د. أحمد الحطاب

قبل أن يمتطي طريقَه لأول مرة نحو المدرسة، يمتلك الطفلُ نوعا من الثقافة التِّلقائمة une culture spontanée (مجموعة معارف un savoir، أفكار idées، صور images، تمثلات représentations، اعتقادات croyances) خاصة به. وهذه الثقافة التِّلقائية تم بناءُها من طَرَف الطفل نتيجةً لتفاعلِه مع الوسط الذي يعيش...
كثيرون هم آباء وأمهات المتعلِّمين أو أولياء أمورهم، الذين يتردَّدون على المدرسة، وبالأخص، على المدرِّسين لتتبُّع المسار الدراسي لبناتهم وأبنائهم. وحينما يتعلَّق الأمرُ بتراجع المستوى الدراسي لهؤلاء البنات والأبناء، فغالبا ما يدور حوارٌ بين المدرس وأولياء المتعلِّمين حول نقط ضُعف المتعلِّمين وحول...
ما هو الاحترام؟ بكل بساطة وبصفة عامة، الاحترام هو إِعطاء الشخص الاعتبارَ لنفسه وللآخرين. من هذا المنطلق، يُعدُّ الاحترامُ في الوسط المدرسي قيمة أساسية وأفقية، بمعنى أنها تنطبق بكيفية متبادلة على جميع فاعلي وفاعلات الحياة المدرسية. إنه (أي الاحترام) شيئا ما هيكلُ هذه الأخيرة وضامنٌ لجودة عملها...
في الماضي (خصوصا أثناء الخمسينيات والستينيات)، كانت مهنةُ مدرس profession d'enseignant تعني التَّمَتُّع بوضع اجتماعي يتساكن فيه الاحترام والاعتبار والكرامة dignité. كان المدرس، فضلا عن دوره في التعليم والتَّربية والتَّعلُّم، مرجعا أخلاقيا une référence morale، أي كان له نصيب في تربية المتعلم...
قبل أن أحاول الجواب عن السؤال الذي هو عنوان هذه المقالة، أي "ماذا عن المتعلم، كعنصر في طور الإعداد الاجتماعي وكفاعلٍ لاحقٍ في التنمية؟"، يبدو لي من المفيد أن نرجع إلى الوراء بحوالي 60 إلى 70 سنة، وذلك للوقوف على مواصفات هذا المتعلم في تلك الفترة وما آلت إليه في الوقت الراهن. في تلك الفترة، عندما...
لقد سئم الشعب المغربي من إصلاحات المنظومة التربوية. شأنها شأن بعض الحشرات التي تُعتَبر ضارةً في منطق الإنسان، والتي في نهاية المطاف، تتكيَّف مع المبيدات pesticides التي لم تعد تقضي عليها. وهذا هو ما حدث ويحدث للمنظومة التربوية التي لم تعد الإصلاحات المتكرِّرة والمتتالية تغيِّر فيها شيئا. وخصوصا...
الديداكتيك didactique فرع من فروع علوم التربية. وبمعنى آخر، يمكن أن نعرِّفَها كعلم تدريس التخصصات (المواد) science de l'enseignement des disciplines. لا يجب الخلط بينها وبين البيداغوجيا pédagogie وعلم النفس التربوي psychopédagogie. الأولى، أي البيداغوجيا، عبارة عن مجموعة من الأدوات والمعينات...
أولا، لا بد هنا من توضيحٍ من الأهمِّية بمكان. هناك مَن يُفسِّر كلمة "بيداغوجيا" pédagogie بمفردة "تربية" éducation. وهذا، في نظري، غير ملائم لأن أصل الكلمة يوناني وكان يعني مرافقة واصطحاب الطفل إلى المدرسة ومتابعة مساره الدراسي من طرف خادم مملوك. تطوَّر هذا المعنى وأصبحت كلمة بيداغوجيا...
ليس من النادر أن نسمع في الوسط المدرسي، أثناء المحادثات المألوفة أو في الممارسة التعليمية عبارة expression "غَرَزَ المعرفة في ذهنٍ ما" inculquer le savoir dans la tête de quelqu'un أو "غرس" أو "جذَّرَ" المعرفةَ في فكرٍ ما. حسب المعاجم المعروفة، "غرزَ في الذهن" تعني أدخل، طَبَعَ في الذهن، نقش،...
ثلاثة مفاهيم، لا تقل أهمية عن بعضها البعض، يتم الخلط التام بينها استعمالا ومعنى. والأمر يتعلّق هنا بمفاهيم "التربية" و"التعليم" و"التَّعلُّم" علما أن هذه الظاهرة (ظاهرة الخلط) تُلاحظ على جميع مستويات الممارسة التربوية. وفي هذا الصدد، المدرسةُ، بحكم مقاومتِها للتغيير résistance au changement،...
إذا كان هناك مكانُ يجب أن يحظى فيه المتعلِّمُ بالاحترام respect و التّقدير considération والتثمين valorisation والكرامة dignité، إنه المدرسة. الاحترام والتّقدير والتثمين والكرامة أمورٌ تقوِّي رغبةَ هذا المتعلِّم على التَّعلُّم وتحفِّزه على حب المدرسة وما توفره له من ظروف للتًَّنويرِ وبناء...
هناك أسئلة لها علاقة بالمعرفة التي تُبلِّغها المدرسة للمتعلِّمين والتي أعتبرُها، أنا شخصيا، أسئلة أساسية ومن الضروري أن يطرحَها على نفسِه كلُّ مَن يمارسُ مهنةَ التَّدريسِ والتَّعليم. وأعني بالمعرفة المُبلَّغة للمتعلمين ما يُصطلحُ عليه ب"المعرفة المدرسية" savoir scolaire. من بين هذه الأسئلة،...
يُعتَبَر دخول طفلٍ، لأول مرة، إلى المدرسة حدَثٌ يرسم، بالنسبة له، منعطفا في حياته الشخصية. منعطفٌ يتميَّز ليس فقط بولوجِه إلى عالم المعرفة والثقافة والتربية والتهذيب والعلم...، ولكن كذلك لولوجه إلى مجال الاعتبار considération (من طرف والديه ومحيطه والمجتمع) وإلى ميدان التَّفتُّح épanouissement...
تابع[2] 12- إضراب نساء ورجال التَّربية والتَّعليم، إضرابٌ له مُبرِّراتُه أولا، ما يجب التَّذكيرُ به هو أن الاعتناءَ بوضعِ هيئةَ التَّدريس اجتماعيا وماديا هو الشرطُ الأساسي لنجاح المنظومة التَّعليمية والتَّربوية في أداء مهامهما. ثانيا، ما يجب أن أستهلَّ به هذه المقالة، هو لماذا نقول...
دور المدرسة المتعارف عليه كونيا هو تربية وتهذيب وتكوين وإعداد الأجيال الصاعدة لتحمُّل مسئولية الاندماج في الحياة الاجتماعية والعملية، وكذلك المساهمة في تطوُّر البلاد وتقدمها اقتصاديا، اجتماعيا، ثقافيا، صناعيا، تكنولوجيا… غير أن هذه المدرسة لم تستطع، إلى يومنا هذا، أن تؤدِّيَ هذا الدورَ كما هو...

هذا الملف

نصوص
357
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى