محمد المكي ابراهيم - إصبع في الشمس

بثدييها يلوذ الجرح , يلعق عاره ابن السبيل ويفرح الغرباء
بثدييها مشاوير السدوم , تولد الحمى وتوق النبض
في الأشياء
هنا عفوية الفعل الأصيل تشيأت دهرا من التيجان
وانبسطت موائد نعمة وعطاء
تنبعث المدارات الفساح لنا , تدلى النجم عنقودا
خذوا من عريها تبغا وموسيقى
ضعوا في قلب هذا الرعب إمكاناتكم لونا وتزويقا
وباستسلامها شقوا جدار الوعي
حطوا إصبعا في الشمس
ونعرف أننا نجتز ساقيها لتطعمنا نهارا واحدا عشبا وتيجانا
ونعرف انه الجوع الوحيد الى التعزي واجتياز السر أعمانا
وان الآخر الجسد
لدى فتكاتنا ابدأ من الكينونة الممحوة القسمات
ونعرف ان هذا الشق في الثديين جرح العصر
فتق في مشيئتنا ينز الدم
نزيف يقنأ التاريخ , يسكب في جبين الرب
خزي هروبه عنا ؟
ونحن نمد ايدينا نصيد النجم
واعرف انه لا عاد يذكرنا ولايهتم
وأن لنا مشيئتنا وجيل من هموم الارض
ينقر في زوايا الغاب طبل الخلق
ينشي فكرة التكوين
على اعتابنا كان النهار يحك لحيته ويرمقنا
سعيدا في توجعنا
سعيدا باحتراق الوعي في الغيبوبة البيضاء
لان الكون حين نكف لا يبقي , تموت نضارة الاشياء
على اعتابنا يتفتت الدهر الكبير دقائقا صدئت
وأسأمها طريق الدرب والاعياء
لأن بنا مدارات الشموس , بوعينا تحيا
خلايا الدهر والاشياء
لان تنصلا نحياه خلف وجودنا الواعي
يفجر عبر وجداناتنا نبع الحياة ومجدها الابدي
***
بهذا الوعي اقبل ما بايديكم وانذر ان اعيش
مع وضد وداخل الآخر

الشرف الجديدة
سأعود لا إبلا وسقت ولا بكفي الحصيد روائعا
مدوا بساط الحب واغتفروا الذنوب ,
وباركوا هذي الشهور الضائعة
ما زال سقف أبي يظلُ, ولم تزل أحضان أمي
رحبة المثوى مطيبة الجناب
كانت ليالينا بلون الثلج كنا نرقص الشاشا
ويفضحنا النهار
خرست تعاويذ الجدود , تساقطت شعل الحنين
كسا ذوائبها غبار
في ظلمة التابو تسلقنا نحاس البوق
وانفتحت مسالكنا الى رحم الحياة وطيبات عطائها
أنثى من اللحم الصقيل توهجت خصبا
وضج النسل في اعضائها
ومواسما طفح النبيذ , مواسما دفء الربيع سرى
تذوقنا حلاوة أن نعيش الرعب والحمى
ونصمد للجليد
***
وأذل أيامي إذا دمعت عيون الشيخ , قالت طفلتي :
أين القصور ؟
وزخرفت أمي حماقات الشهور الضائعة .
يا عفة الكذب الرءوم تنزلي بردا عليه ,
وطيبيه , وفتقي لخطاه صحراء النزوح مشارعا
لله ما احلى تنفسه هواء البيت , ما احلى تسلطه
وسهد كتابه
ويحا لرمحته وطيش شبابه
أسفا على العام الخصيب قضاه في شعب الصقيع .
يا ام مفترق الدروب جلال ان نحيا ونعتنق الوجود
كنا هناك تطلعا يدمي وتضحية تجود
كنا نبارك باٍسمكم شمس النهار ونستحي
ألا ننشر وجهكم فيها , ونمسح عنه أدمعنا الغزار .
كم ذا تجرعنا نبيذ الشمس باٍسمكمو وتوهنا الدوار
كم ذا تسمعنا مساجدكم تنوح بيوتكم تهوي
وطوحنا عويل النخل في ريح الجنوب
الله يشهد اننا كنا هناك الفطر والعيد الكبير
وفي مآتمكم توجعنا شتمنا ..... والايدي التي
تغتال استشرافكم قمم الحياة
****
ذهبت بمجانية الحب الذليل محبتي لكمو وعدنا خالصين
في وحشة المنفى تحسست الثياب
ونحت مشتاقا الى اصواتكم وبكيت
واستغرت حبك يا امان .
اليوم اقبض كل ذرات الحنان بلحظة مرت
وفي هذا الشروق
وكل ما تنفك عنه شرانق الزمن الوهوب
هذي اعتذاراتي , ودفعات النزوع وكل ما خطته
ايامي الصغيرة في الدروب .
يسخو الفؤاد ويغتني فيضا من البهج المريح
بساعة تحتاطني فيها سواعدكم وامدد نحوكم كفي
عريانين الا من معزتكم وحب عيونكم .
لا تسألوا ماذا وكيف – دعوا السلام
يدشن الشرف الجديدة في فؤاد فتاكمو
عبر البحار وجاوز الصحراء وانبسطت قمم الجبال
اتاكمو
كرما جليلا قدموه وسوف تغمركم عطايا الحب
والفيض الجديد .
****
لا تطلبوا يوما أساي على الغنيمة ما وردت حياضها
ما فاتني زمني وما زالت عيون الشيخ ترقب ما اخط
تبارك الحمى وفورة نارها
فلترفعوا هذي الرؤوس وباركوا فرح الحياة وعارها
قلبي لكم وعليكمو
وسواعدي ضد الشروط , وضد اٍحناء الجباه الفارعة
وتذكروا اني امد ساحات الهروب شوارعا
لا تخجلوا مات التوحد وانتهى دهر العقوق
وهالنا الدنيا الرحيبة والخلود

***

الشرف القديمة
سأعود ألويتي تشع وموكبي بالسائرين محدق
البو ق يصدح والطريق مقوس نضرا
والحان السماء ترقرق
مدوا بساط الزهر واحتطبوا النخيل
وانحروا للقادمين ذبائح البهج الحفي وفرقوا
العيد والبشرى وامجاد القطاف وموسم الخصب الوريف
(( كانت ليالينا هناك تمزقا ملء النهار
أقادرنا ملء الأكف وطوع أيدينا المدار
وعلى وسائدنا يفح النجم , يلسعنا سعير الفعل
يشخب توقنا جوعا ونارا
كم ذا قبعت الليل تحت ضفيرتين تطوعا نسلا
وما عرف غباء الخدر والعهر العفيف
كم ذا مددت الى المجاهيل القصية ساعدا
يأبى , يريد , ويرتجي فيض الخلاص
ونعمة فوق السواحل بانتظار العابرين
كم ذا لعنت قنوعكم وخنوعكم وقعودكم ضرعي
على أجداث من سلفوا وما تركوا لكم
إلا قصور ذواتهم عن قمة الفرح المؤشب والحياة
كم ذا تمنيت السلامة من مخازيكم وأرجعني
إسار الحب والعمر الطويل وآه –
نحن تشابكت اقدارنا حتى نهايات الزمان
***
افريقيا الجرح الطويل , بذاءة فوق البحار
ابدُ من الطرر القديمة قائح الما وعار
لن يعبر التاريخ من ابوابك الحمراء
يا انشوطة النوم الذليل ويا ملاءات الغبار
غاباتك العشرون ما اشتعلت حريقا –
لم يهاجر في نواحيها ضياء الشوق
والشوق الوجيع الى اتجاه
كنا هناك مجاعة للفعل , امكاناتنا ضمرت
وراح شبابنا الضاري هباء
نبكي على أيامنا الموتى , نتوق لصدفة
تحيى بها أعمارنا تحت الرماد لوهلة
دنيا من البعد الأليم
في ليلة زُملت رواحلنا , تنكبنا فتوق الريح
جاوزنا ألموا نيء والخدور
كان العبور
وأكاد اجزم انني عانقت خلف البحر
ألوية الوجود الحق والضرم الحياتي الجليل
سأعود في كفي سيف الرفض والرؤيا
وفي عيني أمجاد الحياة
لا ترهبوا هذا التعري في جبين الشمس
لا تتنصلوا من محنة العصر الجديد
في قلبها ابدا ومن فتكاتها نحيا , نموت
ونصنع البعث الكبير ونجتلي شرف الوجود
هذي سواحلنا تطل ,
لمرة اخرى أغادر دخنة الميناء ,
يصمت نورس تبع السفين الى هنا
القارة الاخرى بها تاريخنا , ثاراتنا , اقدارنا
ووعودنا للعالم الرحب السعيد بحفنتين من العطاء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى