مقدّمة عامّة :
حكايات غرقى هي مجموعة قصصيّة أتت في 103 صفحات و تحتوي على 12 أقصوصة يتراوح طولها بين 9 و 3 صفحات .
هي أول كتابات منير الجابري في القصّة و ليست آخرها ..
نشر بعدها مجموعتين لليافعين "معزوفة لأصابع الماء" 2020 و "حكايات" .. 2021
و منير صالح الجابري قصّة في حدّ ذاته و حكاية ،وهو...
مقدمة:
لا يمكننا أن ننكر ما تشهده الرواية الحديثة من تلاقح بين الأجناس الأدبية المختلفة و كسر للحدود بينها فكتبت الرواية بلغة شعرية و صار الشعر نصا مليئا بالسرد ، و هذا ما أعطى أشكالا ابداعية جديدة لا تؤمن بالحدود.
و تعنى الشعرية بقواعد الابداع الأدبي و الفني و الجمالي و البحث في مكوناته...
ذات ليل..
تمدد فيّ الوقت
حتى صرت بحجم القيامة..
عبرت الصّراط
أتوكّأ على حروفي حينا
و أهشّ بها على أحلامي
في كل حين..
كان وجهي خاشعا
و قلبي مطفأة للقمر ..
حصى مبعثر هنا
وطريق شاحب
يتلو رفات التاريخ
يأبّن السنين و العُمر .
مربك هذا الطريق
الفراشات تحسر أجنحتها للريح
تخلع جرحها النازف سرّا...
(اهداء : الى مراد الزغيدي / لا تبالي فسيأتي الصباح )
الساّعات الأولى من الليل
يقول أحمد:
"غيم المساء يظلّل عمرا رافق الحلم نصفه
و نصفه الثاني أيقظته العتمة ..
مسح الورد دموعه
انكفأ على خيباته يهدهدها لتنام
عندما هرّبت الشمس خيوطها
و توارت في المنعطف الأخير..
انهالت أكفّ الصّمت
على وجه...
رواية أحلام أخرى ممكنة للكاتبة صباح بن حسونة متفرّدة،و تفرّدها يتجلّى في بنيتها الروائيّة المتميّزة و في قدرة الكاتبة على التحكّم في زمن القصّ غير الخطّي لتفسح حيّزا أوسع لاستحضار الذكريات الذي وظّفته في نواح عديدة و كذلك في اقتدارها على إغناء السرد بالوصف الذي يرتقي إلى اللغة الشعريّة...
أيّها الرّابض في معاريجِ روحي
أرسل قُبلتَك للقمر
لتؤجّجَ لهفتي ..
اترك لي ذراعيكَ
لنمارس طقسَ العناق...
دع يديك تخاصراني
ترسمان موعدا للسفرِ
عند اكتمال البدر ِ
في واحات العشق و المواني ..
بين انفراجات أصابعك
يتسلّل الضوء ُو يكتبنا
جسدين في عيون القصيدة
حلماً لا يخونه...
إلَهي إليكَ تقودُ الثّنايَا
و أنتَ طريقِي بكلِّ مَضيقٍ
و إنْ غِبتُ عنكَ فأنتَ مَدايَا
و أنت الحبيبُ و أنت الرّفيقُ
و أنت الملاذُ لكلِّ غريقٍ.
بسطتُ إليك أكفَّ يدِي
و أيقظتُ رُوحي ترُومُ نِداكَ
و أنت النّصيرُ و أنت المُغيثُ
و في كل أمرٍ أريدُ رضاكَ
فكُنْ لي ،إلهي، جنانَ أمانٍ
و هبْ لي...
هنَا أنتَ
و هناك أنَا
و بيننَا ألفُ قصيدةٍ
و مليونُ أغنية..
لا شيء قابلٌ للقسمةِ
لا الوجعُ و لا اغترابُ الشوقِ
في العُيون الذّاوية..
ما بالك تُحصي علي المدامعَ
و أنّاتِ الليلِ في قصائدي
و أنا الغريبةُ في ديار الحزنِ
قلبي سرابٌ
جسدي تدكّه أحجارُ الصَّمتِ
و لا كفوفَ و لا أصابعَ...
-[/B] أين زوجك؟
- و هل يمكن أن يكون لها زوج ! تبدو طفلة.
قالت الممرّضة وهي تجرّ سرير المريضة لتدخلها إلى غرفة العمليّات:
-ساقطة أخرى! ما أكثركنّ و ها قد ابتدأت مبكرا.
- لا يمكن أن تلد بشكل طبيعي، قال الطّبيب، رحمها ما يزال صغيرا و الجنين في وضع "الفارس".
-أين أمّك لم أنت بدون مرافقة ؟...
أنا مريمُ
أجلسُ في مواسم الخسوفِ
إلى جذع النخلةِ ..
أسقيها بالصبرِ
و أنتظرُ أن أحبِلَ بالمعاني
**************
أنا مريمُ
أُقيم في فيف الرمضاء
نجمةً في سماء غائمةٍ
سحابةً بعثرتها الريحُ
لا بابَ أكسِرُه كي أخرجَ
و لا نافذةَ أطلّ منها على العابرينَ..
ساقاي تنغرسان في الأرض...
و أنت أيّها الوجع المغلّفُ بالوجل
تحاصرني كقاطرة أدمنت رحلاتها الليلية
تزدحم بالعتمة و بضوضاء النائمين
يراودون الأحلام و يستسقون الوصول..
..أيها الوجع المغلفُ بالصبر و حكايات المطر
تمهل قليلا.. قليلا
فما يزال للأمنيات محطات أخَر
و للانتظارات أرصفة من سحاب..
أيها الوجع لا تكلني اليك...