صباح بن حسونة - سفر ليلي

لِمَ هذا الضَّجَر

ما بالُ هذِي النّافِذةِ تُشوِّهُ الصُّوَر

و ذاك البدرُ غافيًا

و هذا الرِّيحُ غاضبًا

يُبعثِر التُّرابَ في المَمَر !

طريقٌ مكفهرٌّ

أسْفلتُه مُتَـرَّبٌ

طيورُه نُزُر

تَرَى النَّخْلَ قمِيئًا

و الأزهارَ تَفرّ

سأُغلقُ النَّافذةَ

و أُغفِلُ النَّظَر ..

****

صحوتُ بعدَ غفوةٍ

على شَفَا الخَدَر

قلت لهذا الرَّاكبِ

اللَّيلُ قد هُدِر

و الوردُ صار مُثقلاً

بالشَّوكِ و الْكدَر

و النَّجمُ خبَا نورُهُ

و قد غاب القمر

فكنْ لدربِـي شمعةً

فَراشًا

أو مطر.

****

أشعَّ السِّحرُ غافِقًا

على ذاك الثَّغْر

و قال لي و صوتُه يضِجُّ بالمطر :

قد ساقكِ القَدَر

يا بسمة اللّيلِ و نُوّارَ الدُّجَى

الوردُ فوق تلّتِكِ قد ماجَ و احْتفَى

و الجمرُ في عيونِك يُراوِدُ الجَوَى

ما أنتِ إلا وردةٌ تكسِرها الظِّلالُ

و يُحييها النَّدَى

فمدِّي لي يديكِ

نُعربِدُ معا و نغتالُ الكدر ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى