عبد النور الهنداوي - ماراثون الورد

( إنني لم آخذ حصتي من الخطيئة بعد)
_ قابيل _


هياكل عظمية ضائعة
وأفواه مثل ماء له سرعة خارقة
أكثر ما يشبهها///
إيقاع يحرسها من الهواء
لتجريد النوافذ من بلّورها//
ما أضيق عودتي/// وانا أنتزع الوصايا // وبعض الجواهر/
رغبة في تخريب وجهي //
لأتحوّل إلى قطعة ظلامٍ ///
تسير في قافلة//
لدي أرصفة كثيرة / مزروعة في كلامنا النهائيّ
وسلاح غائم //
وتراب فوضويّ/
ونوم جاّف/ يتسرّب من الخزائن المسنّة .//
فمن قطعة السلاح
إلى الفراشة ////
إلى تفاوض فذّ/// مع سقوط الدم // من معمارية العدم
إلى الخجل // من حفاريّ القبور /// وعبقرية الدمى التائهة
أتعذّب كي لا أكون صورة مروّعة عن العذاب
واتوزّع مثل شجر ضائع في الغبار /////
بل مثل سهم " شكّ " في خطيئة.
قد أكون زلّة قدم في التيّه
وقد أتأمّل الوراء// وهو ينقّط بخسارته// فوق إرث القياصرة
أزاحم على عودتي // إلى عتبة أكثر بهجة من رائحة الإسفلت
أتبادل الحديث عن المظالم الراقصة
وأنام مبحوحاً // مع العطور السائحة في الحجرات
أنا// في لبّ العتمة// خِرقة وديعة مثل منازلنا
أتسلّى مع الظلال بشكل مخيف
واتحاور مع تفاح// وقف شامخاً يخطب ببلاغة نادرة عن الحياضِ ///
وهجرة الأقداح المكلِفة // وانقاض الخرافة
أنحني من دون رموش
ألفلف وجهي بالخزف/// ولهاث الصعاليك/ ورُطَب الوداع.
يا أيها الوطن الذي علّمني كيف اجفّ
وكيف ازرع الثريات في اعناق الطير
وأمدّ اسناني // كي تلتقط الأنهار
كي احدّد / مدّة النوم/// ووقت اختلاط الثلج بالأجنحة
أنا ابن الطعام اللذيذ//
الفارع الطول / الفارغ من الطين /العائد من لافتات المطاط
يا قلبي ///
منذ أن خنتكَ
بدأت بتقشير الزجاج // للحفاظ على معزوفة خالية من الكدمات
وتشبهّت بالخفقان//
خوفاً على رحيل مسوّر بضربة شمس
اكاد يا قلبي/
أن اجرّدك من انكسارك//
ومن مخملك العليل//
وخَفَركَ المحمول على الراحات
يا قلبي ///
أنا ضائع بين لحظة الرماد// وخطأ الياسمين
بين الوقوف كبيدق من النعناع
وبين استخدام فمي بطريقة لائقة
قد لا أستطيع الوقوف // تحت سقف تدلّى من عنق الخلاص
وقد أكون نوعاً خائباً ///من القطيعة
منذ مدة // وانا أتنقّل من كتفٍ إلى كتف //
أحاول أن أكون فجوة // في خطاي
أو دليلاً // لا يتطابق مع الأشياء
هل يحق لي أن أجرّ أصابعي إلى أعشاشها/// ؟
وأن أقرأ ما دوِّن من كلام// عن حائط النار
سأحشو فمي بالقمح // لأتابع مشهداً ضارباً في الجحيم
وأوازن بين ليل يعزف موسيقا السقوط
وبين خشب // يبحث عن اصدقاء// ليس لهم دموع
ثمّة طرقات تحولت إلى أشقّاء للجنون
وطيور لم تصمد أمام طيرانها
وليس لي /// سوى هذه الشقوق/ وانكسار الوصال
وخدمات شحيحة للغرباء// وأمطار السهول القصيّة
كم تمنيت أن أعبر " باتجاه " العيون المبعثرة //لأتزوّد بكمية
من الأتربة
واترامى كغابة//تنوح..//
الحيطان التي ألفتها
تتذاكر عن فزع صاعق للسفر
وحقائب تتصافح بحرارة عن ممرات فيها مآرب أخرى
يبدو أنني بحاجة إلى مناحة مسلولة من قلوب الأغيار
أو إنني سليل افتضاح فجّر نفسه أمام البكاء
هي عزلة فاقت الأقنعة
هي فيض شهوة أرادت أن تنقلب إلى عراء
أو ما يشبه التكوين الذي يشبهني
كل شيء أهون من اغتصاب الأسئلة
وأقدم من لملمة التجاويف المتجانسة// وافتراش الشهيق القادم من الاوثان
أنا اتحدث// عن موسم الأنقاض الذي جرفني عنوة///
وخلاّني مثل لحظة الخطف
أعاين قلبي/// عن صيفٍ ضاع في لحظة ما
وعن فراغ كنت أحسبه حبيبي
يا أيها الجرح وانت الرحيل
انا اليوم//// اكرّر ضرورة الأدعية كي لا يسيل الأفق
وامارس هوايتي / باستدعاء الأشجار النائمة
لئلّا أعانق هباء// أبصر أقفيتنا
وتناقض مع رائحة ماهرة// كحّلت إيمانها بعزاء باسق/ وثير
هي رؤياي التي تطاولت على رفاهية الآلهة
وتربّصت مع شهوتها
لتعطي علامة فارقة للنصوص التي تحدثت بإسهاب/ عن انتهاك الرعاع للأزل
ولأنني لا أحتاج إلى متابعة الملاحة في الموت
تركت غلطتي/// كي تغمد حريقها في الثلج
فأنا إن سقطت///
سيتوارى الهواء/// لإدارة ما تبقّى من الهواء
لأضاعف من هزائمي///
وأبالغ بكل هذه الحناجر التي حطّمت ساق الأمل
ماذا لو تحوّل الحجر الذي أمامي إلى قُبْلة
وأمرت عفّتي أن تتحدّث عن اعماقها؟ //
إنها أسطوانة جذلى " في " بكاء العائلة
ألهث وراء احشائي /// لأستوطن ليلاً خشبياً فارغا
لأقتات انتصاراً غامضاً لفّني كلجام
يا لهذا الجرح//
وهذه الضوضاء // وحموضة الأحصنة // والقلوب التي ترفّ
كلّها// كلّها
تطاولت// حتى خلدت في أعشاشها
واطلقت آهات / لاذات وراء ثغورها
أنا أعرف كيف أخدع الحلم
وكيف الاغاني التي في الريّف
أومأت// بكل قوتها/// أن لا ترتطم بالتداعي الذي أوصلنا
إلى إصغاء يتردّد حول الضفاف
فرح انا بنهايتي //
وانتمائي//
والسياج الذي يحيط بالمداخن التي تئن
فلا انا عثرت على قاتلي
ولا قاتلي يحتاج إلى خدمة من الألم
بقيت جامداً// اهادن فمي من اين امرّ
أو///
كيف أصرّت عزيمتي/ كي ترتدي ملابسها التي اوغلت بالندى
ومصالحة الرنين
من هلع مضى//
من دبيب الروح///
من مخيلة رتّبت كيف تضارع الضياع
لأعود خالي الوفاض إلى بيدر الرغبات
انتظرت ماء امتي
وراهنت على إغماضة تزيد من روعة الخليقة
وما قاله القمر // عن خطته في تهريب النصوص
ساستعيد بهجتي بسخاء//
وسأمضغ الوثائق المعرّفة// وغير المعرّفة// لئلّا تكون القطيعة
سطراً// واضحاً في الملكوت
إنها مناجاة// جئنا إليها بوجوه باردة
كحفائر اليباس// ودفن الزبد خلف مالا يحصى من الخطوات
// وأكوام النوايا
ليس من شعاع / اخرج منه إليه// إلى الماّرة///
وإلى ليل اطرقه كجرح// أو كحبيبة بكامل سمائها
ليس من حبر // أجدله// واتحوّل فيه إلى طبق من العشب
وأبتلع مرارتي// وانا ابحث عن سجادة // مزخرفة بالفصاحة
وخطب التواببت///
القليل من ملامحي// صارت حصىً ساخنة
والغبار الذي ظل عالقاً في مكانه
فقد الحركة// واحتفظ ببقاياه// ليلتفّ كلثغة في الفم
في دمي//
تركض الأمتعة والناس
ومن ظلمة// تناءت بظلمتها
كفنّت كل الحقب التي قراتها//
بفصاحة اوغلت بفصاحتها
لأستذكر بوّاب الجذور/// وشناشيل الحفاة العراة
إنا الآن أمام بوابة العالم
أرى كل شيء وقد تحوّل إلى سؤال
إلى ما يشبه الظِلال النائمة
بل تماثيل // حزّمت نفسها // لانقلابات ضدّ السماء
هل أصبحت حطاماً/// ؟
انا فم /" يتحيّن " السياط/ ودقّة الحجارة الواطئة
طفل يضحك كمن يودّ أن يتسلّق أفكاره
ويلتحق بثيابه البدائية// إثر هاوية
سيّد // يحلم بوحدة// فارغة من الثقة
ويفتح فمه ليسرح قليلاً// في ذكريات منفى
هذا// ما فكّكني بغتة // واستبدّ/ بانتمائي لأكون كأظلاف
أنا ابن الأمة الرخوة
اللائذ// بنصف الجبروت// وخلخلة الأقمطة// وعصيان الذباب
انا ابن الكلام الخطأ/// ونزوة الاب الخطأ/ والفضيحة الخطأ
أتجسّس على عورتي وسترها
باعثاً بنداي// صوب قصائد منشورة على صفحات الغواية//وفواصل الجدل العزيز
احاور صيحة// تتمطّى كوحش
واحياناً // اصيح بأعلى صوتي: ///
يا سامعين الصوت
أفاخر إنني مثل اي كلام
ومن دون اسارير
أو مثل ملائكة عاطلة عن العمل
أدوّن شكل نعاسي
وريّبتي//
وامتطاء تشرّدي
لأسدل بكاء نيّئاً//على الوقاحة البلهاء
ها هو الفراغ// أبدى استعداده كي يعيد صداه
وجهّز أصابعه لانتقاء مفرداته// ليحرس// آبائنا/ ومقاعدنا
المدوّية
بكل شغف نهض من صمته إلى ذكراه
وغدت عبراته// كلؤلؤ ساخن// فضفاض
لا يعاتب اي شيء
ويطير لأي شيء
إنه يغرق في زهوّ حسرته// وجاذبية الأكفّ السخيّة
يرتجف لخجله المديد
ليستلقي أمام مصيبة/ عنّفت قرائح الأبدان
ما قبل الولادة
أهازيج مسطورة// بلوح النجاح الأكيد
ووحدي//
أفتّش عن ماء مزدوج/// فيه لحظة الوداع
ولحظة الزوابع// ولحظة الخجل
وانا //أتبدّد// أمام تلويحة تغوص في ظلّها.
غامضة صارت الوردة التي كانت تلاقيني/ صباح/ مساء
غامضة صارت الصرخة الطافية فوق غصة مجلّدة في الحلق
وغريق///
ثغر الضحية في المرآة
يا حبيبي
يا وطن الهضاب المحلّق كالقدر
الموج فيك صار نعشاً
وشهيقي بلون الفخّار المدهون بالعسل/ وآيات الاحتراز
سأكفكف عنك// لذّة الزوّار// ونهايات الجهات الرؤومة
وسأزودك بفجاج/ بمساحة حائط المبكى
يا سيد القطارات المباركة//
ومالئ الأعماق بالقُبل
يا سيدي الذي نبح من الأضداد
وصلّى في غرفة ملوّثة بالدليل القاطع إلى القلب
إذا كان لا بدّ من لغز
فأنا وانت// هائمان بالرماد المنتصب
ولعبة الجفاف التي نمارسها//
هي اصلاً برج في المخيلة
وجَلَبة// من فئة الرجوع إلى نكهة الخبز
وتسييج المجرات بالأسلاك
فَسَدَ الحريق يا سيدي
وتقطّر نور الله في خابية مبهرة
والمجهول// هو المجهول
بقايا فواصل// وصور زاهية في السراب
وكلام مسجّى// فوق رقعة الكبرياءِ
ورؤوس الأشهاد
يا سيدي///
لقد تحولت إلى ما يشبه الاثر
ومخضّب بالشائعات
وواقف وسط فيلق من الرفوف// والصَدَقات
اتواصل مع الليل/ والنهار
واسأل عن قبلات مسترخية
تجرّها عربات// فارغة// متورّطة بالعذاب
بينما وجهي/
ورث هذه المتعة عن اصابعي
وربما //
عن التِلال
وربما ///
عن الغروب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى