محمد نوري جواد - صفوة القول..

كثرت الأخطاء في الكتب الرسمية، ومنها ما ورد في أمر جامعي للجامعة المستنصرية، حيث جاء فيه ( إستنادا إلى الصلاحية... وبناءاً على ما جاء... المدرجة أسماؤهم أدناه إبتداءاً... وإنتهاءا ... إزاء إسم )، وتتمثل هذه الأخطاء في رسم الهمزة، فكتابة (إستنادا) بهمزة القطع خطأ ؛ لأنه مصدر الفعل (استند)، وقد ذكرنا في السابق، أنّ زنة (افتعل) ومصدره (افتعال) لا تكتب بهمزة القطع، والصواب : (استنادا)، واجتمعت ثلاثة أخطاء في ( إبتداءاً، وإنتهاءاً)، الأولى: ما ذكرناه في همزة زنة (افتعال), والثانية : كتابة الألف بعد الهمزة، والثالثة : كتابة التنوين على الألف، والصواب : (ابتداءً، وانتهاءً)، ومن الأخطاء أيضا كتابة (إسم) بهمزة القطع، والصواب : (اسم).
وكثر أيضا كتابة (رجاءاً) كما في (رجاءاً يمنع استخدام أجهزة الموبايل داخل قسم الإعلانات رجاءاً)، و(صيدلية الوزيرية مفتوحة صباحا ومساءاً)، ووقع الخطأ كذلك في كلمات مثل ( أسماءاً، واستهزاءاً، وأنحاءاً، وعناءاً، وثراءاً، وطلاءاً... )، وصحيح القول : إذا كانت الهمزة متطرفة أي واقعة في نهاية الكلمة، ولم تسبق بألف مثل ( بدء، وجزء، وشيء، وهدوء ...) فضع بعدها ألفا في حالة النصب، أي : بدءًا، وجزءًا، وشيئًا، وهدوءًا، وإن كانت الهمزة متطرفة مسبوقة بألف فلا تضع بعدها ألفا، فتقول : ابتداءً، وبناءً، وانتهاءً، ورجاءً...، وخلاصة القول : لا تضع ألفا بعد همزة متطرفة مسبوقة بألف، وضع الألف بعد الهمزة المتطرفة غير المسبوقة بألف في حالة النصب، وإذا جمعت الكلمة جمع المؤنث السالم كتبت ألف الجمع مثل : قراءات، وإجراءات، ولقاءات، وإحصاءات، وجزاءات ... .
يكتب الكثير من الطلبة في الامتحانات وغيره : (فعلٌ ماضي)، وفي إحدى الصحف قولهم : (إيضاح موقف الوزارة حيال ما ينطوي عليه من معاني ودلالات)، وفي أخرى : (الشعب العراقي غالي على قلوب البرلمانيين)، فكتابة الياء في (ماضي، ومعاني، وغالي) خطأٌ، والصواب : فعلٌ ماضٍ، ومن معانٍ ودلالات، والشعب العراقي غالٍ، وبيان ذلك أنّ هذه الياء في نهاية الكلمة ياءٌ لازمة مكسور ما قبلها ومثل ذلك : الهادي، والقاضي، والمحامي، والداعي، تحذف هذه الياء في حالتي الرفع والجر إذا كان الاسم نكرة، أي : من دون ألف ولام، أو مضاف، وفي حالة النصب تثبت هذه الياء، ويجمع ذلك قولك : هذا محامٍ زار قاضيًا مع مدعٍ، فمحامٍ : خبر مرفوع حذفت ياؤه، وقاضيًا : مفعول به منصوب تثبت ياؤه، ومدعٍ : مضاف إليه مجرور حذفت ياؤه، ويلحق النكرة التنوين، وإذا دخلت الألف واللام على هذا الاسم المسمى بالمنقوص فلا تحذف، وقل : الفعل الماضي، ومن المعاني والدلالات، والشعب العراقي الغالي، وكذلك إذا أضفت الاسم مثل : ماضي الأفعال، ومعاني الكلمات، وغالي الثمن، وضع في بالك أنّ هناك ياءً تكون غير لازمة في نهاية الكلمة تسمى ياء المتكلم مثل : وطني، وإيماني، وعزيمتي، وهي تعرّف النكرة فلا تستغرب من وجودها في حالة الرفع مثل : هذا وطني، أو في حالة الجر مثل : سمعوا بإيماني، في مقابل حذف الياء اللازمة مثل : هذا قاضٍ، وسمعوا بمآسٍ . وضع في بالك أيضا ياء النسب المشددة التي ذكرناها في حلقة سابقة.


د. محمد نوري جواد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى