أيا قلب
ألم اخبرك منذ صبيحة العشق
بأنك سوف تهواه
وأنك سوف تذكره
إذا كذبت مآقيك وقالت قد نسيناه
وأنك رغم قسوته
ستقسم أن رقته عبيرا قد رجوناه
وأنك يا شديد العزم
بين يديه تصبح مثل يمناه
ألم أخبرك أن الحب ضعف
أبدا ما علمناه
وحزن قد يمزقنا على حلم
إذا يوما فقدناه
وخوف إن تباعدنا تضل خطانا
عن درب...
عقدت العزم أن أنسى
وكنت أظن ..ذا النسيان ..مهما كان
..فى الإمكان !!
فرحت ألملم الذكرى
وأفراحا وأتراحا توالت كلها تترى
وجمّعت ابتساماتي ..وأقلامي ..
وبعض لآلئ الأشعار
إذا ما زرت أحلامي
وجمّعت ابتهالاتي
ودفتر كنت أملأه عبيرا من حكاياتي
وأشعاري ،وأفكاري
وفي أقصى يمين القلب قد خبأت...
تسللت البرودة في أنحاء جسدي، تصلبت أطرافي ويداي أصبحتا مبسوطتان، ما عدت قادرا على الحركة، لا أدري كم مر من الوقت منذ أن فكرت في هذه المزحة السخيفة، ولا أذكر كيف قفزت إلى عقلي هذه الفكرة المقيتة؟ المكان حولي ضيقا اكاد الفظ انفاسي من قلة الهواء، كم أنا أحمق!
كنت أراهم بوضوح وهم يبكون بحرقة...
استيقظت من نومي معبأ بهم الوصول الى حلمي المنشود , كانت الساعة تشير الى الخامسة عصرا , نفضت النوم عن رأسي وتحاملت رغم ما أشعر به من ألم في جميع عظامي من طول الرقاد والخمول , لا شيء يفتك بالإنسان سوى الغباء والكسل، هذا اعتقادي دائما في الأغبياء والكسالى الذين انضممت الى ناديهم المميت منذ عام ...
لمن القرار مدينتي
فجميع من ملكوا القرار تقاتلوا
سالت دماؤهم رخيصة بلا ثمن
حملوا سلاح الغدر فوق رؤوسنا
طعنوا الأمان بخنجرٍ صلدٍ أسنّ
وتناحرت كل الفرق
كل يدافع عن سراب
ويؤكدون لنا بأن أماننا ...
رصدوه .. تحت طيات المحن
رفعوا شعارات الخديعة حولنا
قالوا بجِدٍ ..
سنموت من أجل المحبة والسلام
سنموت من...
حمل إلي التاريخ المدون على ورقة الروزنامة المعلقة على جدار غرفتي طيف ذكرى خلت منذ خمسة عشر عاما، داهمتني وخزة خفيفة في الصدر، مررت يدي على صدري وتمتمت ببضع كلمات شعرت براحة بعدها، مر اليوم حاملا بين طياته رائحة خلاف سينشب بيني وبين زوجي كما اعتدنا في مثل هذا اليوم من كل عام، نحتفل بعيد زواجنا...
أغلقتُ الباب خلفي كما اعتدتُ، رأيتُ زوجي جالسًا في الصالة عابس الوجه وفي عينيه نظرة أعرفها جيدًا، أراها خليطًا بين ضيقٍ واستنكارٍ وقلة حيلة؛ أعلم أنه يكره الأبواب المغلقة، خاصة في بيتنا الصغير والضيق.
تأهب للخروج؛ ودّعته بابتسامة ودعوة صباحية بتيسير الأحوال.
قبل أن يخرج أرسل نظرة نحو باب...
صنعتك من خيال كذوب
فصرتَ كأنك حقيقة
تُفتت فيَّ بقايا الأمل
وتنشب أظافرك المعقوفة
في ثنايا روحي الخائفة
فتؤرق صمتي المستكين
وتُلبس عقلي ثوب الظنون
وترسم فوق الشفاه
علامة استفهام
وما من جواب
يضمّد جرحا تألم مني
طويلا ونام
يا أيها المخبوء بين سطور مهيبة
أما من قصيد يزيل اللثام
كأنك والمجهول
توأم...
على باب الحلم .. وقفت
لكن الحلم توقف أيضا
وتطلع فيَّ
علم بأني لست امرأة عادية
امرأة تحلم .. لكنّ أياد تتبعني
تنزعني ثوب الحرية
تغرقني في بحر الخوف
تسكبني كالماء الآسن في نهر حياة أبدية
أخرج من رأسي ... يا هذا اللاه
لا تجعل من حزني ملهاة
لا تجعل مني معصية تتدثر في ثوب صلاة
أخرج من رأسي ولا ترجع...
يهتز السرير الحديدي أسفل منه مصدرا أنينا شجيا ينفذ إلى أعماقه فيزيد اضطرابه فوقه، يسمع ارتطاما رتيبا كأنما عامل حفر يضرب الأرض بفأسه أسفل البيت، تمتزج ضربات الفأس بأنين السرير و أنفاسه المتلاحقة التي تبدو وكأنما يعدو في سباق، سيمفونية مزعجة لكنه ألفها فغط في النوم، قطعها فجأة صوت قرقضة تأتي من...
ومثلي ومثلك طير جريح
تعالت عليه غصون الشجر
فما دثرته بسيط الأماني
وما الحلم من مقلتيه اندحر
وما الليل آواه من طول جفو
ولا الصبح أبصر فيه الخطر
وما راح عني طيف بليل
وما عاد أي خليل هجر
طويت الحنين وفاضت دموع
كسيل يسوقني نحو القدر
فليت الذي كان بيني وبينك
كزبد البحور عديم الأثر
ولكن حبك تماديت فيه...
راهنت نفسي على الأمل
ضحكت وقالت :
إن الرهان من الأمور المنكرات
فسكت ، قالت : مالك؟
دوما أراك تراوغين وتهربين إلى السكات
لكنه لا بأس ...
حسنا فعلت ..
فأنت من خير النساء الطائعات
إني أري لا جدوى من جدل عقيم
لا نجني منه سوى التشرذم والشتات
لا خير في قول تلوكه كل ألسنة البنات
فأنا أراك بحاجة للفهم...
علمني... كيف أسكبني
كما خمر فيسكرني وانساني
وأطوي صفحة عمياء من عمري
وأبدأ صفحة أخرى تشع بنور إيماني
علمني... كيف آخذني من الذكرى
وأقتل آهة حرى تهز هدوء أركاني
علمني... كيف أخرجني من القمقم
وأسبح في فضاء لم يدخله سجاني
علمني... كيف أخلعني بلا ندم
كنبت لم يعد ينفع ثماره أي إنسان
علمني... كيف...
أما بعد....
انتهت المراسم على خير... انتهت كما أردتَ وخططتَ لها، الليلة هي الليلة الثالثة... أقمتُ لك سرادقا كبيرا يتسع لأكثر من خمسمائة شخص، كان مضاءً بالثريات الكبيرة والكشافات الساطعة، أحضرتُ لك ثلاثة من المقرئين ذائعي السيط في بلادنا، تلوا آيات من الذكر الحكيم بأصوات عذبة شجية أحيت في...
مر الزمن ولم أبالي مروره
فأنا المسير إلى الزمان ..
أنا السفر..
وانا الرحيل الى القمر ..
وأنا الذي فاض الغرام بقلبه
فتراه كالطوفان
أغرق كل هذا الكون
وما تحرك ساكن فيكي..
وما انكسر .
وأنا الذي
يرقص على أشلاء قصته
كرقص الطير حين يذبحه القهر
يتمنى لو يصرخ ..
ولكن هل لصرخات الجنون صدى؟
يا أيها...
تشرق الشمس كعادتها كل صباح من بين أوراق أشجار حديقة جاري الذي يتفنن في إيذائي _ دون قصد_ لكنه ما زال يبجلني
يرسل لي كل يوم يطلب مني التنازل عن بيتي العتيق الملاصق لسور حديقته، يقول أنه يخشى أن ينهدم فوق رأسي، هو يحبني .. لا أشك في ذلك، ولكن في الحقيقة أنا لا أعلم كيف سمح لسور حديقته أن يلاصق...
عزيزي
اليوم .. عندما فتحت نافذتي، استقبلتني نسمة الصباح الباردة؛ فلثمت وجنتي لثما خفيفا؛ فتذكرت اليوم الذي التقيتك فيه في ذلك الطريق ذو الأشجار وارفة الظلال والمصطفة على جانبيه، عندما كانت في مدينتنا أشجار!
ثم انحنيت أنت على تلك الطفلة ذات الجديلة الواحدة والمدلاة خلف ظهرها؛ فلثمت وجنتها برفق...
ارقد بسلام يا قلبي
تحت تراب الصمت
يلثم جفنيك هواء النسيان الغابر
تأخذك العزة والإكبار
يهمس في أذنيك هسيس الأسرار
فلتبقى أسيرا في جوفي رغم الإعصار
أرقد بسلام يا حلمي
لا يغريك بريق اللحظة والأنوار
أرقد بسلام يا أملي
لا يأسرك رنين النشوة في الأخبار
أرقد بسلام واستسلم
ما عاد هناك طريق تتغير فيه...
انتبه فجأة من غفوة لا يدري كيف طالت حتى امتدت لساعات من النوم العميق، يتفصّد جبينه عرقا رغم برودة الجو، تغرق الغرفة في ظلام لا يكسره إلا بصيص ضوء قادم من الشرفة نصف المغلقة، يومض هاتفه بضوء يبرق ويختفي بانتظام ينبي عن قدوم اتصال، "الهاتف على الوضع الصامت" فكر باستياء، فهم لماذا لم يستيقظ رغم...
"لم أذق يوما الطعم الحقيقي للحب، كل شيء تعلقت به في حياتي كان يذكرني بشيء قد مضى، شيء لم أكن أعلم وقتها أنني أحبه" كانت الفرشاة تنساب بتلقائية في خطوط منحنية ومتعرجة على الورقة البيضاء وهي تتكلم بطريقتها الحالمة، تختلط الألوان بحرفية ثم تخلق منها حياة، عقصت شعرها وثبتته فوق رأسها بقلمها...
ما زلت ألعب لعبتي القديمة، أصنع شجرة وأكتب على أوراقها أسماء الأصدقاء، كل ورقة تحمل إسما، ومع كل فعل يحزنني لصاحب الإسم أنكت في الورقة دبوسا فيثقلها ، مع الوقت تسقط الورقة لثقل حملها فأسقط صاحبها من عالمي. كبرتُ وكبرتْ شجرتي وشملت كل من حولي، لا ألتمس أعذارا وإنما أنكت دبابيسي بلا رحمة، تناثرت...
سكب الأسى من مقلتيَّ حنينا
وتقاطر الوجد الخفي سخينا
وتضوعت روحي وباتت أضلعي
من فرط وحشتها تئن أنينا
كاد الصباح يغيب منه بريقه
من طول عتمة قلبي المحزونا
وغدوت مثل التائهين تراهم
نحو المهالك دائماً يأتون
كم ضل في شِعَبِ الغرام أحبة
عصفت بهم في الهجر ريح ظنونا
يا من نسيتم أننا كم...
عندما وقع كفها الرقيق بين أحضان كفي، شعرت بانتشاء أخذني إلى عالم لا وعي فيه، ضغطت على يدها كأنما أضغط على شعور بداخلي كي يهدأ ويستكين، تعرّق جبيني وتلعثم الكلام على شفتيّ، لم أجد للكلام معنى وإنما أردت السكوت؛ فالصمت في حرم وجودها عبادة، وأنا ناسك مبتدئ لا يعرف كيف الصلاة.
جلسنا على طاولة...
.........
وقفت مشدوهة أنظر إليه وعلامات الحزن والألم ترتسم على وجهي بوضوح، لم أحرك ساكنا، أدخلتني صورته البائسة وبكاؤة النازف في حالة غريبة من التأمل والتألم، طفل من أطفال الشوارع الذين لا نعلم من أين أتوا، كان صغيرا جدا للحد الذي يجعل حتى الحيوانات الضالة ترأف لحالة، ضئيل الحجم رث الثياب، تلطخ...
عذرا فيروز ونزار
أحلام العودة تتضعضع
عذرا يا إبن البرغوثي
كنا نحلم بغد أروع
أعتذر لأطفال شابوا
أعتذر إلى العالم أجمع
أعتذر لشعراء المشرق
فالشرق تمزق وترقع
ما عاد بوادي عروبتنا
أكتاف كي تحمل مدفع
أكتاف شبابي قد انخلعت
حملت اسفارا لا تنفع
ورؤوس نساء حاسرة
تتغنى بأفكار تخدع
حكام بلادي قد انساقوا...
يا سائلا عني إليك جوابي
أنا عاشق يرجو لقا الأحباب
طال الزمان علي أرقب طيفهم
يأتيني في حلم يشق عبابي
في عتمة الليل كم طافت مخيلتي
ما بين ذكراهم والشوق غلاب
تأكلني في صمت أحزان مؤججة
والفكر يغمد سيفه بلبابي
والدور من حولي تأط من الأسى
يبكي الجدار غياب بعد غياب
يا من سكنتم بين القلب والمقل
كيف...
1- القصة
سأحكي لك كل شيء...اليوم عيد زواجنا الخامس عشر، اختارت زوجتي رابطة العنق هذه لأنها تليق على البدلة الرمادية، أما أنا فاخترت تلك الحمراء، بلون الدم.
تتهمني زوجتي دائما بقلة الخبرة والذوق في اختيار الألوان والملابس ، بل .. في اختيار أي شيء، كانت تتهمني وحسب.
تقوم هي بالأمور التافهة...