هاني عمر - حطام ملتحم

مشهد عن بيتً يصرخ، فينشرخ، فيترمم يصرخ.. ينشرخ.. يترمم فيصيران حطاماً ملتحماً

* * *
*

دخل البيت راسماً على وجهه ابتسامة رجل يجلد بكرابيج ضعفه وقلة حيلته، نظر لها نظرة الضدين - شوقه الشديد لها.. وخجله الشديد منها.. وضع يده فى جيبه، ثم أعطاها خمسة وعشرين جنيها، قال لها بصوت متقطع وبيد مرتعشة - أول عن آخر، انكسرت عيناها، ثم سمع صوتا يقول له:
- متى ينتهى هذا الشهر..؟
أخبرها أنه يجب أن تتحمل الخمسة والعشرين جنيهاً مرارة الخمسة عشر يوما القادمين، ابتسم
مرة أخرى قالت له :
- لماذا تضحك بهذا الشكل الذى يجعلنى أشعر أن جيوبك تكاد أن تتمزق من كثرة ما فيها.. من نقود؟
ضحك بصوت متقطع، ثم أمسك بوجهها الناظر إليه بعينين مشفقتين، ثم قال لها:
- كثيراً ما أحسد نفسى عندما أنظر إلى عينيك
ضمها الى صدره، فمات هذا اليوم من الشهر، ذهب إلى عمله فى الصباح سائراً فى خطوات قوية منتظمة وكأنه زعيم فى طريقه إلى منصة مستهدفة، أما هى فقامت من نومها وكأنها عروس فى صباحها الأول، نفس التفرقة التى حدثت لسريرهما، نفس الدفء الذى ظل يسكنه ويسكنها حتى الآن، نفس العلامات المتوهجة التى تتأكد من وجودها فى المرآة، نفس الشعور الذى به عندما أنساب الماء الدافئ على جسدها لأول مرة فى بيتهما..
ضحكت ضحكات متقطعة عندما تذكرت, الثلاثة أيام الباقين، والوضعيات المبتكرة التى تتخذها أثناء الوصال..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى