د. محمد الشرقاوي - تسألني..

تسألني فجأة: لماذا لَم تعُد تسمع عزفَ كَمَاني وشدَى رَبَابي؟
هي أغنيةٌ معبّرةٌ نظمتُها من وحي شعري وفيض انسيَابي
هي تقول: أين غابَ الكلامُ الجميلُ، وأين همسُ حُبَابي؟
وهل ذبُلَتْ الورداتُ الزاهياتُ في ربيعي وريّ تُرَابي؟
ولِمَ السكوتُ بعد أن حلّ رمضانُ خاشعًا فيا وفي رِحَابي
وهل غاب الإلهامُ، فتضخم الزهدُ في صمتي وانسحَابي
كيف يقلُّ الكلام المسافر بيننا وبين بلاغتي وسخيِّ إسهَابي
وكيف صارتِ المفرداتُ حيارى في قواعد نحوي وإعرَابي
هل تبدّد طيفُ ضحكاتِها المثيرَةِ من صفحة بُحيرتي وصفاء أهدابي
أم غيّرتُ جلدتي أو ملّتي، أو عدّل القلبُ أوراقَ هويتي وانتسَابي
كيف يتوقّفُ نسيمُ البحر الحالم بين موجات ذهابي وموجات إيَابي
ولماذا يتيهُ الأنس هائمًا على وجهه، فينكسر الزجاجُ في أكوَابي؟
فقلتُ: كلاّ سيّدتي، النفسُ مملكة فسيحة الأمصار بين تقوايَ وحُبَابي
والربُّ يريدها معادلةً قائمةً بإنصافٍ بين خشوع تعبّدي وعشق لُبَابي
نداءُ الله لا يلغي سماحة الحبّ، وإلى حكمتهِمَا يرنو عهدي وثوَابي
أنا منذ آدم أحمل جينات الإيمان والهوى، وبينهما تداخلت أسبَابي
جيناتٌ تظلُّ حيّةً، وبها تتوهج شُعلة الوجود بين أخشابي وأحطابي
والحب غيثٌ من السماء لكي لا تصير الوردة ظمئى بين أعشابي
لا يضيعُ الدفءُ من قلبٍ جامحٍ يتمرّد على صدري وقميصي وجلبابي
أنا طائر يطوف بين أسفارٍ وأمصارٍ، ويصنع لك عشا من حرير أثوابي!

[HEADING=3][/HEADING]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى