كرسَ ما تبقى من عمرهِ كي يمحو الماضي، ويزيل من ذاكرته اسماءٌ قبيحة ويحتفظ بآخرى. لم يكن كاتبا ابدً، ولم يدع أنه ناجحا في مسيرته مطلقاً. لكن حروف كلماته كانت تشكل رؤية خاصة به يفتقدها الكثيرون، ويتحسسها أصحاب الذوق الرفيع. يصدم احياناً من سخرية من يحبهم ويعدهم اصدقائهِ حين يعتبرونه ضعيفاً ولا قدرة له على الابداع. وهناك من يعده شخصا أكل الدهر وشرب عليه دون أن يحقق ذاته ويدعي أنه يكتب ولا جديد له بل هو بعيد كل البعد عن كل ما يخص الكتابة. ربما يكونوا على حق فهو لم يدافع يوما عن نفسه فكيف يدافع عن انتاجه الجمالي؟!. هو نفسهُ لم يتعرف الى نفسهِ. فكل مكان يعمل فيه ينقسمون زملائه الى اربع اقسام. الاول يعجب به جداً ويحذر العمل معه، والثاني يُكون معه صداقة ينهل منهُ ما يمكن الاستفادة من معرفته. والثالث يلبس قناع الاخوة والصداقة والزمالة ويشهر به اينما يجلس ويسقطه بعيون الآخرين بكل وقاحة وخسة وتفاهة والغريب يُقبلهُ بحرارةٍ عند كل لقاء. والرابع يعلن عن عداوته له بكل تفاصيل العداوة. ربما يكون سبب ذلك الغيرة من النجاح والتنافس على الاصلح عملا. الحقيقة ان الاقسام كلها يربطها الخيط الخفي العالق في عقولهم هو (خيط الغيرة). والمدهش ظهور قسم خامس من النفوس، لم يرَ مثلها قط، غريبة في تركيبتها المغولية تجمع في جوّفها من جيف ما تزكم الانوف. وفي عقلها عقد لا هي موسمية ولا تشبه طيف التوحد بشيء. التعامل معها يسير وسهل جداً، لكن لدغتها ليس مميتة بل هي تشوه كل جميل فيك من خلفك – لم تتراءى لك حتى في الحلم.
الآن انت الأقرب الى ذاتك وتعترف بين نفسك أنك جبان، غارق بين المقدس الذي تحب والمندس في باطن المقدس، وتقر بشجاعتك فقط في خيالك. والشيء الوحيد الذي لاتهابه هو الموت. تتضرع ان يرضى الله عليك حتى تصل الى أمنية انفصال روحك عن جسدك بأمان على سديم المقدس.. وأنت تعتقد أن كل يوم في حياتك يوماً اخيراً، وكل يوم تدوس بقدميك أشياء كثيرة، وتصمت ازاء ضجيج المتبجحين بالأنا، وتتحمل كلمات جريحة غالبا ما تحدث نزيفاً في قلبك. يعتقدوك جبانا وخائفا، وأحمقاً، وأخرقاً. ايا كان رأيهم فلا تثريب عليهم، لأنك تتغافل وتتغابى كل يوم من أجل نعمة المكان المقدس الذي أنت فيه، وتحث خطاك ببطء نحو الجنة، تخشى ان تتصادم مع القبيحين وتضل الطريق. لقد تجرعت الأمرين من أجل ان يثبت الله لك قدم صدق في المكان. كنت في السابق تبحث عن الله فترى نفسك، الآن تبحث عن نفسك فترى الله في كل جميل وطاهر ونقي. وتبغض كل سيء وشرير وتكره أن يؤذيه الله بسببك.
الآن وأنت في هذه الغرفة الطاهرة بمكانها المقدس، ها هنا تفكر في كل شيء ما عدا الخيانة والكذب والنفاق والتنافس غير الشريف. ترسم جمال عملك بلا تباهي أو رياء. وترى اشياء كثيرة رائعة وأخرى لا تمد للمكان بصلة، لقباحة أفعالها المرئية والخفية، انها تخترق الحق بلون الباطل. ولو كانت ثمة سلطة لديك لخرجت من جبنك وأظهرت قوتك, لضربت الباطل ونصرت الحق.. دهشت حينما صدمك أحد المتعالين كنت تحسبه انسانا ناضجا ففتحت له صدرك ومنحته بعض اسرارك. كان هو القسم الخامس الذي ابصرت ضوء شره عدة مرات وتغالط نفسك من أجل تاريخه الجيد. غاب كل شيء عن عينيك وأنت تسمعه، يستقبح عملك ويشيد بأخلاقك، لشخص كان يعدك من المميزين. السمع خلط عليك الاشياء وعرت الجرأة امامك قبح النقد ألتشويهي فاذا بك تراهم أعمق مما يروك، وقتذاك أرتبت بعينيك ابتسامة حزينة تعلن عن عري تفكيرهم وأستغابتهم رغم كرمك بإهداء فكرك بخط يدك لمن طعن كلماتك دون ان يقرأ فكرك. وحينما تفاجئ بابتسامتك قال : لا يصح ان تصدر كلاما بسيطا وأنت كاتب للكلمات. حزت بي لعلعة السؤال فقلت : انت لم تقرأ بعينيك بل قرأت بأذنيك.
أثرت أجابتك الهادئة، وجعلتهما اضحوكة. الخامس كان مغتماً ناقماً بوجه ضحوك، وأنت كنت صبورا. هو فعل ذلك غيرة وحسداً من أجل أن يأخذ عليك انطباعا سيئاً، وأنت كنت تقابله بكل كياسة ودماثة ورباطة جأش. منذ ذلك اليوم تغيرت وهيمن عليك الصمت إلا عند السؤال، وصرت تتعمد الانزواء والابتعاد. ومن دون ان تعلم صار أهل الغرفة ينقسمون باسمك. وأنت تكسب الجميع بسبب طريقك النبيل وقدسية المكان.
الآن انت الأقرب الى ذاتك وتعترف بين نفسك أنك جبان، غارق بين المقدس الذي تحب والمندس في باطن المقدس، وتقر بشجاعتك فقط في خيالك. والشيء الوحيد الذي لاتهابه هو الموت. تتضرع ان يرضى الله عليك حتى تصل الى أمنية انفصال روحك عن جسدك بأمان على سديم المقدس.. وأنت تعتقد أن كل يوم في حياتك يوماً اخيراً، وكل يوم تدوس بقدميك أشياء كثيرة، وتصمت ازاء ضجيج المتبجحين بالأنا، وتتحمل كلمات جريحة غالبا ما تحدث نزيفاً في قلبك. يعتقدوك جبانا وخائفا، وأحمقاً، وأخرقاً. ايا كان رأيهم فلا تثريب عليهم، لأنك تتغافل وتتغابى كل يوم من أجل نعمة المكان المقدس الذي أنت فيه، وتحث خطاك ببطء نحو الجنة، تخشى ان تتصادم مع القبيحين وتضل الطريق. لقد تجرعت الأمرين من أجل ان يثبت الله لك قدم صدق في المكان. كنت في السابق تبحث عن الله فترى نفسك، الآن تبحث عن نفسك فترى الله في كل جميل وطاهر ونقي. وتبغض كل سيء وشرير وتكره أن يؤذيه الله بسببك.
الآن وأنت في هذه الغرفة الطاهرة بمكانها المقدس، ها هنا تفكر في كل شيء ما عدا الخيانة والكذب والنفاق والتنافس غير الشريف. ترسم جمال عملك بلا تباهي أو رياء. وترى اشياء كثيرة رائعة وأخرى لا تمد للمكان بصلة، لقباحة أفعالها المرئية والخفية، انها تخترق الحق بلون الباطل. ولو كانت ثمة سلطة لديك لخرجت من جبنك وأظهرت قوتك, لضربت الباطل ونصرت الحق.. دهشت حينما صدمك أحد المتعالين كنت تحسبه انسانا ناضجا ففتحت له صدرك ومنحته بعض اسرارك. كان هو القسم الخامس الذي ابصرت ضوء شره عدة مرات وتغالط نفسك من أجل تاريخه الجيد. غاب كل شيء عن عينيك وأنت تسمعه، يستقبح عملك ويشيد بأخلاقك، لشخص كان يعدك من المميزين. السمع خلط عليك الاشياء وعرت الجرأة امامك قبح النقد ألتشويهي فاذا بك تراهم أعمق مما يروك، وقتذاك أرتبت بعينيك ابتسامة حزينة تعلن عن عري تفكيرهم وأستغابتهم رغم كرمك بإهداء فكرك بخط يدك لمن طعن كلماتك دون ان يقرأ فكرك. وحينما تفاجئ بابتسامتك قال : لا يصح ان تصدر كلاما بسيطا وأنت كاتب للكلمات. حزت بي لعلعة السؤال فقلت : انت لم تقرأ بعينيك بل قرأت بأذنيك.
أثرت أجابتك الهادئة، وجعلتهما اضحوكة. الخامس كان مغتماً ناقماً بوجه ضحوك، وأنت كنت صبورا. هو فعل ذلك غيرة وحسداً من أجل أن يأخذ عليك انطباعا سيئاً، وأنت كنت تقابله بكل كياسة ودماثة ورباطة جأش. منذ ذلك اليوم تغيرت وهيمن عليك الصمت إلا عند السؤال، وصرت تتعمد الانزواء والابتعاد. ومن دون ان تعلم صار أهل الغرفة ينقسمون باسمك. وأنت تكسب الجميع بسبب طريقك النبيل وقدسية المكان.