أمشي إلى الشرفة
أنظر وأعود
الفراغ يلتهم كل شيء
*
مَن يُسمِّيني في هَذا الفَراغ ،
ويَمنحُني إشارةً لأرى ؟
*
الكَلماتُ تجيءُ عمياء
كيف أضيءُ لهَا دَرباً ،
وألبسُها وَردةً كي تحلمَ بالنًّهار ؟
*
النوم لا يأتي
ولا مكان أذهب إليه أنا وظلي ،
ظلي الذي أبحث عنه
*
أنا هنا مع الجدران ،والمسافة
عيني مفتوحة
هيئات ،وأصوات ،وفواصل تسقط
الشريط مفتوح ، والظل يترنح
*
يتوجني الوقت ماء في إناء مجهول في مونتاج خاطئ متعمد
أشرد طليقا وغامضا
*
كل وقت هو وقت
وأنا لا وقت لي
منحت كل شيء للزوم
*
أحيانا ، تكبر الصورة
يحضر بيكاسو
يمنحني صرخته ويغيب
أو يحط كافكا على سرير يجر الشمس
ويهمس لي
"النوم هو أكثر المخلوقات براءة "
*
أحيانا يجيء مجاز متعب
من الأشجار والمطر والصمت
من الأعماق ،وظلمة الطين
أغفو بين غيمتين
أرى
أرضا تسكنها الوحشة
أجنحة تملأ المدى
وأسمع ماء يتكلم أسراره
*
أشد قلبي إلى أوتار
ولا شأن لي بمن سيقول :
الخلل في اللحن
*
أنا مجرد كائن غائم ،
عشب عفوي لا عمر له ،
يحمي نفسه بالوهم ،
ألعب لعبتي مع الناس والأشياء
تفسدني الدهشة،فلا أدل على طريق
أعد الأيام ،فقط صاعدا إلى جهات عاطلة
لا تواصل فيها
و لاشيء يجيء أويعود!
سوى صدمات وحجب كثيفة
كخلفيات فلم " وداعا للغة " *
أتوغل في الغياب تحت وطأة الهشاشة ككلب جياكوميتي **
غبش منسي ،
لا مبالاة مسلحة باليتم
طائر لا عش له ،مسه وتر سماوي،
فعاش غريبا يحترق بحاله
في نهاية تليق بدم لم يعد يرغب أو يحلم
يتقطر في فسحة هيولى ،
يمتد في زمنه ،وينشر جراحه
أنا الطفلُ الذي شاخَ في الضَّحك من هذا العالَم
رأى العبَث ،وفهم َأن الحبَّ لعنَة؛
ففرَّ بعيداً وعادَ إلى قَلبه
يبحث عن صمت يمحي النقطة
أنا الكناري الأعور الذي يروض كل أنثى ،
ولا يعرف لماذا يغني ؟
أنا شريط صوتي ضائع في الغفلة،
الأخ العدو ، والأرشيف المهجور ،
العدوى ،
مفترق الطرق ،ورماد السلالة
الشغف بالنفس ،والتيه، والصدفة
والميلاد الذي ينفلت من كل حد
ولا يعترف إلا بسؤال القلب
جئت من أرض علمتني تراتيلها في الماء ،
مشيت ،
وكنت وحيدا كزبد الموج الذي يتلاشى على
وجه الرمل ،
ورفضت أن أموت
*
السحاب يمر
ويغيب في ظلام مرعب
لا مفر من الوداع
لا مفر من الزمان
لا مفر من الجرح المفتوح
لا مفر من كيمياء الالتباس
بين النجمة والشجرة
السماء تكفيها نجمة
والعالم يكفيه ماركس وابن عربي
*
لست من كذِب
لست من حرض الوردة على الرقص في السماء
لست من دعا الجثة أن تعود إليكم في الأحلام
لست من أذاب الساعات فتشوش المعنى
لست من كسر الأسطوانة فتحول الإيقاع
رقصات عارية
أنا فقط أسير ، وأشير
أعيش وأحاول أن أعيش مستمتعا
وأعجز عن تعريف زهرة
*
الأثر
هو النار التي تسكن ظلالنا
هو كتاب الغياب يجلس أمامنا عاريا
يسحبنا من كل شيء إلى
مشرط السؤال
*
الضوء بقعة في ظلام
والظلام بقعة في ضوء
وحده العشب يمتلك سر هذي الحكمة
ووحده الشعر فم للوجود
*
من قال أن " المعنى سر " مات
ولم يجد أحد أثر أقدامه
بل هواء هب على وجه الماء
*
أنا في هواء الصور ، بعضي غربة
وبعضي منفى ،
وهذا جسدي ..
ينتظر مرغما ملاكامشتهى
ينجيه من الخيبة والألم
ومن لم يفهم السر ،لا يبقى له
سوى الطين !
ماي ٢٠٢٢
* وداعا للغة : فلم للمخرج السينمائي جان لوك غودار سنة ٢٠١٤
** إشارة لمنحوتة الكلب البرونزية (١٩٥١ ) للفنان ألبيرتو جياكوميتي
أنظر وأعود
الفراغ يلتهم كل شيء
*
مَن يُسمِّيني في هَذا الفَراغ ،
ويَمنحُني إشارةً لأرى ؟
*
الكَلماتُ تجيءُ عمياء
كيف أضيءُ لهَا دَرباً ،
وألبسُها وَردةً كي تحلمَ بالنًّهار ؟
*
النوم لا يأتي
ولا مكان أذهب إليه أنا وظلي ،
ظلي الذي أبحث عنه
*
أنا هنا مع الجدران ،والمسافة
عيني مفتوحة
هيئات ،وأصوات ،وفواصل تسقط
الشريط مفتوح ، والظل يترنح
*
يتوجني الوقت ماء في إناء مجهول في مونتاج خاطئ متعمد
أشرد طليقا وغامضا
*
كل وقت هو وقت
وأنا لا وقت لي
منحت كل شيء للزوم
*
أحيانا ، تكبر الصورة
يحضر بيكاسو
يمنحني صرخته ويغيب
أو يحط كافكا على سرير يجر الشمس
ويهمس لي
"النوم هو أكثر المخلوقات براءة "
*
أحيانا يجيء مجاز متعب
من الأشجار والمطر والصمت
من الأعماق ،وظلمة الطين
أغفو بين غيمتين
أرى
أرضا تسكنها الوحشة
أجنحة تملأ المدى
وأسمع ماء يتكلم أسراره
*
أشد قلبي إلى أوتار
ولا شأن لي بمن سيقول :
الخلل في اللحن
*
أنا مجرد كائن غائم ،
عشب عفوي لا عمر له ،
يحمي نفسه بالوهم ،
ألعب لعبتي مع الناس والأشياء
تفسدني الدهشة،فلا أدل على طريق
أعد الأيام ،فقط صاعدا إلى جهات عاطلة
لا تواصل فيها
و لاشيء يجيء أويعود!
سوى صدمات وحجب كثيفة
كخلفيات فلم " وداعا للغة " *
أتوغل في الغياب تحت وطأة الهشاشة ككلب جياكوميتي **
غبش منسي ،
لا مبالاة مسلحة باليتم
طائر لا عش له ،مسه وتر سماوي،
فعاش غريبا يحترق بحاله
في نهاية تليق بدم لم يعد يرغب أو يحلم
يتقطر في فسحة هيولى ،
يمتد في زمنه ،وينشر جراحه
أنا الطفلُ الذي شاخَ في الضَّحك من هذا العالَم
رأى العبَث ،وفهم َأن الحبَّ لعنَة؛
ففرَّ بعيداً وعادَ إلى قَلبه
يبحث عن صمت يمحي النقطة
أنا الكناري الأعور الذي يروض كل أنثى ،
ولا يعرف لماذا يغني ؟
أنا شريط صوتي ضائع في الغفلة،
الأخ العدو ، والأرشيف المهجور ،
العدوى ،
مفترق الطرق ،ورماد السلالة
الشغف بالنفس ،والتيه، والصدفة
والميلاد الذي ينفلت من كل حد
ولا يعترف إلا بسؤال القلب
جئت من أرض علمتني تراتيلها في الماء ،
مشيت ،
وكنت وحيدا كزبد الموج الذي يتلاشى على
وجه الرمل ،
ورفضت أن أموت
*
السحاب يمر
ويغيب في ظلام مرعب
لا مفر من الوداع
لا مفر من الزمان
لا مفر من الجرح المفتوح
لا مفر من كيمياء الالتباس
بين النجمة والشجرة
السماء تكفيها نجمة
والعالم يكفيه ماركس وابن عربي
*
لست من كذِب
لست من حرض الوردة على الرقص في السماء
لست من دعا الجثة أن تعود إليكم في الأحلام
لست من أذاب الساعات فتشوش المعنى
لست من كسر الأسطوانة فتحول الإيقاع
رقصات عارية
أنا فقط أسير ، وأشير
أعيش وأحاول أن أعيش مستمتعا
وأعجز عن تعريف زهرة
*
الأثر
هو النار التي تسكن ظلالنا
هو كتاب الغياب يجلس أمامنا عاريا
يسحبنا من كل شيء إلى
مشرط السؤال
*
الضوء بقعة في ظلام
والظلام بقعة في ضوء
وحده العشب يمتلك سر هذي الحكمة
ووحده الشعر فم للوجود
*
من قال أن " المعنى سر " مات
ولم يجد أحد أثر أقدامه
بل هواء هب على وجه الماء
*
أنا في هواء الصور ، بعضي غربة
وبعضي منفى ،
وهذا جسدي ..
ينتظر مرغما ملاكامشتهى
ينجيه من الخيبة والألم
ومن لم يفهم السر ،لا يبقى له
سوى الطين !
ماي ٢٠٢٢
* وداعا للغة : فلم للمخرج السينمائي جان لوك غودار سنة ٢٠١٤
** إشارة لمنحوتة الكلب البرونزية (١٩٥١ ) للفنان ألبيرتو جياكوميتي
