في الخارج، لما أكون وحدي, أنظر حولي, لا أحد هناك, لكنني أسمعهم يصرخون باسمي مقلوبا.
ــ أميتاف؟؟ ! أميتاف؟ ! أمييييتاف !!
في غرفتي، أستيقظ من نومي، أجد وجوههم أمام نظراتي الخائفة والضائعة, إنني أكرههم, أنا من يصرخ الآن في غرفة التعذيب هذه.
شتمهم لي لا يمسني بتاتا, لأنني أعرف تمام المعرفة أنهم على...
كنت جالسة على مقعد في الحافلة التي كانت تسير تحت المطر الغزير ،
ولما لاحت مني نظرات إلى موقع أقدام المسافرين على أرضية الحافلة والتي كانت مبللة بمياه سوداء أتت بها الأحذية من الخارج ،من الأسفلت .
بعدما انتهى تركيزي على ذلك ، وبعدما عدلت من جلستي ، تبادرت إلى ذهني فكرة مفاجئة : '( إلى أي مدى أن...
لم تكن تصادفه ، إلا عند ركوب الحافلة أو تقاطع الشارع،
يمر إزاءها وكأنه نوع من الأشباح ، وكأن عينيه لا تبصران شيئا ،
ليست له شيئا ، وليس لها شيئا ، هولا يعرفها ، وهي لا تعرفه ، ربما كانت بالنسبة له سحابة بعيدة ، غير مرئية ،لكن مجرد مروره قربها كان يقلب كل مشاعرها ، ويجعلها تضطرب كنيران بركان...
في البيت القديم ، في الأحراش، كانت متجمدة على سريرها من الخوف والرعب،
ماذا ؟ هل هي القوارض اللعينة التي تأتي من الحقول المجاورة إلى البيت هي التي تحدث هذه الجلبة وهذا الضجيج ؟
أحست بأنفاسها تتقطع وحرارة تعتري جسدها ورعدة تنتابها وهي ترى واحدة من القوارض تقترب من سريرها ، وقد نبت لها منقار...
داس عقب السيجارة تحت قدميه في حركة دائرية ، وعاد الصمت المترقب من جديد ، ليكتسي بسكون مظلم ويلتف بغشاء ضبابي ، مثير.
قتلا للوقت أخذ يوسف يذرع الغرفة جيئة وذهابا ، عاقدا يديه وراء ظهره مرة ، تاركا إياهما إلى جانبيه مرة أخرى ، وفي رأسه تتأرجح أفكار كثيرة ، توقعات ، أحاسيس ، والسكون يمر على جدران...
أحب ركوب الحافلة ، خاصة عندما تكون المسافة التي ستقطعها طويلة ، أحب ركني القصي في الخلف ، خاصة لما لا يكون هناك عدد كبير من الراكبين ،
أحب ألا يكلمني أحد، ولا أحد يتجرأ أن يكسر الهدوء حولي .
عندما أجلس ، كل شيء يتوقف عن الدوران ،
أفصل نفسي عن العالم حولي ، أحس أنني أنزلق على الطريق وأنني...