ليس من البدعة وصف الدكتور محمد الشرقاوي ب"بوذا" المحللين السياسيين، فهو الباحث وأستاذ تسوية الصراعات الدولية في جامعة جورج ميسن في واشنطن، والمفكر والمحلل السياسي المغربي، والخبير السابق في الأمم المتحدة. إذ يملك مقدرة معرفية هائلة، وخلفية فكرية متينة، وملكة إدراكية عميقة تُمكّنه من الفهم...
تتموّج هندسة الخطاب الرسمي حسب الحاجة في بعض الدول التي تعاني شح الممارسات الديمقراطية، وتروّج لأولويات قد تنقلب مع مرور الوقت إلى مهملات على هامش الحياة اليوميةوالعكس صحيح. وتعتمد في ذلك على أدوات ومنصات الدعاية أو البروباغندا إلى حد التلاعب أحيانا بحقيقة التاريخ ومنظومة القيم، أو "الاستخدام...
يستمدّ الجدل المحتدم حاليا بحماسات انفعالية أكثر من النقاش العقلاني الهادئ حول "تحريم" الترحّم على روح مسيحية قوةَ الدفع من قناعة بعض المتأسلمين بتأويلاتهم وإسقاطاتهم على مفهوميْن ليسا من روح الإسلام وجوهره: "دار السّلم" مقابل "دار الحرب". ولم يقسّم القرآن أو السنّة مجتمعات العالم إلى معسكر...
علّق أحد الأصدقاء على أطباق الحلويات في تدوينتي السابقة بعد ما أفادني عيد الفطر في اتصاله الهاتفي بقرب وصوله، فكتب يقول: "واش هادي فاس ولا واشنطن! مائدة غنية وقلب سخي أولئك هم مغاربة المهجر."
هي ثلاثُ حاءاتٍ مترابطاتٍ متتالياتٍ: حلاوةُ الذوق في مقبّلات الضيافة المغربية، وحفاوةُ الودّ والجوارح...
امتدّت الطاولات، وتراصّت الكراسي، وحضرت البهجةُ على طول الحي وسط بروكسيل. وكبرت الابتساماتُ في الدعوة والترحيب بالجيران وبقية السكان من ثقافات مختلفة، ومن كان متدينا أو غير متدين، لتناول إفطار رمضان مع مسلمي الحي من مغاربة وجزائريين وتونسيين وأتراك وغيرهم.
هكذا جاءت اللحظة البشوشة جدا لتختزل...
آسفُ لحال مجتمع كان زاخرا متوهجا بفسيفساء فكرية متراصة وزخم فني راق يعكسان قوس قزح متعدد الأطياف قبل بضعة عقود، وكان يثريه مثقفون وأكاديميون وفنانون جريئون وجسورون إلى ركب العالم. لكن، دارت عليه الأيام، وتكسرت الموازين، واندثرت المعايير، وشاعت شهرة المشيخات الدينية والدنيوية، كلٌّ على طريقته...
سارت بنيةُ اللغة العربية لعشرات القرون على هدي تخصيص مرادف مؤنث بزيادة التاء في أغلب الحالات إلى صفة المذكر. لكننا اليوم نشهد معركة سيميائية وثقافية في معناها ومغزاها المجتمعي المتذبذب حول حمولة "شيخ" و"شيخة"، وما بينهما من تباعد وأحكام قيمة في المجال العام المغربي.
أوساط الفقهاء والدعاة وبقية...
يعتقد فرانسيس فوكوياما، الذي اشتهر بكتابه #نهاية_التاريخ_والرجل_الأخير" عقب تفكك الانهيار السوفياتي عام 1990، أن الرئيس الروسي أقدم على ارتكاب "خطأ فادح" عندما أمر بغزو أوكرانيا.
يقول فوكوياما الذي يشرف حاليا على برنامج أكاديمي في شمال مقدونيا إن "روسيا تتجه نحو هزيمة صريحة في أوكرانيا. كان...
ظهرت النواة الأولى للاحتفاء بالمرأة عام 1908 عندما قررت 15000 امرأة السير عبر شوارع نيويورك للمطالبة بساعات عمل أقصر وأجور أفضل وحق التصويت. وبعد عام، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي اليوم الوطني الأول للمرأة. وكانت كلارا زيتكين، الناشطة الشيوعية والمدافعة عن حقوق المرأة، هي التي اقترحت تكريس يوم...
لا تتريّث قواميس حياتنا اليومية خلال الحديث والكتابة عند التمييز المفترض بين مفهوميْ "الكينونة" و"الوجود"، مقابل تباين دلالاتهما في اللغات والثقافات الأخرى. ويكمن التحدي الدلالي في أنه ليس لفعل "كان"، و"يكون"، معنى وجودي existensiel كما في الفرنسية، أو existential في الانجليزية، أو sein في...
هي أخبارٌ غدت اعتياديةً عن البؤس السياسي وضياع البوصلة في هذا العالم المضطرب: أممٌ متحدةٌ تائهةٌ على مسرح بهلوانيات مجلس الأمن وأنفة الخمسة الكبار، ومدرّعاتٌ روسيةٌ تلتهم أراضي أوكرانيا، وملايينٌ جددٌ من اللاجئين نحو دول أوروبا تزيد أحوالهم الغمً غمّا على مآسي المستضعفين في اليمن وسوريا وليبيا،...
استرعتْ انتباهي أمس تدوينةٌ مثيرةٌ ومصحوبةٌ بأغنية "راحلة" إحدى رائع الفن المغربي التي يغنّيها شريف عبدو من السجل الرفيع للرّاحل محمد الحياني. وأخذتني اللحظة بعيدا في تأملاتي وحسرتي على ما غدا ازدواجيةَ الشخصية، أو انتكاسةً فنيةً وإعلاميةً، نعايشها ونعانيها خلال العقود الثلاثة الماضية.
كتب...
يتحدّد مستوى الصراع عادة في أي أزمة أو مواجهة مسلّحة بتوازي الفعل لدى طرف وما يلوّح به الطرف الآخر من أدوات الردع لقلب معادلة التصعيد إلى القبول بالجلوس إلى مائدة مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة. وحتى الساعة، ليس هناك استعداد لحوار سياسي بين الكرملين وقيادة حلف شمال الأطلسي والبيت الأبيض.
يحذر...
في أواخر مساءٍ باردٍ، قادني تصفّحُ الفيسبوك إلى فيديو مركّب من سجال بَدَا انفعاليا في أغلبه بينها وبينه بلغة قدحية ووعيد متهوّر. بيد أنه يجسّد عيّنةً قائمةً بذاتها ممّا وصل إليه تردي الخطاب السياسي في المغرب. ويدور هذا السجال كمعركة جانبية حول متاهة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وكيف ضاعت البوصلة لدى...