الماء يغسل وجْهَهُ،أثْوابَه، أطرافه بمسامك
النخل يحني هامه أعذاقه لعبورك
الورْدُ يفْقدُ في البراري لوْنه، أنفاسه
ما إن يشمّ من البعيد عبيرك
البحر ملء البحر منتحبا
على قدميك ينسجُ موجَه
سجّادة لصلاتك
من أين أبدأ وصفك
وأنا جنوب يلتقي بشماله
مهجورة كل المنازل تستحيلُ مضاءةٌ بظلالك
فقّاعةُ الصّابون...
ومَا لعزازيلَ طفْلُ السباسب
هذا الشقيُّ الكحُوليّ
في الأرْض منْ ترْبةٍ أوْ ثَرى وطنٍ
غيْر آدم من غيْر ذاكرةٍ
غيْر آدم من غيْر أجنحةٍ
غيْر آدم منْ غيْر ربّ
ولكنّه الآن في الركْنِ من وحْشَة القفْر
بين رحَى الكشْفِ والحجْب
من ألْفِ عَام قُبيْلَ الولادةِ
متّهمٌ بمحاولةِ الطيران
بعيدا عن الطبْل...
المتاه
الجنون
العذاب
الجراح
وأنت بكلّ بهائك كنهك هذا المحيّر
أخّاذة الذيل ولْهى كجنّية
كسّرت قيد قمقمها تتبختر
في هدأة الليل
فوق بساط من المخْمل القرمزيّ
على جذع خرّوبة
مثلما الآن تخلع أفعى مجلجلة جلدها الوبري
على مهل تخْلعين
بكلّ حنوّ ملابسك الداخليّة
مسْرجة الضوء حاسرة خجلا
أتْلفت نفسها
يشهق...
البيْتُ دونَ نافذةٍ
كعادته يُعْرب التُّونِسيُّ
يشيّد بيتا على التلّ من جهة البحْر
لكنّه مثلما العشّ
من غير ولولة الرّيح
يسْقط،
يسْقط في الحال
لم يدْرك السرّ
لم يدرك السرّ قال:
لعلّ
إذا
ربّما
كنْه أحْجار أرْكانه كلُّها هشّةٌ
غيْرُ مصْقولةٍ في مواقعها جيّدا
والمكان الذي أبْتني فوْقَه سبْخةٌ رخْوة،...
إلى الشاعر جميل عمامي
مريضا من الحبّ حبّك
طبع الطبيعة،
والله،
والخلق
و اللّغة البكر
لو أنّ ما بي من الشّوق يُتلى،
على جبل لتصدّع !
لو أنّ ما بي من الفقد يُتلى
على شجر يابس لتهدّل بالزّهر!
لو أنّ ما بي من الصمت يُتلى،
على قمر لتشظّى!
و ها أنذا الآن،
إسفنجة تتقرحّ
ساقي إلى السّقف أعلى
ورأسي كما...
الثورة لا تنجب شعراء بل الشّعراء هم ينجبون الثّورة. هذا سؤال يصدر عن وعي سكوني أحادي شمولي عن وعي قبلي تقليدي إحيائي لا يخرج عن كون الأيديولوجي محددا أساسيا للشعر دونه لا يلقى حفاوة من قبل السلطة مما يحيلنا مباشرة إلى المفاضلات على نحو يرسخ مقولة الشاعر الأوحد والكاتب الأوحد والمفكر الأوحد...
قالوا له:
قالوا الذين سيولدون عن الولادة أضربوا
فتبخروا هربا إلى إيطاليا
قطط المزابل لم تعد محمومة لهفى تموء
وأبحرت هربا إلى إيطاليا
الجرذان جرذان المغاور أسلمت واستسلمت
هربا إلى إيطاليا
المفتي كذلك والأئمة في القوارب كلهم
صلوا صلاة جماعة وتسابقوا
هربا إلى إيطاليا
كلّ المدارس أقفرت
إن التلامذة...