عبد النور الهنداوي - إن شكل أفواهنا.. هو شكل الحرية

عباءة زجاجية للقلب ///
عزلة رطبة // استقدمت أصابعها لافتضاض الغرائزِ
و إنارة الأروقة
أشكال قرع الطبول / أنهكها البقاء والجاذبية المحنّطة
ثمّة يوم سحيق يتحاور عن طوفان اللحظة // وصدأ
الضياع
هكذا فاضت الثغور / لمجدها / رغبة بتناسخ السوادِ
وصناعة أصابع من الكتّان للخيال
عباءة زجاجية لمياهنا
وأمكنة يترعرع فيها غزاة الورد///
وشرفات نطل منها على رفاهية الأنواع النادرة للرماح
أتناول معها بداية حديث عن الدخول إلى لبّ العبقريةِ
النائمة في رؤوس الدمى ///
وما لا أجده في ضمير الغائب وهو يتشبّث بعالمه الآخر
السؤال الآن : كيف " تتم " صناعة الأنبياء ؟!
على ظهري احمل جنازات رخوة // وشجر يتوهج
وحرّاس أحببتهم واحداً واحداً وهم في زيّهم الطبيعيّ
واعلم أنّ هناك من يتقيّأ الشتائم كي ترتدّ الإجابات الطويلة الصارخة ////
وأعلم أن المسافات الغيورة /// جاءت وحيدة من هشاشة السياط . ///
مبارك هذا الرهان الذي يتلألأ في عنق الجرح
الذين أعرفهم// يشهدون " أنهم " ليس لهم مجهول
أنوء وحدي //// تحت ممّر سريّ مطرّز بآلات لصنع القوافي //// والطرائد البشوشة
أنتمي لقبائل نشرت عطشها أمام الذرا/
واجادت بتغيير شكل النخل // وفصل اللحظة عن المراد
يا مللك الفراغ /////
انتَ صوت أشلائنا
مجرى النهر العزيز
رهان عذراوات الشجر الذي استنكر ما فسد من النوم/
وجماجم أفواهنا
لقد أطلقت نزيفي على غير هدىً
وتذكرت عدوانية الجنون/ وخرافة الزوايا المهملة ///
والتصاق " مرايانا " بصورنا الجامدة //
يا آ آ أهل الزلازل العذراء//
يا وصايا أمهاتنا / وهن ينهلن ما بقي من أدعية وعرة
ويغمرن غربتهن بأسئلة قادمة من الملح
الدماء النادرة أخذت كفايتها من الوحل ///
ولا خيل عندنا حتى تنطفئ ولو للحظة واحدة////
ظِلالنا دمى طيبة /
وغيبوبة صنعتْها الأدلّة الباهتة . //
يا ابن الطين //// الذي امتدّ من الأسف حتى الأمكنة الفتيّة
لا غرابة أن تكون أصابعك في الغيهبية
والريح ///
في محاولة جاّدة للإنتحار
البطولة ///
انني أتفتّت باستمرار
والقدرة على ممارسة الهذيان مع الأفق//
بيد انّ// العيون التي هاجرت في لعابها ؟
أكّدت على إعادة القهر /// والأساور الواضحة//
للإغتسال بالذكريات الأولى/// ووعورة الاهتزاز
سأرحل إلى حيث يرحل النهر /
سانزف كي لا يضيع الله في أكتافنا
وسأظلّ خاليا من الغيوم // لأعرف المسافة بينها وبين
وحيد القرن //
سأضيع قليلاً قليلاً كما الوجبات الجاهزة /
وما بين يدي سوى أجرام سماوية تتفاوض مع سراويلنا الثمينة
انا احبك يا دمي
يا شقيق الروح والإفتضاح ///// والصرخات الجسيمة
وعدتك أن اصير غيمة/// وهفوة / وإجابات
أن اظلّلك بنوم طائش // مدى الحياة
أدعو من أشاء إلى وليمة جاهزة// مع لحظة تترعرع مثل الفراشة
وامنح من يقف طويلاً أمام صوتهً ؟
" قفطاناً " يصهل في أكوام الصور العزيزة// والقصائد
البلهاء .//
جئت من اول المعنى//// إلى آخر الصدى
بين يدي أسئلة أهدهدها // كي لا تنام
لأن الأقمشة البالية لا تغيّر في شكل الخطيئة
قلت مرة :
إنني ابن السلالة التي أزهرت في مضارب القياصرة
لأخضخض بعشوائية المجهول///
وبخطوات حثيثة باتجاه غسيلنا//
هم المرشوشون بقلوب موتانا
بأكوام الأوراق// وكافور الضمائر المحتجبة
أسرارنا // ؟
لا تسعف تأشيرة المسار في اللاوعي //
كلام شائخ
وصفعات بيضاء تنهال بقريحتها على الذي بردت احضانه
// وتوالدت أصابعه فوق أعمدة الإنارة / وضمور
اللحظات المؤقتة
أيدينا تلطّخت بالضحك العريض///
نستخدم التفاصيل/ أمام شفتي الفضيحة
ليظل الحلم حائراً // أمام الورثة وقناديل إشبيلية
يا ابن ساعدة الإياديّ //
الإقامة في المقبرة
أفضل من العائد من العار
لنا صور بجانب الزوابع المُنكرة
لنا نساء ينهضن بكامل اثدائهن// ويعبرن في الكحلِ لتستيقظ الأرض
هذا هو كفني///
يعسكر في جرحه // ويخاطب نبض ظلالنا حجراً حجراً
يرتّب الإيقاع / لإجلاء الضوء / وحلاوة الخصب
لا حركة في عظامنا العارية //
أشقّ غبار الثمرة في اي وقت
لأحتفظ بكل ما قاله فمي////
_ ساطلق النار حتى ما وراء الصمت
_ سأصنع من الحجارة الكريمة فقط// كواكب تصرخ بتخوم الملابس القشيبة// وأصنام الأدمغة
هكذا تحوّلت الذاكرة إلى غرفة من عائلة التتار////
الأصابع مقفلة
والشوارع تلمع عذبة في الطريق إلى جزر من "الموسلين " والطيلسان
حتى الضوء/
صنعتُ له أصابع عذبة /// وهيّأتُ له صناديق لاستيراد الضحك الخشبيّ
وعواصف صغيرة بطعم قهوة العرب
منذ قديم الزمان /
وانا متّهم بمقايضة الجثث العزلاء// بآلام البررة
وبالشعر العربي الذي تواطأ مع علامات الاستفهام
ومع أنه لا ينقصني أي شيء حين تكون الوجوه
مرصّعة بثواب الدم ؟! /////
ساقف أمام جدار خليع
لأظل بحجم وصاية جديرة بالضياعِ /
كي لا أظل مصرّاً على اقتفاء لعاب المفاجآت المسترخية
دائماً //
اتذكّر وجهي وهو يتبادل غروب أسرارنا// وطيش
الأنهار العزيزة
وآه ..//
كم اودّ إطالة النظر في الذين يجلسون القرفصاء أمام الله.
من يأتي معي لنقول للورق الفارغ// عن مآتم أغطيتنا
وإننا خلف تلك البقاع//
نأخذ شكل سور لحماية الوحوش
الحقول امتلأت بأظافر غيورة //
ونضحك لاستقالة التاريخ من مهنة بيع الدموع
وهزهزة الخيال/
انا///
أستخدم جلدي في البحث عن هواء له اسنان تأكل الغرائز
وظِلال بشعة ؟
عثرنا عليها بأحزاننا التي تشبه ضياع البنفسج
أعلم إنني قبضت على قطعة مأهولة من الأسطورة//
وايضا زركشت املاً // بالسلالم الخارقة لجدار الصوت
الدموع//
غالباً ما يكون لها علاقة مع ملوحة القمر
فقط// لتكون لائقة أمام الذي يلتقط اللهاث من الهاوية
إنها ساعة التسوّل المكدّسة منذ قرون /
ساعة المناطق العازلة/////
والزمن الذي أدار ظهره لخدمة الأيديولوجيا الحمراء
/// والرمال المطلية بالهواء الفضفاض
يا براءة الهراوة حين استدلّت على انكسار الدمع
وارتدت حصىً بلون النداء.
الآن //
اتسلّق الزغرودة/ والأسطورة / والخرافة/ وبهجة الضجيج
واترك الموت نائما هناك
لأبني علاقة بين الأرصفة المنكوبة/ ومِزق الاسرّة
كي لا يتحوّل وجهي مخزناً للصدأ والضياع///
ودّعت بهائم الأرض //// وزجاج الشعراء // والبهجات
الضيقة
لأميط اللثام عن سقوطنا الحرّ// وَ/وثائق الإشراقِ
والمكابرات
يا جفاف المجهول الطالع من سخاء وصايانا/
في الطريق اليك//
عمّرت كهفاً للطيور الفارغة
وزنّرت الأسيجة/ بمجاديف تسكن في العلالي
أيها الهلاك الذي يجرّ استرخاء منقوش الصرخة //
وينمو فجأة في فراغ الإيهام// وصيرورة الصهوات
ها انا اتسرّب كماء أفرغ صراخه في بيوت الخناجر
وتوالد مثلي حين كنت في إهاب الشفاه المخفوقة بالنوم/// واطايب الألغام
كنت انا// وحدي
أنهض من بين مستقبل العوام// ومزيج الرغبةِ
المشبعة بالمضاجعِ/ والأغاني الحضارية / والفواكه
الباغية
ولم استسلم / لفضاءٍ / انسلّ من رؤوس أصابعي
واقتفى أثر الدخان / والكتابة/ والنكهات النائمة على قارعة الذماء - ١ -
يا صديق القماش المهذّب ///// المبهر / الحنونِ كغابة
يا حجراً / حاول أن يعيش بعمق/ ليكتب عن اغتصابٍ
يجاور امي
ويضحك على اجزاء ضائعة في اللامكان .
مثل العيون المغلقة
خلطت الأشياء بالأشياء//
ورائحة الشهداء
بالطهارات واختطاف الرضا
قد أهندس اللغة //
لألتقم الضواحي/ وأذهب بالجثث الذهبية حيث تريد
فلنترك الموت نائماً هناك../
ولنترك اسنان الأرصفة// تتعقّب الأزقّة
قد نتذوّق طعم الهواء الجديد// وقصائد السواتر التي تشبه الأرغفة / وأماكن الاعتداء
لست إلاّ أحد أشكال الهشيم الذي اغتصب المكان
لست سوى ضحكة فارغة // خطّت بنفورها / طُرُقا
للبهاليل// والخدع المشغولة بدقة متناهية
" عليّ " احمال كثيرة///
أحمال تلد كل شيء //
تلد البدايات مثلاً//// وآكلي الإصغاءات النقية ///
وكركرات الكلام
قلت : بماذا اجزّ اليقين/ وبين أصابعي مقاطع عظيمة
من الثرى
لا الخلاخيل اهدت سبيلي إلى العبور
ولا الحدائق الملأى بنافخي التراب// تاثّرت لسقوطي
هذا التراب المترف العريق/ الباسق/ المائل إلى الحمرةِ
احياناً
يتصدّى/ لجماد وجهي/ وللمقادير / المتجهة نحو يأس
جديد////
انا شقيق النوم/ والتيّه / ورحيل الأناشيد
انا علاقة الظلام بالظلام
الغواية/ بالنهارات النحاسية / ورؤى الممرات الضيّقة
فليكن لنا ألق القلوب المحلّقة/ بما قاله الرعد
هي / هي // مرآة التهتّك / ورنين المعاطف/ وإبحارٍ
هيّأ نفسه للوداع
كل ضياء/ له سلسلة للصعود
وكل قاتل / له فراغ يعبث بقتلاه
حتى عرينا///
له رشاقة حلوة / وغمام/ ولهاث يتمطّى
كما لو أنه يسمع قرع أجراس أمام تماثيل صاخبة//
وغضّة/ ولا تصغي لأحد
للفكرة / مكان احدّق فيه منذ نشات
أصارع عذوبة الخفاء والتجلّي/ لأخيط من ظلّي خلاء
مبطناً بالولائم/ وصور الغابات
إنه الوجع الذي غرق في الموائد المطرّزة بإهاب الجهالة
ونكران المحاريب الباردة//// ورضاب الخيول المثمرة
ها انا ملأت بطني بالرمل/
وعمرّت الصرخة بألف حكاية // وألف قبضة تحاول التضرّع لبكاء طليق
نعم //
احاول ان أغيب
أن أطلب من الموج/ أحاديث لها أضلاع فائقة
وأكثر بركة من التأويل
فلتكن ضدّ الصحو /// وإقامة علاقة نظيفة مع الكهّأن/ وصرير البركات
آ آه /// من صواب التعليل // واستظهار الوجع الداشر/ وهياكل الفتك
كدت أختزن الندم //
كدت أترافق رويداً رويداً مع جدل ظاهر للعيان
أتبادل العتاب // مع سوار امومتي/ وفيض تحاياي /
ونبوءة الماء
أجرّد الجدران من قوامها // لأشمّ ركضي / وركض
البطون الثقيلة // اللاهثة في وجه مهرجانها////
عارضة دمها الباذخ بين البراثن
فالنار شكّلت حقلاً من الطين
والأسئلة المألوفة بالغيب/ والضحك الطليق
أكبر حجما من صدأ يتراكم بسرعة الضوء
لا بدّ إذن
من خزف أداهمه////
أو مرقد غيم // اتناسخ فيه / طحينا بدويا ً
اغتسل معه // مثل غريب بالدمع
وأسند ظهري إلى صخرة من سكّر البلاد الرخيص
لأحاصر الأضداد ///
بفم مفتوحٍ
على هاوية


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
- الذماء : ما تبقّى من الروح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى