عبد الأحد بودريقة

وطاروا .. قاس أكتوبر ، عميق، وعريق بروح ضاقت ،تخمرت ، واتسعت في دويّ مشتعلا بأشلاء اللحم الفلسطيني في أفواه العالم ومباركة مرايا الزعتر ، غضبا يسطع من عروق الحجر يا محمود الطريق واضح إلى سر الأصول سواعد الحلم قامت نطق الصدى بدفئه الوجودي ثقنا بالماء ، بأثر الفراشة وجاء يوم آخر .. كبر...
قُــلْــتُ لــي يتقدم الليل ،وأتقدم في الضحك أقرأ فيه ما يسقط في الظلال بين أجنحة الصمت أتوقف لا شيء غـائب،الكل معي في ممكن وهذا الليل لا ينتهي ، إنه غـريب ! يسري في الحرف، في الحلم ، وفي الأرض يؤسس شرفاته ،ويعد ولائمه لكل متمرغ في فتك الحرائق لغـزفضَّاح ينثركل شيء في الظل ، والخيال ،...
سألتني سحابة كنت طالبا ، وكانت الفكرة وهْجا يشتعل أما الآن ، فالفكرة مفقودة ، وأنا لا أحد * الساعة تدق ، وحروب كثيرة ،في الرأس، تندلع الوقت يتدخن * أقيم في هبوب الاحتمال بكلمات تطارد ما يتخفى ، غموضا وغيابا أدع للريح حرية اللعب بين الجرح والموت وأعيش الشعر كالوردة السوداء * من لم يفهم...
أمشي إلى الشرفة أنظر وأعود الفراغ يلتهم كل شيء * مَن يُسمِّيني في هَذا الفَراغ ، ويَمنحُني إشارةً لأرى ؟ * الكَلماتُ تجيءُ عمياء كيف أضيءُ لهَا دَرباً ، وألبسُها وَردةً كي تحلمَ بالنًّهار ؟ * النوم لا يأتي ولا مكان أذهب إليه أنا وظلي ، ظلي الذي أبحث عنه * أنا هنا مع الجدران ،والمسافة عيني...
بدأ الأفول ، لا شيء يلوح ،لا شيء سيأتي وحده الصدأ يقرأ أهبط إلى مملكة ليس فيها غير ظلال وحشتي تتأرجح سلاما للشوارع ، لمقاه صارت أكثر صفرة لأياد انمحت من لونها وندائها للجامعي الذي أطفأ ناره ، وسقط في مقصلة التدوير للنقابي الذي تدحرج في الحسرة حتى اختفى سلاما لكل من انتظرني ، وفهم ثقل صمت...
إلى شاعر لا أبدا ، أنت لا تحلم ،أنت تظن أنت تتساقط من مرتفعات إلى كهوف ظُلمتُها اللغة حيث لا وسيلةلتشكيلات الفوتوشوب أمام عالم يحترق . لك الوحدة والحرية والدهشة تثرثر على خرق سوداء، ولك أن تنحت خيط ضوء ، وترى بعينيك تلك الجملة المجهولة ، المعجونة بالروح وبالظلام ، الجملة التي يتخثر فيها...
ضباب ضباب في حنجرتي وعلى أوراقي يرقص به أمشي كالأعمى في الشوارع وكل ليلة يتحول إلى امرأة مفقودة ، تشم رئتي وتهديني قشة ضوء ، تغرق في قطرة ماء في ما لايرى ، ما يتدفق من الروح ، ويتبخر خارج حدود الأبعاد ، ويأخذ عطشي إلى إيقاع مخملي أخضر ما أباركه ، وأسيجه بعشب الجراح ، وإذ تتفتح عيناي ،...
قال الظل كل صمت يخيط فراغاتنا نحن في حاجة ،ربما إلى ظل لا نتوصل إليه ، وربما إلى هواء لا يوجد إلا في شقوق بذاكرة الميتافيزيقا دائما نصل ،ولا نصل ! * القلب الفارغ لا حاجة له للصمت أوللكلام هوذا الإنسان ، الشبح الآن نص كامل شيء داخل أشياء بقايا من دخان آدم ! لا هاوية ، ولا غرق يوقظه * نكتب ما...
.. وبقي السر أخرج من البيت من الشوارع من ثرثرات المقهى من الآخرين في الجرائد ،في الكتب ،وفي النت أحزم ظلالي وأطلق عليها رصاصة هجرة فأتصدع العبارة لا تكتمل ، آخرها صمت أوراقي لا عبت الريح طويلا وفي الخريف سقطت على وجه الماء خفيفة ، بشجاعة تنساب وقد انتهى الكلام وبقي السر ! أكتوبر ٢٠٢١
يداك نهران يداك نهران ، وأنا الصحراء أنا التائه الذي يبحث عن جسد ، وعن أثر أكون كما أشاء أنا نفسي، وأنا الشبيه ، وأنا الآخر أنا الكائن ، وكل كائن يقاتل القبح ممتلئ بي .. بغربتي ، بندبة الصمت بحيرتي تنضج فيها سنابل يتمي بكل أصوات الظل ، وبكل غيمة تجيء تلمع من سماوات مختلفة يداك من تفاح لا شبيه...
وردة لا تصالح إلى صاحبي عبد الرحمن الغندور أستاذا نبيلا ، ومناضلا شريفا ، معتزا به منذ عرفته بقاعة الدرس لا يغير إلا ملابسه . كسروا الوردة يا صاحبي كسروها .. لك رحيق الرفض منها ولي رائحة منك تدل علي ، وتشتعل في أصقاع الجرح لنا ما تخفى بيد النسيان بين شقوق الروح لنا ما تركت الأيام منا...
رجل غامض رجل غامض يختنق بالساعات الطويلة يتسكع في بلد يمضغ الفراغ يمشي في شارع خال يحلم .. يؤمن بمكايد الشعر بالوردة تنبثق بطيئا من صدع الليل وبالأعشاب البحرية يموت في حضنها رجل غامض يحدثه ظله ،يوهجه ، ويخدعه إذ يفكر في سماء أخرى متعب من التذكر والنسيان ، والرايات والشمس متعب .. متعب من أوزان...
سأظل أضحك حقيقة وردة في الظل ، الضوء يشك في كل لون ، والظلام وحده حقيقة * عماء لا أرى شيئا كل ضوء يذوب في ذاته ، والذاكرة شرارات تبرق ،وتنطفئ * الغرباء لا أحد الغرباء وحدهم يتحدثون في الظلام يننتظرون غيمات تمشي بهم إلى كمائن غامضة ! * خط منحرف عبر رغوة الكأس تعبر صور تعيد كتابة الحلم الهش...
ما لك واللغة ؟ ما لك واللغة ؟ ادخلها ! لن تخرج إلا ميتا لا تحمل ظاهرا، ولا أشياء لا تخف ! نولد ، ثم نعلق في أوهام أليس أجدى أن نعلق في الامتداد ؟ * في السفر المزدوج ولدت وكان لغتي من لا يسافر لا لغة له * لغة الحليب موت متكرر فاشبع موتك في وجود مظلم لا أنت عرفت الأم ، ولا أنت ساءلت ذاتك...
أحب هذا الطريق أحب هذا الطريق أسير فيه مع الضبابيين كما معبدي ،حيث السكينة تختلط بأصوات الشعراء ، وأبطال الملاحم ،والملائكة الموتى متوحدون ، في عيونهم تشتعل اللغة، وعلى جباههم ندبة شرار بعيدون لكني ، أراهم يخدشون الغيم ، يصعدون بهدوء في موسيقى هادرة ، كأجنحة تخرق الظلام * أحب هذا...

هذا الملف

نصوص
72
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى