على هامِش أبيــَـــــض

على هامِش أبيــَـــــض

(بمعرفة الأصل تزداد تفاهة الأصل / نيتشه )

أتــرى ؟
نحنُ هنا معاً،
جئنَا من سُلالة النَّفي العَظيم
أترى ؟
لَستَ تَرى ، ولنْ تَرى
رأسُكَ من قشّ وُلدتْ في غُرفة
لا تدخُلها الشّمسُ
وعلى هَذه الأرْض نُور
اِسمُه الشَّمس
فاخرُج من موتكَ إلى زَوابع أوَّل الصَّمت
وأوَّل انفجار السَّنابل في السَّفر المُرصَّع باللَّهيب !
اُخرجْ منْ غَريزَة الحُفرة إلى الهَواء !
كمَا تخرجُ الجُثةُ إلى الضَّحك البَهيج
لتَلتَقي بكَ ،وتَبتكرَ الأجنحَة ،
وتَتعلَّم الأسماءَ كُلهَا
كأول العشَّاق يبحثُ عن حُب يَخرجُ به من كُل اللُّغات
تََضيقُ الرُّوح
إنْ لمْ تُسكرها مُوسيقَى الكَون
ولم تُزلزلها ضَحكةٌ يَرتعشُ فيهَا
وجهُ الإنسَان
الوجُود صَدمة لا تَنقَطع،
وعبورلا يستوعبُه نُطق
فلا تكن ْصَغيرا تحيَا على حُدود الأصَابع والرَّقص المُنطَفئ !
سَتنتَهي إنْ سَكنتَ في لحظَة
الشّفاهُ قُيود دونَ غَيريَّة تََلتهبُ بهَا
دَعهَا تَغفُو
على هَامشٍ أبيضَ
وأوغلْ بها من غَير غايَة إلى مغارة الشُّعلَة !
لا شيءَ أنصَع من خَدش في غيمَة المَعنى ،
لينهضَ مَشهدُ السَّماع والحَيرَة
أنصتْ لنفسكَ كمَا تُنصتُ للرِّيح
واذْهبْ عَارياً وَجلاً من فَخّ الوضوح
إلى غُموض الماء ،
إلى مُوسيقى العناصر في النَّفي العَظيم !
لتَكونَ مُمكناً يُشرقْ ، وَلا يَنتَهي يَكشفْ
الحرفُ يَقتل
إنْ لم يَتمَّرغْ في العُمق ليَصيرَ روحاً
ويُشعلَ أحوالَـه بجمال الخَفي
الأَصل غَيبةُ الأَصل
النَّهرُ يَمضي مُختلفاً ولا يَعود
أترى ؟
ها أنتَ أبعدَ منْك
بك َ تَرى وتَراكَ في
الأسمَاء كُلهَا .

٢٠١٦

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى