محمد عبد الحليم غنيم - الخبير

أجلس وحيداً فى ذلك المكتب الكئيب الذى نقلت إليه حديثاً من وزارة التربية والتعليم ، حيث الحصص والتلاميذ والجرس والطباشير ولجان المتابعة ومعاكسة الأولاد للبنات وقتال الأولاد بعضهم بعضاً . فى هذا المكتب الكئيب العريض ذى اللوح الزجاجى المنقر أجلس وحيداً أشرب القهوة بلا طعم و أقرأ جريدة قديمة أخفيها فى الدرج عندما يمر المدير العام ، يعدو خلفه مجموعة من الموظفين ذوى عيون كلبية وآذان كلبية ، لمحنى أحدهم مرة وأنا اقرأ الجريدة ، فرفع حاجبيه تعبيراً عن التهديد ، و ربما الدهشة ، ولكننى لم أفهم سوى التهديد ، مع أنه ابتسم بعد ذلك ، وقال لسيادة المدير العام ، الموظف الجديد ، رئيس القسم ، دكتوراه فى التنمية البشرية ، فهز المدير رأسه دون أن يلتفت نحوى ، مع أننى نهضت واقفاً بمجرد أن نطق الكلب اسمى .

والآن ها هو الكلب يدخل فجأة ، وينحنى فوق المكتب ، كأنه يبحث عن شئ ما بينما كنت أهرش فى ساقى التى كان يعضها برغوث ضخم ، ظننته كذلك ، ولكنهما كانا فى الواقع برغوثين ملتصقين ببعضهما البعض ، من رائحة عرقه النفاذه أدركت أن شيئاً غريباً يحدث فى ذلك المكتب الكئيب، شيئ لا يبعث على الارتياح ، عندما رفعت رأسى كدت أصطدم برأس ذلك الكلب ، لم يكن الكلب مبتسماً هذه المرة ، كان متجهماً ، وكأنه ينفذ أمراً رغم أنفه قال :

ـ لم تعد وحدك فى هذا المكتب .

لم أتلفظ بكلمة ، مرت فترة صمت ، ثم قال :

ـ لم تعد وحدك فى هذا المكتب .

تفرست فيه بحدة هذه المرة , وكأننى أدركت ضعفه ، ومع ذلك لم أقل شيئا ، فقال :

ـ ما رأيك ؟

قلت :

ـ هل ستشاركنى الجلوس فى المكتب ؟

قال :

ـ يا ريت

سكت ، اعتدت أن أفعل ذلك فى هذه المؤسسة منذ اليوم الذى جئت فيه هنا . كانت ملامحه قد بدأت فى السكون والارتياح . فقال :

ـ السيدة ......

وقبل أن يكمل اقتحم الغرفة عاملان يحملان مكتباً أنيقاً ، بدا مكتبى بجواره صفيحة زبالة . وما أدهشنى أن العاملين طلبا منى بأدب أن أخلى مكتبى من محتوياته التى تخصنى ، ولأنه لم يكن لى أية محتويات ، فحقيبتى هى مكتبى ومخزن أسرارى . بإشارة بسيطة منى لهما أن لا شئ فى المكتب ، حملاه على الفور وخرجا ، وقفت حائراً أتطلع إلى الكلب الذى بدا الآن أقرب للإنسان ، إنسان ذى ملامح مريحة ودودة ، هز رأسه هزة ففهمت أنه يقول أصبر ولا تقلق وبالفعل لم يمر سوي أقل من دقيقة و اقتحم الغرفة عاملان آخران ، يحملان مكتباً يكاد يكون نسخة من المكتب الأول . وضعا المكتب الثانى بجوار الأول ، بحيث يكونان معاً مثلثا ناقص ضلع أو زاوية قائمة . بعد أن وضع العاملان المكتب ، قال أحدهما لى فى ابتسامة لزجة :

ـ مبروك يا دكتور

وكانت هذه المرة الأولى التى أسمع فيها لقبى العلمى فى هذه المؤسسة . وكأن الكلب ذو الملامح الإنسانية كان ينتظر أن يسمع هذا اللقب من العامل لكى يأخذ الإذن باعتماده ، قال لى مكملاً ما بدأه من حديث .

ـ السيدة حرم المدير العام ستشاركك هذه الحجرة يا دكتور .

فقلت :

ـ شكراً

لا أعرف إذا ما كنت أقولها رداً على مناداتى بلقبى العلمى أم على المكتب الجديدة ،أم لتشريف السيدة حرم المدير العام هذا المكتب .

ـ ستأتى السيدة حرم المدير العام بعد قليل ، رجاء يا دكتور لا تترك المكتب قبل أن تأتى .إنها تعليمات السيد المدير .

هززت رأسى ، فأكمل :

ـ إن السيدة حرم المدير العام فى حاجة إلى خبرة سيادتكم .

هززت رأسى من جديد ، ثم جلست فى مقعدى خلف مكتبى الجديد اللامع ، فتحت درجاً وأخرجت من حقيبتى بعض الأوراق لأول مرة ، بدأت أفتح الأدراج الأخرى واستف فيها أقلامى وأوراقى .

عندما انتهيت لم يكن فى المكتب أحد سواى . فكرت فى هذا التغيير ، نظرت حولى ، فوجدت الغرفة نظيفة والدهان جديد على الحوائط ، لماذا لم أدرك ذلك من قبل ، المقعد غير مريح لا بأس ، ولكن يمكن تغيره . نظرت إلى المقعد الجديد الذى جاء مع مكتب السيدة ، لم يكن يختلف كثيرا عن مقعدى . لكن ترى ما اسمها ؟ أقصد السيدة زوجة المدير العام . ولماذا يضعها معى فى غرفة واحدة ؟ وهل هى التى طلبت أن تكون معى ؟ تريد أن تكتسب الخبرة ؟ أية خبرة ؟ بعد سنوات من السهر والمذاكرة والتفكير والبحث والحصول على الليسانس والماجستير والدكتوراه والأبحاث والقراءات ، لا أظن أن عملى فى التربية والتعليم كان يستحق أكثر من شهادة الثانوية العامة ، أو ابتدائية قديمة ، فليكن ، لقد طلبوا خبيرا للمؤسسة الكبيرة وتقدمت وقُبلت .وها هى حجرتى لأول مرة تتزين بيافطة كبيرة يضعها الآن عامل أعلى الباب مكتوب عليها "مكتب الخبراء" وها هو عامل آخر يضع فوق مكتبى وأمامى قطعة من الخشب اللامع مكتوب عليها اسمى مسبوقا بلقب الخبير الدكتو....... ما الذى يحدث ؟ إن الأمور تسير بشكل سريع ، هل ستأتى السيدة حرم المدير العام سريعا أيضا . سمعت جلبة واضحة فى الطرقة ، فكرت أن أنهض من وراء مكتبى ، وأخرج لأستطلع الأمر . بيد أننى تراجعت فى اللحظة الأخيرة ، إن الضجة تقترب من المكتب تسبقها خطوات منتظمة ، ولكنها دقيقة وذات رنين متوافق ، إنها خطوات حذاء عالٍ لأمرأة . ها هى تتقدم الموكب تسير بجوارها فتاة صغيرة ، ظننت فى البدء ابنتها ، أدركت فيما بعد أنها السكرتيرة الخاصة بمكتب الخبراء الذى أترأسه ، نهضت مع دخول السيدة ثريا ، تقدمت فى خطوات واثقة وابتسامة مريحة ، ولكنها تسمرت فى مكانها بمجرد أن رأتنى ، وتسمرت أنا أيضاً . إنها ثريا مصطفى سعد زميلة الدراسة . بدا الأمر مربكاً لى ولها ، أشفقت عليها ـ تصرفت بحكمة ، أنقذتها من الموقف ، كنت أخشى أن ترتمى علىً وتحضنى ، وربما كانت هى أيضاً تخشى أن أفعل نفس الشئ ، قلت فى لهجة رسمية :

ـ أهلاً بالسيدة ....

فقالت بذكاء :

ـ ثريا مصطفى سعد. ماجستير فى التنمية البشرية ، وأعد لرسالة الدكتوراه .

فى ذلك الوقت كان السيد المدير العام يقف وراءها ، نظرت إليه فى امتنان وكأنها تقول له لقد أنعمت على ووضعتنى فى المكان المناسب .

قلت :

ـ أهلاً بالدكتورة ثريا

لمحت ظل ابتسامة على فم المدير العام ، فقلت :

ـ يشرفنى حضور السيد المدير العام .

ابتسم الرجل بوضوح ومد يده نحوى ، فسلمت عليه فى امتنان ، ربما لأشكره من أعماق قلبى، لقد أهدانى تحفة رائعة .

أشارت ثريا إلى الفتاة وقالت :

- سناء سكرتيرة المكتب . سنضع مكتبها معنا ، حتى يدبر لها المدير حجرة خاصة ومكتبا ملحقا بنا .

مثل حلم بدا كل شئ ، وجدت نفسى وحيداً بعد انصراف السيدة وركبها ، وكان موعد الانصراف قد أزف أيضاً ، فانسحبت من المكتب فى صمت حاملاً معى بطاقة الخروج ، وضعتها فى الماكينة ، فسجلت الثالثة إلا سبع دقائق ، أفقت، لقد بكرت سبع دقائق عن الموعد المحدد .

اتجهت إلى موقف السيارات أبحث عن سيارتى فى مكانها ، فلم أجدها ، وقفت حائراً ، فأسرع السائسً نحوى ، وهو ينادينى لأول مرة :

ـ سعادة الدكتور

نظرت إليه فى حيرة ، فأسرع يقول :

ـ سيارة سعادتك هناك .

وأشار إلى مظلة قريبة ، تعلوها يافطة مكتوب عليها الخبير ، وبجوارها مظلة آخرى مكتوب عليها أيضاً مساعد الخبير . هل تحققت الرؤيا ؟ بدا الأمر بالنسبة لى أشبه بحلم يتحقق أو واقع يتحول إلى حلم . ركبت سيارتى الفيات 128 وخرجت من تحت المظلة وكأننى أسير على الماء أفكر فى كل ما حدث اليوم . منذ استيقاظى فى الصباح الباكر واكتشافى أن زوجتى قد رحلت إلى أمها فى المستشفى وكان على أن أعد الإفطار بنفسى وأجهز السندوتشات للأولاد . أديت ما طلب منى على أكمل وجه ،وتركت لزوجتى رسالة علقتها على الحائط بجوار البوتوجاز وفجأة ، فى منتصف الطريق ، سمعت صوت بوق عال خلفى ، ما الذى يحدث ؟ أسير ببطء شديد ؟ زدت من سرعة السيارة ومع ذلك استمر صوت البوق خلفى ، نظرت فى المرآة أمامى ، سيارة فارهة تقودها سيدة ، بدون تفكير ودونما أن أتحقق قلت هى ، وبالفعل كانت هى انحرفت إلى جانب الطريق ، فتخطتنى و وقفت أمامى كأنها تسد على الطريق حتى لا أتركها وأهرب . نزلت من السيارة ،بينما جلست أنا مكانى خلف عجلة القيادة ، مرت سيارة أخرج رجل رأسه من النافذه وهو يقول مبديا المساعدة :

ـ فى حاجة يا هانم ؟

هزت رأسها نافية بارتباك ، فتوقف الرجل إزاءنا وفتح باب سيارته وقال وهو يكاد ينزل :

ـ هل أساء إليك ؟

فنفت بشدة وتكلمت لأول مرة :

ـ لا شئ إنه أستاذى

فنظر الرجل نحوى وإلى شعرى الأشيب . وقال :

ـ أنا آسف يا أستاذ

أسرعت تضيف للرجل وكأنها ترضينى :

ـ الأستاذ الدكتور حسام نجم الدين .

تركنا الرجل ، فنزلت من السيارة وأنا أشعر بالحيرة والارتباك ، هذا الحوار فى الطريق العام . بدا لى غير مريح بالمرة ،ترقبنا عيون المارة فى فضول، فثريا جميلة، وسيارتها لافتة للأنظار ، بل يمكنك أن تقول جميلة أيضاً ، قالت :

ـ علمت من زوجى بالصدفة بوجودك فى المؤسسة

ثم أضافت :

ـ أشار فى حديثه معى أن الوزارة ألزمت المؤسسة بإنشاء مكتب للجودة يكون على رأسه خبير تنمية بشرية وذكر اسمك واستلامك للعمل منذ شهر تقريباً .

سكت أريد أن استمع إلى المزيد من حديثها .

أضافت :

ـ الكلام هنا .................

لم تكمل الجملة واحترت بماذا أكملها ، ولو كنا فى مكان آخر ومدينة آخرى أو دولة آخرى ، لقلت تعالى نكمل حديثنا فى المقهى أو فى شقتى أو فى شقتك .

ـ الأمر لافت للنظر ، العيون ترمقنا كأننا ....

لم أكمل الجملة ، فابتسمت فى ارتياح وفهمت وقالت :

ـ نكمل غداً فى المكتب .

اتجهت إلى سيارتها وأسرعت فى طريقها ، بينما سرت وراءها أفكر نكمل ماذا ؟ وهل يمكن وصل حديث انقطع منذ عشرين عاما ؟ كيف يمكن وصل حديث بعد زواجى وزواجها ؟ ثم إنها فى النهاية زوجة المدير العام ، ولكنها فى النهاية أيضا زميلة .

ركنت السيارة وغطيتها وأسرعت فى انتشاء أركض فوق السلالم مثل طفل نزق، فوجئت بزوجتى وراء الباب ، لم أتوقع مجيئها مبكرا هكذا ، كنت أعلم أن الأولاد فى المدرسة وأنه لا يوجد أحد بالداخل ، قلت مستدركا :

ـ هل حدث شيء لحماتى ؟

فقالت فى غضب :

ـ لا تفوًل عليها .

ابتسمت معتذرا،وقلت :

ـ أقصد كيف حالها ؟

ـ بخير . كيف حالك أنت ؟

لم تدعنى أُجيب ، أكملت على الفور :

ـ لماذا كنت تقف فى الطريق ؟ ومن تلك السيدة التى كانت تقف معك ؟

قلت ـ محاولا صد الهجوم بثقة وثبات :

ـ زميلة جديدة فى العمل ، إنها السيدة ...

ـ السيدة ماذا ؟ قل !

ـ السيدة ثُريا مصطفى سعد .

سكتت فى حيرة ، فأسرعت محاولا تغيير الموضوع :

ـ ماذا أعددت للغداء ؟

كنت قد اتصلت بها لتحضر غداء جاهزاً ، فتوقعت سمكا مشويا ، أو سندويتشات كبدة ، ولكنها لم تذكر شيئا من كل هذا ، قالت فى حدة وسخرية معا :

ـ نفسك مفتوحة قوى للأكل .

نظرت إليها فى استعطاف ، ولكنها واصلت الهجوم :

ـ أول مرة تسأل عن الأكل .

قلت :

ـ لأننى لم أفطر جيدا ولا آكل خارج البيت كما تعلمين .

تحيرت ماذا تجيب ؟ وكنت أعلم أنها غير مطمئنة لهذه السيدة ، قالت :

ـ حسام .. أنت جوعان حقا ؟

نظرت إلى ساعتى ، كانت الساعة تقترب من الرابعة إلا ثلث . موعد حضور الأولاد من المدرسة . قلت :

ـ جهزت الأكل للأولاد .

قالت :

ـ الأولاد هنا من بدرى ، لقد مررت على المدرسة وأحضرتهم معى. كان عندهم يوم رياضى وخرجوا بعد الحصة الثالثة .

ـ إذن أنت هنا من بدرى ، ماذا طبخت ؟ أين الأولاد ؟

ازدحمت الأسئلة فى رأسى ، فلم أعرف عما أسأل عن الأولاد أم عن الأكل أم عن ثريا ؟ قالت إنها تعبانة ولم تطبخ وأن الأولاد عند جدتهم الآن وأن علىً أن أزورها وأن حماى زعلان وأننى مقصر فى أهلها . وفى الأخير كان علىً أن آكل أى شيئ من الثلاجة ، ومع ذلك أكلت فى رضا وشهية معا .

وفى السرير انزعجت زوجتى للنشاط الذى دب فى جسدى ، وغمغمت متشككة إذا ما كنت شربت شيئا أو بلعت شيئا ولكنها رضخت فى النهاية لرغبتى ، ومن جانبى تحملت تمنعها وكنت مروضا شرسا ، ثم سقطت نائما ، وفى منتصف الليل استيقظت لأجد زوجتى متيقظة تنظر إلىً فى حيرة وشك . قلت :

ـ ألم تنامى بعد ؟

انفجرت صارخة :

ـ كيف أنام وسط شخيرك وتخاريفك .. لماذا كنت تصرخ ؟

جمعت شتات فكرى وتذكرت الحلم . كنت أركب جرارا زراعيا واصطدم بسيارة 127 تركبها سيدة رقيقة ، لم أقل لزوجتى الحقيقة ، قلت :

ـ كنت أحلم أننى صدمت قطة بريئة .

فقالت ساخرة :

ـ من تلك القطة البريئة ثريا ؟

تماديت فى كذبى :

ـ كانت قطة صغيرة بيضاء

قالت :

ـ طيب نم . والصباح رباح .

قمت من النوم مرهقا ، تحسست مكان زوجتى فوجدته فارغا من المؤكد أنها خرجت لزيارة أمها المريضة ، أما الأولاد فسيذهبون إلى المدرسة من عند جدتهم ، الحمد لله أراحونى من عمل السندويتشات ، قمت إلى الحمام فى تثاقل ، وبعد دقائق استعدت نشاطى لأرتدى ملابسى على عجل وأذهب إلى العمل .

وصلت المؤسسة فى موعدى المعتاد ،ركنت سيارتى، وضعت كارت الدخول فى الماكينة ودخلت المؤسسة واتجهت رأسا إلى مكتبى وأنا أتوقع أن أجدها هناك ، تعمدت أن أتأخر قليلا فدخلت الحمام ، وخرجت ولكنى لاحظت سكونا وهدوءا غريبين فى المؤسسة ، حتى الآن لم أرأحدا فى طريقى ، وعندما دخلت مكتبى لم أجدها أيضا ، ساورنى شك كبير هل جئت قبل الموعد؟ ، نظرت فى ساعتى ، لقد تجاوزت التاسعة والنصف ، أين السكرتيرة ؟ هل أنا فى حلم أم فى واقع ؟ أريد أن أخرج ،أيها البشر، أيها الناس .. ثريا . هل صرخت بالفعل وقلت ثريا ؟ لا أحد فى المؤسسة ، نزلت مسرعا ، عدت إلى باب الخروج ، أدخلت الكارت وخرجت الساعة التاسعة وخمس وثلاثون دقيقة . هل اليوم إجازة ؟ اتجهت إلى مدخل المؤسسة كان العامل يلف نفسه فى جاكيت قديم وهو ينتحب ، عيناه حمراوان ، ماذا حدث ؟هززته فانتفض واقفا وجدتنى أقول له :

ـ ماذا حدث ؟

فقال وهو يبكى :

ـ ألا تعلم يا دكتور . ألم يبلغوك ؟

فقلت بارتباك ودهشة :

ـ أعلم ماذا ويبلغونى بماذا ؟

ـ السيدة ثريا .. صدمتها سيارة ...

ولم أدعه يكمل ، ولكننى سمعته يلاحقنى بالأخبار وأنا أتجه إلى الشارع .توفيت قبل أن تصل إلى المستشفى .الجميع فى الجنازة ، عليك أن تلحق بالجنازة .


د. محمد عبد الحليم غنيم

محمد عبد الحليم غنيم



د. محمد عبد الحليم غنيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى