عبد الأحد بودريقة

.. وبقي السر أخرج من البيت من الشوارع من ثرثرات المقهى من الآخرين في الجرائد ،في الكتب ،وفي النت أحزم ظلالي وأطلق عليها رصاصة هجرة فأتصدع العبارة لا تكتمل ، آخرها صمت أوراقي لا عبت الريح طويلا وفي الخريف سقطت على وجه الماء خفيفة ، بشجاعة تنساب وقد انتهى الكلام وبقي السر ! أكتوبر ٢٠٢١
يداك نهران يداك نهران ، وأنا الصحراء أنا التائه الذي يبحث عن جسد ، وعن أثر أكون كما أشاء أنا نفسي، وأنا الشبيه ، وأنا الآخر أنا الكائن ، وكل كائن يقاتل القبح ممتلئ بي .. بغربتي ، بندبة الصمت بحيرتي تنضج فيها سنابل يتمي بكل أصوات الظل ، وبكل غيمة تجيء تلمع من سماوات مختلفة يداك من تفاح لا شبيه...
وردة لا تصالح إلى صاحبي عبد الرحمن الغندور أستاذا نبيلا ، ومناضلا شريفا ، معتزا به منذ عرفته بقاعة الدرس لا يغير إلا ملابسه . كسروا الوردة يا صاحبي كسروها .. لك رحيق الرفض منها ولي رائحة منك تدل علي ، وتشتعل في أصقاع الجرح لنا ما تخفى بيد النسيان بين شقوق الروح لنا ما تركت الأيام منا...
رجل غامض رجل غامض يختنق بالساعات الطويلة يتسكع في بلد يمضغ الفراغ يمشي في شارع خال يحلم .. يؤمن بمكايد الشعر بالوردة تنبثق بطيئا من صدع الليل وبالأعشاب البحرية يموت في حضنها رجل غامض يحدثه ظله ،يوهجه ، ويخدعه إذ يفكر في سماء أخرى متعب من التذكر والنسيان ، والرايات والشمس متعب .. متعب من أوزان...
سأظل أضحك حقيقة وردة في الظل ، الضوء يشك في كل لون ، والظلام وحده حقيقة * عماء لا أرى شيئا كل ضوء يذوب في ذاته ، والذاكرة شرارات تبرق ،وتنطفئ * الغرباء لا أحد الغرباء وحدهم يتحدثون في الظلام يننتظرون غيمات تمشي بهم إلى كمائن غامضة ! * خط منحرف عبر رغوة الكأس تعبر صور تعيد كتابة الحلم الهش...
ما لك واللغة ؟ ما لك واللغة ؟ ادخلها ! لن تخرج إلا ميتا لا تحمل ظاهرا، ولا أشياء لا تخف ! نولد ، ثم نعلق في أوهام أليس أجدى أن نعلق في الامتداد ؟ * في السفر المزدوج ولدت وكان لغتي من لا يسافر لا لغة له * لغة الحليب موت متكرر فاشبع موتك في وجود مظلم لا أنت عرفت الأم ، ولا أنت ساءلت ذاتك...
أحب هذا الطريق أحب هذا الطريق أسير فيه مع الضبابيين كما معبدي ،حيث السكينة تختلط بأصوات الشعراء ، وأبطال الملاحم ،والملائكة الموتى متوحدون ، في عيونهم تشتعل اللغة، وعلى جباههم ندبة شرار بعيدون لكني ، أراهم يخدشون الغيم ، يصعدون بهدوء في موسيقى هادرة ، كأجنحة تخرق الظلام * أحب هذا...
زاوية بعيدة (نصوص قصيرة ) ١- مرَّ يوم آخر مرَّ يوم آخر سافرت فيه صفحة إلى التراب، أناهناك ،وثمت ما يسقط هنا الأمر صعب ، أن أفسر حمى بين التراب والضباب لأني متورط في علاج طويل بالخيال، وحلم لن يحدث ، ولأني ،كأي بستاني علَّمته نظرات الوردة ، أتجرأ : الحياة لم تعد جميلة ! وليست هناك حلول ...
الكلمات تثق بالرحيل الكلمات تنسى ماكانت ما قالت على رمل الصحراء أو على شط البحر تموت ،وتحيا ولا تهتم لا بالحياة ولا بالموت ولا بزرقة السماء ، أو بخضرة الليل ولا بسحلية تقضي وقتها على صخرة تحت الشمس الكلمات تثق بالرحيل ، بالجناح ، بالكأس ، بالفاعل ،وبالدائرة بالنفَس ، بالنهر لا...
موسيقى صامتة تقودني ، تفرغ روحا ، مبقعة بظلال ،تتسكع على حافة الليل ، وأنا منشغل بلغة الطير ،أتقلب في رقصات المعاني لكل رقصة صمتها، كثيرا ماتلمع من غيمة بروحي تذوقت الصمت ، من يومها انسكبتُ في غابة لحيرة الضوء أيها الشعر، خبئني في صمت أول الحياة ! يحتاجك ظلي ، لكي تسطع اللمعة أكثر، وأقرأ...
في البدء كان الصمت دون أذن ثالثة الكلمات لا تعني شيئا * عسل في السم تلك هي الكتابة ،يتذوقها من علموا أنها خدعة كالحياة ! * العلامة رحلة إلى اللاأين تنمحي فيها الأنا والأنت ، ولايبقى شطح ولا كأس ،إنما شم لرائحة الكينونة * ما لم تسافر لن تستغلق في حيرة الحيرة * مهما حاولت لن تكتب نفسك ستكتب...
لا مرفأ أمس ليلا ، حلمت بشبح يمشي في الشارع ، أمام مبنى العدل الكئيب كان الشبح يتقدم في هيئة نور ، السماء مثقلة بالغيوم الأشجار حزينة تتنفس ، وتتحدث بعشق السماء ربما كنت أنا شجرة أيضا ، أوكنت أقف هناك ،دون أن أفهم لماذا؟ وربما كنت غائبا، كأي ميت لازال يحلم أو يبحث عن رغوة الحب في كل هذا...
لعبة الارتفاع مفتونا بارتباك ، غامضا ،وجريحا، وغير مطمئن منذ ساعات وأنا، على مقعد صغير ،أمام النافذة ، أقرأ كتابا عن الظل ، وجذور الشعر تدخل زوجتي ، وتبتسم يتغير الهواء قليلا .. وتعرف أن صمتي سيطول أن أوهامي كانت كثيرة، وأني الآن ،أحفر في الرمل .. تعرف أني عارٍ ، مليء بالصمت، ومغلق ، وأني...
ما الذي سأفعله الآن ؟ ما الذي سأفعله الآن ؟ أشرقت الشمس كعادتها لا شيء يكسر طاحونة التكرار كتب هنا ، وأوراق هناك تتمرغ في وحدتها إبر ،أقراص .. ووصفات للحرب ، وللسلم هواجس لما يمكن ،ولايحتمل قصائد كفنجان قهوة بارد، كمفارقات ، وتسليات حمارة الحياة وما لا يعد من تخمينات تغزو الرأس عتمات...
لو كلمة لوكلمة كلمة بين اللاوجود والجنون بين الضيق والفراغ بين الموت وجدار الورقة لو كلمة أخيط بها هذا الجرح الذي لا ينتهي أبدا "الهنا ، والآن "، ياله من إغراء ! "حضرة الخيال " ، يالها من متعة لطرد الشبح ! لو كلمة تستطيع ألا تقع في فخ صيدلية اللغة ، الفراغ، والغياب، والحلم الذي لا يصنع...

هذا الملف

نصوص
75
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى