عبد الأحد بودريقة

يهمني اللامكان أنا هنا أنزوي في غيومي وأنتظر الليل لأحولها إلى شموع تلك أرضي لا أرى فيها أحدا أتجول مطمئنا لكوابيسها لحناجرها تسألني .. * أنا هنا أسيل في أرضي لا أملك غير ناي من شمس قلبي نحته غامضا يحدثني بما لا ينسى ولا أعرف من كنت ، ومن أنا ! * أشعر بالطفو ، لأني لست في الحلم ولا في...
أخاف أن أفقد فمي ! صوت سيارات تعبر الشارع يمر الوقت ،تمر الصور ينمحي ظل يندلق آخر من سقف الذكرى أسمع ما تقوله موسيقى ، ولا أفهم ما قاله بيساوا عن الفراغ ما زلت أحلم بالهواء النظيف بالطريق تحرسها الشمس "نموت ولا يموت اللهيب " أرى وردة، وماء في سرداب طائرا يشبه ديوجين ،يغني في مقبرة...
معزوفة الضحك ضاحك في كل وقت أحدث نفسي كثيرا ، ولا أُحْدِثُ شيئا في هذا الفراغ * مجازك أيتها السيدة الوجودية بلا أهداب وكفي بلا أصابع وهذا الليل طويل .. هناك خلل ما في شرفتك انكسر فيها النبات وغابت عنك أسراره وأنا ليس معي غير غيم محبة أسهو به أنصت لمطره يسقط علي ، وأسير فيه على هواي * لا أحتاج...
سأتبخر كغيمة صغيرة سأتبخر كغيمة صغيرة سأوجد حيث لا يوجد شارع رمادي، أو أخضر ، ولا تاجر بنزين ، ولا مقالع ، ولا سجن ، ولا منفى يوما ما ، سأستريح من مسافة أتعبتني بالعناق المستحيل ، لي وقت لا يمكن حسابه بالتأويل بداخلي ، كأي حالم ، جسر لا مرئي يخبئ سطوة الصمت ، الصدفة ، واللغة التي تبرق في...
مِن صَدع الغيّاب وهواء تبقّى خَواتم طَيف تَجيءُ الأغاني ، زَرقاءَ كومْض المَـوت تَتصاعدُ ،وتوقدُ شَمعةَ النسيَان سَكراتٌ تَتخطَّفكَ إلى برْق بَعيد وأنتَ كَشطْح الصَّمت ، كَوقْت أبيَض يَهذِي ، تَختطُّ بَصمَةً بينَ الشُّعلَة والصَّدى وتَجرحُ اللَّيل بأغْـنيّاتها لم يبقَ من الحُبِّ غيرَ الظِّلال...
كصبار كبير بأشواك وردية وأزهار صفراء أجلس قرب النهر أرى ظلي على وجه الماء أنصت لقلبي يشرق في البعد ، والغياب أقول للحروف اتسعي ، وخبئي هذا الحب حتى لا تخطفه السكاكين لم أعد أفهم هناك عطب ما يذكرني دائما بقابيل وهابيل بالقراصنة ، وبالفرق يحملون سيوفهم الطويلة يرغبون في هدم البيت العتيق لم أعد...
أحبكِ شعلة في كثافة ليل اختارت أن تمتد إلى أعماقها وعلى يدي تُسقط كثيرا من الصمت أحل فيه باحثا عن كلمة تتعرى ، ونجمة تعلو في فراغ يملأ * أحبك كغبار الحروف في معناه السري ضوء أسفل الذات هواء مرتفعات وخفة مجنحة ترى الفرح الأسمى مأهولا بالآخر ولتسلخ جلودها الذئاب في جحيم وجودها ! * أحبك قطرات تُملى...
ما كنت أعرف ما الذي يجعل الطائر حزينا اليوم جاء سرب وانتصبَ أمامي هل يعلم أن لي حدائق ،وموسيقى ، وعواصف من نار أهبط فيها ،فتنبعث الكلمات ؟ وأن لي فراغا يذبحني بالصمت تأملت السرب ، والسرب يتملاني فجأة ، والشَّمس تزحف إلى المغيب ، أطلق صرخات ، وطار كل طائر حلق في اتجاه هَل هو الوقت أم هو ظلِّي...
أَرأيتِ ..؟ هَا الوقت يستريح مني الضَّبابُ يَتجدَّد ، يَنزلُ بي لَقدْ مرَّ كلُّ شَيء وَحدهُ الصَّمتُ يَتجمَّعُ الآن الكونُ يصيرُ بحَجمِ القَلب وفَجأةً سَيحلُّ الظَّلام ! أرأيتِ ..؟ لا مَرايَا ولا أثَر إنهُ الرَّملُ يُتعتعُ في آخِر اللَّيل وتَرتيلَةٌ وضَّاءة في غُموضٍ تَحضُر تَرميني في عُرس...
بعدَ قَليل سيَأتيه الطِّفل سَيجلسُ أمامهُ في صَمت ثُم تَشتعلُ النّار ويَدخُلانها معاً مذْ كانَ طفلاً اشتهى أن يَسرقَ النّار ليرسمَ النُّجوم ووجهاً آخرَ للعالم ! بعدَ قَليل سَتفتحُ قلبهُ اللُّغة ، سَيخرقُ كلَّ شَيء وسَيطير ! سيضحكُ منْ كل أعداء الحُبّ ستأتيهِ الأزهار ورائحةُامرَأة من زمَن موحِش...
ولادة عسيرة قلبي لا مكان له إلا الصمت * العودة إلى الحياة أشجار عارية * العصفور يعلم السر كما الصوفي * الوردة نعرف قيمتها بالخراب * العالم شاخ والشعر راكم عزلته * صياد الكلمات لا منار له ولا مرفأ * من ضجيج الليل لا تأتي الأحلام * الحضارة سرقت منا الروح وتركت لنا الطين * دهشة...
وأنت تتذكر تأتي إليك النار وما تبقى من الجرح مثل حياة لا تخطئ المعنى تعرف الآن أن النسيان صمت في عناقيد الروح وأن الحب لا يكتب إلا برمش العين تعرف أن تكون كما تشاء كل شيء فارغ يستسلم لنارك الطارئة لهذه الثمالة الغامضة التي تمر وتجعلك تضحك ،تغيم وتفصح متعثرا بالوجوه ،بالمتع وبكل البؤس...
قال لي عاشق ماء لا يعليك يخنقك وحيرة لا تضيئك تعدمك وكلاهما سفر فأطلق العنان لما ينساه اللسان لتنساب في الخطف وتنطق وقال لي عاشق آخر سقفك سحابة فراغ إن تملأها امتلأت ولن تكون وقرأت لدى جالس في زاوية رأس مثلث أَثْلِثْ حتى تنفجر في الغياب ! قلت لهم ما أنا إلا أنا حال قلق في كل الأحوال قارئ مخرب...
بيت الشعر وعليه بابه ! الداخلون صرعى والواقفون في اشتباك * ما شئت قل وكيف شئت قل قل نعم ، ولا تختلف في العلامات ! * كن في الشعر وبالشعر إن كنت أقدر لن تحتاج لبيت كن شجرة فلا تشرق قصيدة إلا من شجرة ، جذورها الظلمة وسقفها السحاب * الشعر وحده قد يكفي لتشعر بالوجود لكن ، لا تكتفي بفخ واحد ! *...
كشَرْخ فِي غَيمَة كَرجع الصَّدى الدَّامع يَغفو على وتَر الكمان يَتعرّى من ثَوبِ غُربتهِ ليَخطو على مَرايا النّار مُرعــــــبٌ .. وأنتَ بِلا مُزن وَلا أغنيّات تتَقدمُ حَطباً إلى سَواحل أجْراسِك مُصاباً بالفَقْد وطَقْس الفَجيعَة والخَسارَة والغيّاب لَن يَسمعكَ الآن ملاك لنْ يأتيَ طائرُ الرُّخّ منْ...

هذا الملف

نصوص
72
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى