أختطفتُ امرأة كانت تسكن في بيت طيني يقع في آخر القرية، ارجو الا يذهب خيالكم الى إنني انسان غير سوي، يختطف النساء ليمارس معهن الرذيلة، أو إنني أجبرتها على ذلك، كأن سحبتها من ذراعها عنوة، لتصعد معي عربتي، بحمارها الهزيل، الحقيقة أننا أتفقنا ليلة البارحة، أن نضع حدا لهروبنا من الناس، ألتقيت بها في النهار، كانت تريد نقل" كواصر تمر " من محل يقع في وسط السوق، ولما ركبت في آخر العربة وظهرها لي، أخبرتها بخطة هروبها من بيت أهلها، بعد منتصف الليل، طلبتُ منها ان تجلس عند عتبة الباب، ولما أشعل المصباح اليدوي، مرتين وأسلطه على الباب في الثالثة، تلتحق بي فورا، لتركب العربة وننطلق الى أرض الله الواسعة.
ها نحن نغذ السير، تجلس هي في آخر العربة، وأنا اقود حماري الذي صار عجوزا، ضعفت لديه قدرة المشي، والبصر. كانت صامته مثلي لا تتمكن من قول أي شيء، ولما أشتعلُ بالشوق اليها، أترك الحمار يسير لوحده، أقفز إليها لاقبلها بسرعة من خدها، فتقول ضاحكة " لا تفضحنا فدوة اروحلك امامنا ليل طويل" ولكنني عندما أتذكر إنني هارب من الجيش، وأن عيون الامن لا تنام في الليل، منتشرة في كل مكان لاصطياد الهاربين من الحرب ، اعود الى مكاني ممسكا بالحبل الذي يعلق بخطام الحمار.
يجب أن أشير الى أن معرفتي بهذه المرأة، تعود الى سنوات بعيدة ، كنت احبها وأنا مراهق، وهي تحبني أيضا، نتبادل النظرات وتخاف الاقتراب مني، خشية من أن تتلوث سمعتها، كما كانت تقول لي ، ولما كبرتُ وصرتُ في العشرين من العمر، رفض أهلها تزويجها لي، وبسبب رفضهم، قررت عدم المشاركة بالحرب على العكس من بقية اخواني الثلاثة، الذين ما إن ألتحقوا، واحداً بعد الاخر بجبهات الحرب، حتى عادوا ملفوفين بالعلم العراقي، واحداً بعد الاخر، وكان الثالث، وهو أكبر مني بسنة، افجع نكبة مر بها والدي، جعل مقتل اخي الثالث أن ينهار أبي بسرعة، ولحق به فورا، وبقينا أنا وأمي لوحدنا في البيت، الذي كان يضج بالحياة. صرت أخاتل في النهار والليل، هروبا من دوريات أفراد الامن والحزب، المنتشرين في كل مكان، في الأسواق وبين المزارع، وحتى قرب الأنهار الصغيرة المتفرعة من نهر الفرات، أترقب كل يوم إطلالة حبيبتي التي رفض أهلها تزويجي بها، وذات يوم أشتدت فيها المعارك على الجبهة، بعد سنوات من زواج حبيبتي، جاءوا بزوجها مقتولا يلف تابوته العلم العراقي، ففرحتُ لمقتله، لبست حبيبتي السواد، وظهر عليها الحزن بعد الحداد، حتى وجدتني أعيدُ معها الوصال لتذكيرها بايامنا التي غربت، حيث كنا نتبادل النظرات العاشقة، مثلما نفعل أيام المراهقة، كانت هي تعلم بمكان إنزوائي عند سوباط آل منشد، المتروك وسط النخيل الذي يبست جذوره، سوباط مثل الكوخ لا يمكن أن يصل إليه رجال الامن أو عناصر الحزب، لأنه بعيد عن الأنظار، فتأتي حبيبتي في الليل ساعة او ساعتين نتبادل القبل والكلام الهامس، أسمعها قصائد من تأليفي، كانت هي تذوب بين ذراعي وتقول لي أحب صوتك، فأتحسس مكامن الجمال في جسدها، حتى قررنا أن نرحل من هذه القرية، لنعيش في مكان بعيد ووافقتني على ذلك.
وقبل أن اقرر الهروب من القرية مع حبيبتي، ودعّت أمي، قلت لها، سأذهب الى ارض الله الواسعة، ولن أعد الى هنا، بعد هذه الليلة، الى أن تنتهي الحرب، وطلبت منها أن تتدبر امرها بالعيش عند احدى بناتها، فقالت لي " الله وياك يمه ".
ركنت العربة، ثم سرنا أنا وحبيبتي الى السوباط أو الكوخ المتروك، وقد توتر كل عضو في جسدي، أجلستها على الفراش، ونزعت عنها العباءة بصعوبة، وهي ترتجف خائفة، لكنها تبتسم لي تلك الابتسامة الحلوة التي أحبها، قالت " فدوة اروحلك، لا تسوي دكة ناقصة، لما نوصل الى ذاك المكان نعقد على سنة الله ورسوله"، فقلت لها "طبعا.. طبعا"، لكنني في الحقيقة، كنت أريد لها أن تطمأن، ولما أستعادت أنفاسها، وشعرتُ إنها توقفت عن إضطرابها وقلقها، اخبرتها " انني على العهد، لا تخافي"، في تلك اللحظات، ألقت بجسدها أمامي، ونظرت لي تلك النظرة الجميلة التي تنطق بالشهوة والرغبة.. فجلست على ركبتي بين فخذيها أريد لثمها بقبلة، ولما وصلت الى رقبتها، وأنا أتشمم عطرها الجميل، في تلك الاثناء، وسط الصمت والهدوء، دخل علينا فجأة رجال الامن والحزب، صرخوا بنا وهم مدججون بالسلاح، لم أفعل شيئا سوى إنني رفعت يدي أستسلاما، وتم اقتيادي بذل ومهانة مع الصفعات والركلات، لكنني سمعت أحدهم يقول الى حبيبتي " بارك الله بك، أحسنت ".
ها نحن نغذ السير، تجلس هي في آخر العربة، وأنا اقود حماري الذي صار عجوزا، ضعفت لديه قدرة المشي، والبصر. كانت صامته مثلي لا تتمكن من قول أي شيء، ولما أشتعلُ بالشوق اليها، أترك الحمار يسير لوحده، أقفز إليها لاقبلها بسرعة من خدها، فتقول ضاحكة " لا تفضحنا فدوة اروحلك امامنا ليل طويل" ولكنني عندما أتذكر إنني هارب من الجيش، وأن عيون الامن لا تنام في الليل، منتشرة في كل مكان لاصطياد الهاربين من الحرب ، اعود الى مكاني ممسكا بالحبل الذي يعلق بخطام الحمار.
يجب أن أشير الى أن معرفتي بهذه المرأة، تعود الى سنوات بعيدة ، كنت احبها وأنا مراهق، وهي تحبني أيضا، نتبادل النظرات وتخاف الاقتراب مني، خشية من أن تتلوث سمعتها، كما كانت تقول لي ، ولما كبرتُ وصرتُ في العشرين من العمر، رفض أهلها تزويجها لي، وبسبب رفضهم، قررت عدم المشاركة بالحرب على العكس من بقية اخواني الثلاثة، الذين ما إن ألتحقوا، واحداً بعد الاخر بجبهات الحرب، حتى عادوا ملفوفين بالعلم العراقي، واحداً بعد الاخر، وكان الثالث، وهو أكبر مني بسنة، افجع نكبة مر بها والدي، جعل مقتل اخي الثالث أن ينهار أبي بسرعة، ولحق به فورا، وبقينا أنا وأمي لوحدنا في البيت، الذي كان يضج بالحياة. صرت أخاتل في النهار والليل، هروبا من دوريات أفراد الامن والحزب، المنتشرين في كل مكان، في الأسواق وبين المزارع، وحتى قرب الأنهار الصغيرة المتفرعة من نهر الفرات، أترقب كل يوم إطلالة حبيبتي التي رفض أهلها تزويجي بها، وذات يوم أشتدت فيها المعارك على الجبهة، بعد سنوات من زواج حبيبتي، جاءوا بزوجها مقتولا يلف تابوته العلم العراقي، ففرحتُ لمقتله، لبست حبيبتي السواد، وظهر عليها الحزن بعد الحداد، حتى وجدتني أعيدُ معها الوصال لتذكيرها بايامنا التي غربت، حيث كنا نتبادل النظرات العاشقة، مثلما نفعل أيام المراهقة، كانت هي تعلم بمكان إنزوائي عند سوباط آل منشد، المتروك وسط النخيل الذي يبست جذوره، سوباط مثل الكوخ لا يمكن أن يصل إليه رجال الامن أو عناصر الحزب، لأنه بعيد عن الأنظار، فتأتي حبيبتي في الليل ساعة او ساعتين نتبادل القبل والكلام الهامس، أسمعها قصائد من تأليفي، كانت هي تذوب بين ذراعي وتقول لي أحب صوتك، فأتحسس مكامن الجمال في جسدها، حتى قررنا أن نرحل من هذه القرية، لنعيش في مكان بعيد ووافقتني على ذلك.
وقبل أن اقرر الهروب من القرية مع حبيبتي، ودعّت أمي، قلت لها، سأذهب الى ارض الله الواسعة، ولن أعد الى هنا، بعد هذه الليلة، الى أن تنتهي الحرب، وطلبت منها أن تتدبر امرها بالعيش عند احدى بناتها، فقالت لي " الله وياك يمه ".
ركنت العربة، ثم سرنا أنا وحبيبتي الى السوباط أو الكوخ المتروك، وقد توتر كل عضو في جسدي، أجلستها على الفراش، ونزعت عنها العباءة بصعوبة، وهي ترتجف خائفة، لكنها تبتسم لي تلك الابتسامة الحلوة التي أحبها، قالت " فدوة اروحلك، لا تسوي دكة ناقصة، لما نوصل الى ذاك المكان نعقد على سنة الله ورسوله"، فقلت لها "طبعا.. طبعا"، لكنني في الحقيقة، كنت أريد لها أن تطمأن، ولما أستعادت أنفاسها، وشعرتُ إنها توقفت عن إضطرابها وقلقها، اخبرتها " انني على العهد، لا تخافي"، في تلك اللحظات، ألقت بجسدها أمامي، ونظرت لي تلك النظرة الجميلة التي تنطق بالشهوة والرغبة.. فجلست على ركبتي بين فخذيها أريد لثمها بقبلة، ولما وصلت الى رقبتها، وأنا أتشمم عطرها الجميل، في تلك الاثناء، وسط الصمت والهدوء، دخل علينا فجأة رجال الامن والحزب، صرخوا بنا وهم مدججون بالسلاح، لم أفعل شيئا سوى إنني رفعت يدي أستسلاما، وتم اقتيادي بذل ومهانة مع الصفعات والركلات، لكنني سمعت أحدهم يقول الى حبيبتي " بارك الله بك، أحسنت ".