عبد الأحد بودريقة - أحبكِ غيمة خاطفة

أحبكِ
شعلة في كثافة ليل
اختارت أن تمتد إلى أعماقها
وعلى يدي تُسقط كثيرا من الصمت
أحل فيه
باحثا عن كلمة تتعرى ،
ونجمة تعلو في فراغ يملأ
*
أحبك
كغبار الحروف في معناه السري
ضوء أسفل الذات
هواء مرتفعات
وخفة مجنحة
ترى الفرح الأسمى مأهولا بالآخر
ولتسلخ جلودها الذئاب في جحيم وجودها !
*
أحبك
قطرات تُملى علي
لتشرق الكلمات في صورها ،
فأخيطني خاليا من فجوات اللغو ،
وأنغرز في ثقب ناي مكسوا بعماء ناعم
قلبا بطرق متعددة
جرحا ينتمي للغة ،
وشغفا يحملني إلى التراب
بعيدا عن التراب
*
أحبك
زهرة صبار منثورة على وجه الزمن
موجة لا تنتهي إلى اللاشيء
غريبة تلقاني
غزالة في غبش الشفق
تتهادى بشارع لم يعبره أحد
أرهقتها الريح ، ولا تبالي
الريح تعبر ،
والحلم يدوم بنغمته العالية
*
أحبك
سيلا من سلالة الجرح
في حبر عابر لا يطيق المرافئ
فتخرجين إلى شهوة الرفض
وكلمة عارية ،أنت فيها
*
أحبك
شرفة مفتوحة على شراسة السؤال
تعلوها رغوة الكلمة
تضيئني ولا أشفى
*
أحبك
حالمة ، كامرأة خانتها لعبة الأشكال
فخرجت من مشهد الحانوت ،
وجلست على الحافة تتدفق في همسها ،
وتخلخل زرقة بين البحر والسماء
*
أحبك
قوة مطر تفتق مناطق منسية
تسلمني لبعدي
الذي غاب طويلا
لحياة بين توتر الصوت ،وخيط الصمت
كخماسية "شوبرت "
في ليلنا الإنساني الواحد ،
وأسفارنا المتعددة
*
أحبك
في النسيان
حين يربكني فرح باطني بالجمال مرتلا
فسلام عليه
سلام على السكينة إذ تجهر
*
أحبك
غيمة خاطفة
أقف فيها، وأحضر
كأني أمشي فوق الماء بأقدام خضراء ،
وأترك خطا يدل علي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى