بتُّ أعتاد "كثيراً"
يا أبي
أنْ أصدِّرَ التجاهل
واللامبالاة...
تدري متى؟!
كلما تعمَّدَ
من يجمعُنا معه
بيتٌ واحدٌ
فَتْحَ النوافذِ
عندما تهبُّ الريحُ
أو ثَقْبَ السقفِ
عندما يقرِّرُ الغيمُ
أنْ يبكيَ عاماً كاملاً
أو تعليقَ أيامِ العمر
في عقرب الثواني
الموجود في الساعة
الحائطية
في منزلنا...
عادَ ابنيْ من هجرتِه
ثماني مراتٍ في نفس القارب المطَّاطيِّ الذي عبَرَ به إلى جُزر اليونان في المرَّة الأولى.
أمَّا الثَّانية فكانت في حُلمي الذي استيقظتُ منه باكيةً عندما أتاني في المنام غاضبًا ومعاتبًا:
- لماذا وافقتِني على هجرتي... ها؟!
لماذا رميتِني في البحر؟
ألم تخشيْ عليَّ من الغرق؟...