دارين طاطور - قاوِمْهُمْ يا شَعْبي

(القصيدة التي سجنت بسببها والمسجلة
بلائحة الاتهام ضدي في المحكمة)


في قُدْسي ضَمَّدْتُ جِراحي
وَبَثَثْتُ هُمومي للهِ
وَحَمَلْتُ الرُّوحَ عَلى كَفِّي
مِنْ أَجْلِ فِلَسْطينَ ٱلعَرَبِيَهْ
لَنْ أَرْضى بِٱلحَلِّ السِّلْمي
ما دامَ السُّمُّ قَدِ ٱنْتَشَرَا
يَقْتُلُ أَزْهارًا مِنْ بَلَدي

لَنْ أُنْزِلَ أَبَدًا راياتي
حَتَّى أُنْزِلَهُمْ مِنْ وَطَني
أُرْكِعَهُمْ لِزَمانٍ آتي
قاوِمْهُمْ يا شَعْبي قاوِمْ
قاوِمْ أَطْماعَ ٱلـمُسْتَوْطِنْ
مَزِّقْ دُسْتورًا مِنْ عارْ
قَدْ حَمَلَ الذُّلَّ ٱلقَهَّارْ
أَوْقَفَنا عَنْ رَدِّ ٱلحَقِّ
*
قاوِمْهُمْ يا شَعْبي قاوِمْ
وَٱتْبَعْ قافِلَةَ الشُّهَداءِ
قَتَلوا ٱلأَطْفالَ بِلا ذَنْبٍ
وَهَديلٌ قَنَصوها عَلَنًا
قَتَلوها في وَضَحِ نَهارٍ
وَمُحَمَّدُ قَلَعوا عَيْنَيْهِ
صَلَبوهُ
رَسَموا ٱلآلامَا
في جَسَدٍ
صَبُّوا ٱلأَحْقادَا
بِعَلي
شَعَلوا النِّيرانْ
حَرَقوا آمالًا في ٱلـمَهْدِ
قاوِمْ أَخْباثَ ٱلـمُسْتَعْرِبْ
لا تُصْغِ السَّمْعَ لِأَذْنابٍ
رَبَطونا بِٱلوَهْمِ السِّلْمي
لا تَرْهَبْ أَلْسُنَ "مِرْكافا"
إِنَّ ٱلحَقَّ بِقَلْبِكَ أَقْوى
ما دُمْتَ تُقاوِمُ في وَطَنٍ
عاشَ ٱلغَزَواتِ وَما كَلَّا
فَعَلِيٌّ نادى مِنْ قَبْرِهْ
قاوِمْ يا شَعْبي يا ثائِرْ
وَٱكْتُبْني نَثْرًا في النَّدِّ
قَدْ صِرْتَ الرَّدَّ لِأَشْلائي
قاوِمْ يا شَعْبي قاوِمْهُمْ.

تعليقات

كلفت قصيدة (قاوِمْهُمْ يا شَعْبي) الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور، ثلاث سنوات من الاعتقال التعسفي بسجون الاحتلال لقاء نشر هذه القصيدة المعبرة العميقة والهادفة التي تدخل ضمن أدب المقاومة ضد الاحتلال والاستيطان الصهيوني الغاشم.. الذي يعتبره الصهاينة أدبا عدوا، ومزعجا يحسب له ألف حساب، ويتهيبون من كل قصيدة أو نص لمحمود درويش او سميح القاسم أو توفيق زياد ، أو فدوى طوقان، أو إميل حبيبي ، أو غسان كنفاني، أو احمد دحبور . او أي كاتب وأديب آخر من شعراء المقاومة.. يوم كان لشعر وادب المقاومة الفلسطينية صوت وصدى، وكانت القصيدة كالقنبلة سواء بسواء. لدرجة أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يأمر إذاعة الجيش بمنع بث أغاني المطرب والشاعر والناشط اليساري يهونتان جيفن لكونه أهدى إحدى قصائده لعهد التميمي..
أو قصيدة (آهات أمام شباك التصاريح) للشاعرة فدوى طوقان على محمل الجد وتحللها على انها خطيرة، خاصة حبنما تصل لقولها:
( جوع حقدي فاغر فاه
سوى أكبادهم
لا يشبع الجوع الذي استوطن جلدي»:
قتلوا الحب بأعماقي أحالوا في عروقي الدم غليلاً وثار)
أو قصيدة محمود درويش ( بطاقة هوية) حين يقول فيها
( ولكنني إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي.
ومن غضبي
سجل أنا عربي)
أو قصيدة "تقدموا" لسميح القاسم

شكرا كثيرا للشاعرة دارين طاطور المناضلة على هذا النص الشعري البليغ من أدب الحرية والمقاومة الفلسطينية الذي سيبقى حيا للأبد
 
أعلى