رأيتُك البارحة- بينما كنتُ أُحكم إغلاق قلبي، تنتظرني -عاريًا- على قارعة الليل، حتى أعودَ من حلمي الطويلَ بكَ، ولمَّا عدتُ- بعد أن أيقظتَني- سألتُك: لماذا أنت هكذا دون ملابس؟!
أجبتَني: الليل ستِّير يا فتاة، ثم إنني أُنجبُ ذاتي بدل من أن تُنجبيني كل ليلةٍ، وقد تخلَّيتِ عن ذلك مؤخَّرًا، ولعلمكِ لن...
عندما طلبتُ من أمي، وأنا بعدُ جنينٌ في رَحِمِها، أن تحدِّثَني عن الألم، أنجبَتْنِي
وعندما لفُّوا جسديَ الغضَّ بغطاءٍ أبيضَ رقيقٍ، طلبتُ منها أنْ تحدِّثَنِي عن الأمل، فأرضعتْني
وكنتُ كلَّما طلبتُ منها أنْ تحدِّثَنِي عن الحبِّ، كانت تُطيلُ النظر في عينَيْ مبتسمةً،
فأُزهرُ
ولم تلبثْ أسناني...
كثيرًا ما أحببتُ لعبة الغُميضة، خاصةً عندما كنت أمارسها في بيتنا الكبير، مع إخوتي الذين كانوا يعرفون مخابئ حقيقيةٍ كنت أجهلها تمامًا، وكانت هذه المخابئ تتجدَّد في كلِّ مرةٍ، وتتغيَّر دون أن تنتهي، ودون حتى أن أتمكَّنَ من الإلمام بها.
كنت أقف ووجهي إلى الحائط بعد أن أكون قد أسندته إلى ساعدي...
بين كتبٍ عديدةٍ منضددةٍ على طاولتي، وقريبًا جدًا من نافذتي، وضعتُ كتاب (حتى يولد العالم) الصادر حديثًا عن دار روافد للنشر المصرية، وقررتُ أن أجعل صورة غلافه خلفيةً للصباح، غلافه الذي يحمل صورةً لرجلٍ أدار ظهره لماضيه، وراح يشهد تبدلات عالمه الحاضر، ويتأمل تشظياته، وكأنه قد شهد ذلك من قبل، بل...
تطبخ، بعد منتصف الليل، وهي ترقص، وقد حبست ثوبها الفضفاض تحت نهديها بالأستيك المحبوك بثوبها، تتقافز بين الأواني والصحون على وقع أغنيةٍ صاخبةٍ مرت كإعلانٍ على اليوتيوب، فجأةً ينقلب الإيقاع الصاخب إلى لحنٍ هادئٍ يأسر الروح؛ فترق ملامحُها وهي تتمايل بغنجٍ على الإيقاع:
"امتى الزمان يسمح يا جميل...
تاهت بشباك وجهي العيون
حتى فتحت لها نوافذ قلبي
لتجلو سوء الظن
وغبش الغيم
فكيف لا تراني السماء
الواسعة
أمشغولةٌ هي بتهيئة
المطر للهطول!
هل أصادق علبة الكبريت
لحظة وقوع البرد
وندرة المواقد في الأماكن
لأدفئ صقيع روحي
وأحكم على الكبريت
بالموت!
هل أوقف ظلي
في المسافة الصفر بيننا
فتتشابك أيدينا...
أنا لستُ بخيرٍ
يا طفليَ الوحيد
الألمُ الذي يسكنني
لا يُجديْ معه حتى البتر
لو تعلم حدَّةَ الألم
الذي يقتاتُني على مهلٍ!
الألم الآن ...
في أشدِّ درجاته
هو كرصاصةٍ في القلب
عاجزةٌ أنا عن سدِّ ثقبها
وإيقاف النزف
لأعود -ولا أريد أن أعود-
إلى ذاتيَ المجلودة
بسياط لسانك...
لسانك الذي أشتهي
أن...
تميزت نصوص الأديبة القاصّة أ. إيمان السيد.. بطابعها البلاغي وانزياحاتها الرمزية أو الخيالية الحادة، وغالباً ما تثير ذهن المتلقي أو القارئ- النصوص- فكثيراً ما تستخدم المفردات غير المستهلكة وتقوم بخلق صور إبداعية تعبيرية لمشهدية فكرة النص أو حدثيته أو قد تخلق حدث ما من آفاق مخيالها لتطرح فكرتها...
القاص ياسر جمعة.
(ما لا تراه العيون)
يقفز الرجل الوحيد من الحلم إلى أرض الواقع، لا تتحمله قدماه، يقع، يعتدل جالساً ويتلفت حوله.. يرى وجوهاً كثيرةً بملامح غائبةٍ في الأسى والجهامة، تعبره.. تعبره وتغيب في بحر النهار الذي يخنق ضوءه الغبار الكثيف، يغمض عينيه متنفساً في راحةٍ لعدم انتباههم له، ومع...
لابد أن تتوقف العقارب ( و يصمت ) الزمن _مع لعبة الملك الذى يتحرك
_ على رقعة من لونين _هما الموت و الحياة
لكن التراجيديا \ الملهوية فى لعبة الملك هذه أنه قد يسترد عرشه_
_ بعد فترةٍ ربما كانت دقيقةً فى دورٍ ثانٍ بأملٍ جديدٍ .
هو كلاعبٍ تزلج فى صالة الجليد يمكنه أن يسقط سقطةً مدويةً .. ثم يقوم، _
_...
لا تقعْ في حبِّ امرأةٍ :
تُتقنُ الغوصَ
في لجج الضَّياعْ
لا تقع في حبّ امرأةٍ :
منها لن تنال ابتياع!
لا تقعْ في حبِّ امرأةٍ :
تتكلَّم بعينيها
وتبوح بيديها..
ولا تتعثَّرْ
إنْ زلَّتْ بالحبِّ شفتيها
*
لا تقعْ في حبِّ امرأةٍ :
عصيَّةٍ على الفهم
كما نيسانْ
ولا ينفذْ منها
سهمٌ خالطَ الوجدانْ...
اعتاد أنْ أقدِّمَ له حبة شوكولاته كل صباحٍ قبل أنْ يتناولَ طعام إفطاره، لم أكن أهتمُّ أن أحصلَ منه حتى على بندقةٍ منها؛ إلا تلك التي تسقط من فمه ،فتاتًا، وهو يقضمَ القضمة الثانية منها، كنت أتلقَّفُها بكل حبٍّ وأضعُها في فمي -مبتسمةً- دون أن أُشعرَه بذلك، بينما كان يأخذ رشفةً من فنجان قهوته،...