صعب على كل أديب بلوغ قمم الإبداع الشمآء والأصعب على من بلغها بعد عمر من مخاضات البذل والعطآء أن يضمن على تلك القمم ديمومة البقاء .
وأديب الأدباء هو ذاك الذي يقتطع لك من فراديس أخيلته مع كل نص تذكرة للدهشة وأمتع الرحلات والأسفار.
وهذا حالنا مع القامة الأدبية السامقة وأبو الرواية العربية عن جدارة...
شكري موصول ما حييت لتلك الروح النبيلة الطاهرة وشعلة عواطفها النورانية المتقدة التي أهدتني هذا العنوان فكان من الصدف أن عثرت بين دفتيه على بعض من تفاصيلنا الحزينة وآلامنا الخبيئة فكان لهذه الهدية العزيزة أن تحوز في القلب رفيع القدر وعلو المقام وعزيز المكان .
من بعد ما تآكلت أرواحنا في أتون الحروب...
في الحلم
قبالتي
كرمح مديد
تبدى لناظري ماثلا
حظه من سنون العمر
ماتخطى المئة
لابسا راية وطن مهترئة
واسمه مصطفى
قال يخاطبني :
لك ذات المصير البائس
إن انتخبت
وإن قاطعت
فذات المتعوس
أنت
أركب البحر
فإن بلغت الضفاف
نجوت
وإن غرقت
فشهيدا مت .
كيلوغرام بطاطا بمئة وثلاثون دينارا
على نعيق تاجر متجول
أفقت ...
بداية أود التطرق إلى بعض المسائل وإن كانت في ظاهرها تبدو بعيدة عن محاولتي المتواضعة في استقراء فحوى النص واستنطاق دلاليات مضمونه إلا أن لها به في جوهرها أكثر من علاقة و وشيجة .
أولها حديثي عن هذه الطبعة التي لولا شغفي بأدب الكاتب الكبير واسيني الأعرج وعظيم ولعي بسردياته الماتعة وإدماني المفرط...
الأرحام الحبلى
منافذ
من لحم
ولذة العيش
طعم
والوطن منفى
بمساحة قبر
والحياة متاهة
ولجناها
عبر دروب العدم
والحب أنشوطة
أعوادها من حلم .
هو ذا المساء
يلملم بمكنسة السواد
ماتبقى للنهار
من بياض
تشيع عيناي من شرفة البيت
شمسا متعبة
من طول السفر
بخطواتها الثقلى
يدفعها صوب الغروب
جلاد الوقت .
ما متكأ...
بينما تخلى ألك عن دراسة الحقوق بجامعة مونتريال لأجل الرسم . إستقالت الروائية إيف من وظيفتها كأستاذة جامعية بعدما نالت شهرة عابرة بسبب روايتها الوحيدة الموسومة بعنوان ( المستقبل لم يعد يسكن على هذا العنوان ) والتي ضمنتها نبوءتها بنهاية مأساوية وشيكة للعالم .
لقد توارث كل منهما حلما عائليا قديما...
_ الأحمر والأسود _ ستاندال ٦٨٥ صفحة . ترجمة الأستاذ عبد السلام المودني .
ليس من الغرابة والعجب ألا تلقى رواية الأحمر والأسود حقها من الشهرة والرواج وذيوع الصيت والنجاح فور صدورها عام ١٨٢٩ م وإن كانت صفعة فشل ذريع وإهانة كبرى لكاتبها حينها .
ولكم أن تنظروا اليوم أي تحفة أدبية خالدة لا تموت ورثنا...
تفرض علي مقتضيات النقد الصارمة في هذه القراءة التحليلية المتواضعة موضوعية حقة وحيادية تامة بعيدا عن أي تعصب وعاطفة .
بغية إنصاف الكاتب وما كتب وشخصية منجزه البطولية كونها ليست مجرد شخصية ورقية من اختلاقات الخيال.
لأحيك بعميق تمعني وخاص رؤاي وتبصري حكما عادلا على القيمة الفنية للنص من وجهة نظر...
تحت أديم الآفاق الشاحبة للمستقبل البائس للنقد ينعي لنا الأستاذ الأكاديمي البريطاني رونان ماكدونالد من خلال دراسته التأبينية خبر الموت الإفتراضي للناقد الأكاديمي المتخصص .
وفي غياب تام لمظاهر العزاء والحزن والأسى لكأن الناقد اندثر كسقط متاع غير مأسوف عليه يرفع ماكدونالد دراسته كحجاج متين وجدل...
الإقطاعي الماجن العربيد سي عمر الخببث واحد من الكثيرين من سلالة شياطين الإنس الملاعين من وسط كبار التجار والضباط المهيمنين على القفار إقترف عن عمد وسبق إصرار وترصد فاحشة الزنى باغتصابه أخت زوجته سالمة التي لم تتجاوز السادسة عشر ربيعا من عمرها عند بئر عتيق وألقى في رحمها بذرة بريئة لم يكن لها في...
لكأن شخوص أبطال بوجدرة المختلقون أرواح تتناسخ عبر نصوصه المبهرة.
إنها المأساة المكرورة دونما رتابة ولا ملل المتجددة بعذابات ضافية وتساؤلات حارقة وتيهان مشبع بشغف الإرتحال والبحث .
من الإنبهار إلى الإنكار إلى الإراثة فالمرث.. إنها متعة الإبحار في بحور التاريخ اللازوردية والتحليق في سماءات...
جائرا كنتني في بعض أحكامي المسبقة .
وقد آلت بعض اعتقاداتي العتيقة كنعالي البالية إلى مجرد تصورات واهية.
في محكمة الأدب مثلت أمام ضميري باعتباره قاضي قضاتها فأدانني بجهلي وتعجلي.
ولا دليل يبرؤني من جريمتي الشنعاء المقترفة غير اعترافي الكامل بأني واهما كنتني حينما جزمت بعد قراءتي لثلاثية الملهم...