس
وانا لا أزال باستطاعتي أن افترش العبث ///
وأرفع صوتي // في حضرة الذي يشبه السيف
لقد عرفت كيف اطفح بثقة// امام الفجّار// ونظام العشائر
ولا أحد كلّمني عن ظلمته// وألقاني في خرائب طويلة كالطير
لصوتي///
ضاحية مرميّة على الجنوح
أتلبّد بين يديها // كجلبة ضارعها المجهول
لأتجرّع ضحكات مدهونة بما قاله التراب للأزهار
حتى الكآبة/نفّذت وصيتها // لتستعيد ما مضى من الصدأ والدهشات
وما قُدّم من فطائر الإسفنج// للعثور على ما تبقّى من الخراب
البكر
حدث أن رأيت فلسفة جاثمة فوق عظام جاهزة للعروج إلى الله
وتريد أن تسقط القلق إلى مالا نهاية/
حالنا// كحال دمار اللغة
والمرايا الساخنة // الرخيصة ؟
تعقد الصفقات / مع خطانا // ومدافن الماء// وستائر الموائد
المفترسة
لدينا قرّاء للغيب/// وازاميل بمنتهى التواضع/// لمزج الخيال بالخرافة /// وبعض السراب الهادئ// وبعض التعاويذ
للخلاص من ترنّح الإبهار// والهذيان
قلت لهم : /// الروح لا تحتاج عادة إلى ثياب
أنا الذي اتكئ على وجهي
وأهزج// لتواثب الذئاب// وسقوط القواميس/ ونهب الفواكه النائمة
كل ما يمنعني// أنني صُلتُ بالعبث على هواي
وتقاسمت شرح الكتب التي تتحدّث عن تنظيف الزيف ///
وقطعان الورى
مع النيازك // وبريق الهواء الذي يحمل رائحة الفصول //
والأجساد الممنهجة
حتى الأضواء التي احتفلت بكسلها
عبقت باغتباط نادر
وارتدت شلاّلاً شائخاً // برعم في الثغور
انا القادم من العراء//
المقيم في قعر مرآة // ولدت قبل تدفّق الرموش
انا الذي اموت مع الأشجار ////
وأبدّد دفئي// بفيضٍ اربك غابات مبلّلة بالإتجاهات
ثمّة من يفضّل أن يفرح تحت الماء///
ليبتكر غيوماً // يفوح منها سلسبيل الثلج// وملامح التقاطيع الداشرة
يا أهلي//
انا وضباب المناسبات// اختلطنا بتراب لا يستطيع الوقوف
ولا التخلّي عن جلده المزروع في النواصي // وقباب العدم
أسرار قويّة // في قوة الأشياء
كراسي كبيرة " نشمّ " رائحتها من وراء الأكاليل
الأنهار تصبّ في أجسادنا///
وجوهنا/ تآكلت/// و / ليس سوى أغطية قوائمها مسجاة
في فوضى///
وكلام عن الصواري// والأحياء الناشفة
تحت الأرصفة التي هزّت البلاهة//
بكاء ملكيّ
ومعاطف محاطة باللحظات// وما قالته الصخرة عن أجراس
الكوميديا //
واحتراق الياقوت/ وأسنان الأساطير
لا بدّ من بحر //// وزوّار
ماء محطّم / وأعذار تطل على أمهاتنا كيف ننظّف القراصنة
ويرتدّ النغم المتفسخ// لتمزيق الصوت
إنه تراب بلادي
يلهج بفراغ// يطفو فوق الرعاف// وحدقات النصوص //
والأثداء الناطقة بالأسى/ وقرائح التغيير
يا اهل البحر////
عندي مدن // أشدّ هولاً// من ثريات البنادق/
وأرقى من اصطحاب اولادنا// لرؤية سيدنا الجليل
صوب الحائط المحرّم//؟
صمت " ينط " في أذهاننا// لمتعة الظهور
حطب يتمطّى لملادغة الصوت// والظلال النافقة
كم غابة سألت دموعنا// عن خطواتنا الوفيرة
وصمّمت // رغبة باستراق الطواف
انا الذي// " أدرت " الفراغ// ورجوت رأسي أن يقتفي أثر
إقامتي/ والخجل ممّا فعلتْه الإغاثة بجفاف الشعراء
هنا//
سميّت الرمل باسمه//
والغرباء // بالطحين السائب
وأهلي //
بالأواني الفارغة
ومن العبث أن أكون وراء الستارة
وأسناني تصنع اسرارها////
اول صدمة رأيتها في الوداع
الرضوض
والتوقف المفاجئ لسنديان اليباب
انقّب اصابعي من الركض/ وثلج الأعياد
مع أن عندي" عماء" ارتطم بوجهه / ولا زال // يئن
لقد ضيعتني الأرض// ولعاب النوافذ
والملاعق الحسناء
ما افعله أثناء الجنون
أنني أبحث عن موطئ قدم // مجرّد موطئ قدم
لا في هذا الزمان //
ولا//// في هذا المكان
لقد بنيت آلامي على قياس القلب
لأكون أكثر بقليل//
من شارع يلمع في الفم ///
لقد ظهرت في وجوهنا // ثلوج من طراز فظيع
مع اننا بأمس الحاجة إلى ذلك الفائض من الحياة
امسكت الهواء من عنقه
كي لا يعود///
وتركت عظامي/ ها// هنا
لأتمدّد فوق اللغة ///
وتسييل الزمن فوق الشفاه
الصرخة تسقط بين ايدينا/// مثل الماء// وتذهب مثل الماء
يا آ آ آ من// " يمتزجون " بالهواء/ وبالوديان// وبالثلوج//
وبالمتعةِ
ولم يفصلهم عن الله اي شيء
بعيون مغلقة /
حدث أزمة في البأس...//
حتى الهواء //
لا يودّ الإعتراف بأقبية المصير ///
يا أيها الراقدون فوق الدم
هل يُفترض أن نكون ظلالاً/ لأرواحنا الهائمة؟
أو نسخة معاصرة ///
من القضاء والقدر
لقد حاولت العثور // على قطعة لحم تفكّر في مصيرها
وإرغام ضوء القمر//
على الرحيل
سأنثر الزهور على الزمن//
وعلى قتلى بمنتهى التهذيب
لأنني اعلم جيداً //أن الشعر الذي أكتبه لا يقدّم الخبز لأحد
وأعلم // أن الحائط
قد تخلّص من امجاده///
والخيال// فرش دمه مقابل الدم الهادئ/ والموت الهادئ/
والتراب الهادئ
نستمع إلى موسيقا انين الخشب///
حيث تذهب الريح إلى ما تشاء
الأسئلة التي اشتريتها//
من دون أثداء
ماذا تريد يا قلب من اصابعي؟
اللذّة رمت نفسها في عرض الطريق///
واستيقظت كوعلٍ من ال. ت . ن . ت
أعنّي يا إلهي// كي اذكر شعبي بما فعلتْه الأدلّة بآلامنا
دفاعاً عن الجثث//
انا في مهبّ الريح
والأيدي الملطّخة بالطحين / وبالدم
كيف لها أن تتلطّخ// بالضوء
فيما قبورنا/ تلاحقنا / واحداً /واحداً
لتدحر الدويّ القادم من الفراغ
سأرسم هواء/ وأدرّبه على الضحك
وأتحدّث عن الذي يلاحق دقات القلوب النائمة
وسقط في الجاذبية
سأرسم هاوية ///
وأقفز فيها
سأرسم هيكلاً عظمياً للماء // وأصنع من جرحه قرباناً الريح
سأتحدث كثيراً عن طائر بطعم القش
ولا يحب الطيران // لاحتضان البكاء
صدقوني//لم أجد متّسعاً للمكان
سألعب لعبة القيصر///
لعبة التضحية//
لعبة الجنائز//
وأطلب من النار أن تخلع ثيابها نهائياً
كي تندلع في الرنين الجديد
سأبكي مثل// ضحيّة بعيدة
مثل حجارة صنعت لنفسها ساقين من الدم
الموتى////
يذرفون الدموع من اجلنا
ودموع كثيرة تركناها للفقراء// على احذيتهم القديمة
نحن لا نكتب سوى النصوص السيئة//
لننام فيها
لنضع الأقنعة // على أرواحنا
بلى//
لنملأ/ حقائبنا/ بالأرواح المعذّبة.//
انا عاهدت كل الهزائم// أن ارحل بسرعة المصير
كي لا أرى وردة واحدة تتألم بوضوح
نقطة دم //
فوق نقطة دم
فوق شاهدة على قبر من ماء
وحدي //
انتظر آلهة مهدّدة بالإنهيار
يا لحظة السكاكين المطهّمة بالأساطير
قفي //
قدم في الرماد
قدم // بين الأظافر السحيقة
قدم //
تبحث عن ضياع القاتل / والقتيل
انا العربة الفارغة
والوجه الذي أستخدمه كيفما// أشاء
لا حاجة كي أقول له// وداعاً
ستبقى مكتظّة بالسراب/ والعتمة / والأزهار
الأنهار الواطئة/
اعتادت على نمط من الهواء
وتحولت إلى سائل خشبي مضرّج بالهروب والكبرياء
سأترك أصواتكم// في مكان ما / من قلبي
وأفرض مراقبة صارمة / على خبزنا اليومي// وأظافر الشيطان
لأصنع للطير//
ثوباً مزركشاً من بقايا اللهاث/
هل يكفي أنني مشيت وراء آهاتنا؟
وكيف يستعملون أشعة الشمس/ كما ضوء القمر
كأدوات معذّبة/ لبعثرة الصفقات الخارقة أمام الملأ///
الدم الساخن//
ليس دائماً الدم الصحيح
وهذا الغبار الذي وصل إلى حدّ الثغاء
هو نفسه الغبار الذي يباع في المزاد العلني
قليلاً// قليلاً
سألعب بجمر الغضى///
لأصحو داخل صوت آخر
ولأصدّق أنني كتبت إلى أهلنا
لا فرق بين بكاء الثكالى
وبكاء القياصرة///
لا حاجة لنا كي نمزّق الهواء
القوا بنا على قارعة الطريق//
لنبعثر ابتساماتنا على الأمكنة المصابة بالجنون
اغتسلت كثيراً بالصور التي ملأتني بالتفاصيل
وجرّدت المتاهة من حقول القمح///
وحملت الصدى بين يدي/لئلاّ اظل بمنأى عن ولادة عسيرة
لزهرة الأقحوان
إنه الطريق الكبير الذي ضاع في البكاء ////
وأكَلَنَا //
كما تؤكل الحجارة الميتة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى