صباح بن حسونة

و أنا أضرم النار في بيت القصيد أتدثّر بالمجازات .. رائحة اللحم المكتوي باللظى تطهّرني من وجعي .. يسافر كالريح في سماء البوح يرتسم نجمة في مدارها يبيّض المواسم المُعتّمة يراقص الليل قبل أن يؤبنه الشفق يُسربِله بالندى .. بالألوان و في المرسى الأخير أحتضن انعكاس الحرف و أنا أسرّح مداخل...
تسلّل الصباح عبر النافذة و داعبت خيوطه الفضية وجهها المستسلم لنومة هادئة لم تنعم بها من زمن بعيد .نهضت تضجّ بالنشاط و هي تراجع برنامجها الذي أعدته مسبقا لهذا اليوم، فقد ألمّ بوحيدها مرض مفاجئ جعلها تدور حول نفسها و لم تهدأ الا وهي تراه يتعافى و يترك الفراش الذي لازمه لأكثر من أسبوع . إنه يوم...
كنتُ سأهدِيك وردتين، و تَهَبنِي قُبلتين و ربّما داهمني الشّوق إلى حضنك و المَدى.. كنّا سنسرق فرحة و ضحكتين.. و ربّما تعانقت يدانا فأزهر الرّبيعُ في كُفوفنا و حلّقت فوق رأسينا طيورُ المساء وربّما جلسنا إلى طاولة الحُبّ فاعشوشب البحر من حولنا واخضرّت السّماء. كنّا سَنُولِم للحُبّ...
امتطى الليل و لاذ بحائط قصير من الجهة الخلفية للمنزل و تسلقه ليجد نفسه في حديقة تفتقد لعناية أهل البيت. كان القمر قد اختار الاختفاء خلف غيمة كثيفة فازدادت الظلمة من حوله عمقا و كأنها تستره عن الأعين حتى دخل البيت بعد أن عالج إحدى نوافذه بسهولة و يسر .. داخل المنزل كان الظلام متواطئا معه و...
كانت خيوط الشمس التي اخترقت الستائر ترتسم فوق وجهه لتضيء سمرة جذابة مغرقة في النعاس، تململ قليلا ثم أدار جسده إلى الناحية الأخرى تاركا الحرارة تختال فوق ظهره و ترسل فيه دفئا محببا..و لكنه لم يستطع العودة إلى النوم. " يجب أن أغير هذه الستائر الشفافة بأخرى قادرة على منع خيوط الشمس من اقتحام نومي،...
هي ليست قراءة نقدية و لكنها كما عنونتها انطباعات على هذه الرواية بعد أن قرأتها مرتين.. رواية المخطوط للكاتب المنجي الحدادي و هي ثاني تجاربه في الكتابة الروائية بعد روايته "عشت مع الذئاب" صدرت سنة 2019 و قد صدر له أيضا مجموعة قصصية سنة 2017 بعنوان " رصاصة واحدة تكفي".. تأتي الرواية في 191 صفحة...
"يا ربي ولد جميل يعوّض لي ما فاتني و يروي ظمئي ! يا ربّي مكتمل الخلقة أفرح به و أشارك به النّاس صغيرا ،يا ربّي يسندني كبيرا و يحمل نعشي في يومي الأخير !" ختمت نبيهة صلاة الصبح لذاك اليوم بهذا الدّعاء ككلّ صلواتها ثم سلّمت و نفضت سجادتها و غادرت غرفتها لتلتحق بالغرفة المجاورة. تشعر في هذا...
كان الوقت غسقًا و المدينة تستعدّ للغفوة بين حمرة مرتدّة و ظلمة آتية تنبـئُ عن نهاية يوم مرّ بكلّ سوءاته و انتظار بداية يوم آخر قد يكون مختلفا. ضوء سيّارة يملأ الشّارع و عينيها ، تذكر ذلك الضوء و هي تعبر الشّارع و لا تعرف ما الذي حدث . جمهرة من النّاس تحيط بها ، الأصوات تبلغ سمعها و ترتدّ دون...
ساعاتٍ طويلةً قضّيتها على تلك الصّخرة مُتردّدا بين البقاء أكثر أو العودة إلى البيت.. تذكّرت أنّني إن بقيت هنا فلن يجد بناتي ما يأكلنه.من المؤكّد أنها أقفلت الباب على نفسها و لم تُعدّ طعام العشاء. تلك طريقتها في الغضب،تتوقّف فورا عن إدارة شؤون البيت و عن الاهتمام بالبنات.نوع من العقاب تخصّني به و...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى