صابر العبسي - لعنة الجنرال عليك

العَصَافيرُ
والورْدُ
والشمْسُ
والرّيحُ
في البدْء جَاؤُوا جَميعًا
يدًا بيدٍ
جَلسُوا القرْفُصَاءَ قُبالةَ مدْفأتي
حوْلَ مائدتي الخشبيّة واقْتسَمُوا
الخبْز، والتبْغَ،
والخمْر، والبرْتقالةَ،
واحْتفلُوا راقصينَ إلىَ مطلع الفجْرِ
وافْترقُوا فاخْتفُوا
فلاَ الوردُ عادَ إلىَ حقْلهِ
ولاَ الشمْسُ عَادتْ إلَى أفْقِها
ولاَ الرّيحُ عادتْ إلَى كُوخِها
ولاَ هيَ كلّ العصافيرِ عادتْ إلى شدْوهَا
ولمْ يبْقَ لِي
منْ طفولاتهم غيْرُ طيْفٍ
.....
.....
.....
بُعيْدَ هبوبٍ يدٍ غيرَ مرئْيّةٍ
طالعتْني الجرادَةُ،
والجرْذُ،
والغُولُ،
والضبْعُ،
والأفْعوانُ المرقّط
جاؤوا جَميعًا
يدًا بيدٍ كسرُوا البابَ
وانْدفعُوا دُونَ إذْنٍ
يدًا بيدٍ
أكَلُوا في البدايةِ ثلاّجَتي
ثمَّ مائدتي الخشبيّةَ والمدْفأَهْ
أكَلُوا نفَسي لمْبةَ الضوْءِ،
والنّايَ والأبْجديّةَ والرفِّ،
واحْتفلُوا صَامتينَ إلَى مطلع الفجْرِ
لاذُوا بكلّ الزّوايا من البيْت
مَا غادرُوا
همْهَمُوا هازئينَ:
إذا شئْتَ فلْتبقَ
إنْ لمْ تشأْ دمْدَمُوا عاليًا
هذهِ أرْضُنا بيتنا
ما الذي جئْتَ تفْعلُه
ههنا بيننا أيّها الضيفُ ؟
مقتلعا منْ مخيّلتي، منْ دَمي،
دونَ ذاكرةٍ هكذا قدْ طردتُ
فألفيْتني خارجَ الجنّةِ المُشْتهاةِ
إلى التّيهِ في الكهْفِ حوْلي ألفّ
عثرتُ عليَّ،
علَى السّاحلِ النابليّ،
عَثرْتُ علَى الورْد فِي البحْر مغْتصبًا،
والعَصَافير منْ دُونِ أجْنحةٍ أوْ مناقير
والشمْسِ مقطوعةَ الرأْسِ،
والريح مصْلوبةً،
صاحَ بي عَابرٌ ضَاحكًا
تلْك لعْنتًه،
لعْنةُ الجِنرال عليْك
من كتاب الجنرال الذي أسقطت عرشه عربة










تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى