مُتعـــــبٌ

مُتعـــــــــــبٌ

علَى سَطح النَّهر زهرةٌ وحيدَة بيضَاء
ضجرَت فسقطَتْ
لقدْ دوَّخَتهَا شَطحاتُ الرِّيح
هَاهيَ تغتسلُ
تُضيءُ بصيرتَها
وتَحلم ُبالأعمَاق
وهَا أنا أسمعُني طفلاً يضحكُ في الحدائق
والبياضُ يغمرُ غُرفتي
يا له ُمن سفر وَاقعيّ أكثر من الوَاقعيَّة !
يالهُ منْ سرَاب !
منْ فَراغ خَاطفٍ وأنَا أخطُو في اللامكان !
وقتٌ أخضرَ يُشعّ
في الصَّمت /في المَوج /في السُّحب /في الجهات
في بداهة القلق وظلِّ الأجنحَة
في نَشيج الفرَح الضَّائع
في الشَّك الشَّفاف حيث تَتعلّمُ الرُّوح دَهشتَها
وتشقُّ تُربةَ الضيَّاء
في الحَيرة تَحرقُ كلَّ الشِّفاه ليَفيضَ كأسُ الحُبّ
لتشرقَ الأسرَار وتَختبئ عن الأعيُن
متعب بما يكفي ،
متعب من كل لون ،
من كل الأغاني المثلومة بصدإ الخلايا
وهذا العواء الدخان
يتصاعد من صيدلية النصوص
من كل عربدات الحب والخيبة
من كل ظل يغافلني ،
ومن كل غيمة تتخطفني ،
وتدخلني خمارة الهاربين إلى الفقد
متعبٌ ..
وكلما كتبتُ سقطتُ في الصمت !
كزهرَة وحيدَة بيضاء
يَستقبلهَا النَّهرُ الشاسع الوَديع ،
مضيئة ًولا معة ً
كشُعلة تكشفُ عن الفرَاغ !

يوليوز ٢٠١٨

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى